فرقة قتلت بن لادن تتحول لوحدة اغتيالات دولية

This Osama Bin Laden propaganda poster was found in an al Qaeda classroom by U.S. Navy SEALs on a search and destroy mission in the Zhawar Kili area January 14, 2002 in Eastern Afghanistan. Navy special operations forces are conducting missions in Afghanistan in support of Operation Enduring Freedom. (Photo by U.S. Navy/Getty Images)
ملصق دعائي يحمل صورة بن لادن في شرق أفغانستان (الفرنسية-أرشيف)

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تحقيقا مطولا عن الأنشطة التجسسية والتنكرية للفرقة التي اغتالت زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن والمعروفة باسم الفريق رقم 6.

وتشير الصحيفة إلى الفريق بأنه جزء من التاريخ السري لوحدة من وحدات البحرية الأميركية التي تسمى فرق البر والبحر والجو للبحرية الأميركية والتي تعرف اختصارا باسم "سيلز".

دبّر هذا الفريق مهمات اغتيالات دموية في الصومال وأفغانستان، وله مراكز تجسس بحرية مقامة بشكل مموه داخل سفن تجارية، وعلى البر يتنكر أعضاؤه في شكل شخصيات مدنية، ويتخذون من شركات وهمية ستارا لأنشطتهم التجسسية، وفي كثير من الأحيان يتنكرون حتى بهيئة دبلوماسيين ويتخذون من سفارات الولايات المتحدة مقرات عمل لهم لتتبع الأشخاص التي تريد واشنطن اغتيالهم أو القبض عليهم.

وتقول الصحيفة إن هذا الفريق هو أشد المؤسسات العسكرية الأميركية عقائدية وأكثرها سرية وأقلها تعرضا للتدقيق والتحقيق من المؤسسات الفيدرالية، وبعد أن جذبت الأضواء باغتيالها بن لادن، تحولت إلى ماكينة اغتيالات دولية لا يستطيع أحد التقرب منها.

وبناء على ما تقدم، فإن نيويورك تايمز تصنف الفريق 6 بأنه يعكس العقيدة الأميركية الجديدة في الحرب التي لا تقيم الانتصارات بناء على النتائج التي تتحقق في أرض المعركة بل بعمليات الاغتيال الدموية الناجحة التي تنفذ ضد "المتمردين

العقيدة الأميركية الجديدة في الحرب" التي لا تقيم الانتصارات بناء على النتائج التي تتحقق في أرض المعركة بل بعمليات الاغتيال الدموية الناجحة التي تنفذ ضد "المتمردين

وبناء على الطريقة التي يعمل بها الفريق 6، فإن عقيدته العسكرية تقوم على تمويه الخط الفاصل بين الجندي المقاتل وعميل المخابرات، فبينما كان الفريق منخرطا في حربي استنزاف في العراق وأفغانستان انخرطت عناصره في مبادرة بالاشتراك مع المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أي) سميت "برنامج أوميغا" الذي أعطى بعدا جديدا في تتبع واصطياد الخصوم.

ورغم النجاحات التي حققها هذا الفريق، والتي تعترف المؤسسة العسكرية بأنها أسهمت في إضعاف شبكات المجموعات المناوئة للولايات المتحدة، فإن هذا الفريق متهم وبشدة بالإسراف في القتل. 

عام 2009 وجّه قرويون أفغان وقائد عسكري بريطاني للفرقة 6 اتهامات بالقتل الأعمى عندما شارك أعضاء الفرقة في هجوم اشترك به عناصر من سي آي أي ووحدة مظليين في الجيش الأفغاني.

وتقول الصحيفة انه على الرغم من تحرير الرهينة الأميركي الذي كانت تستهدفه العملية، فإن أسئلة أثيرت حول سبب إقدام الفرقة 6 على قتل جميع المشاركين في أسره، إضافة إلى التسبب في مقتل عدد من الشبان المدنيين الأمر الذي أشعل توترا بين الأفغانيين وقيادة حلف شمال الأطلسي التي تواجدت في أفغانستان بعد الغزو الأميركي عام 2001.

وقد أجرت الصحيفة مقابلات مع عسكريين ومراقبين متخصصين في هذا التحقيق المطول، ولكنها أشارت إلى أن جميعهم تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم لأسباب أمنية تتعلق بسطوة الفرقة وحساسية التعامل مع أي أمر يخصها.

هذه منطقة يتعمد الكونغرس بشكل مخز ألا يعلم عنها الكثير

ويتبين من المقابلات التي أجريت أن هناك اتهامات عديدة للفريق، ورغم إطلاق عدة تحقيقات في خروقات محتملة ارتكبها أعضاؤه إلا أن الصحيفة شددت على أن فرقة التحقيقات قد حرصت على أن إبعاد أي جهات خارجية أو مستقلة عنها.

ويقول هارولد كوه -أحد المستشارين القانونيين الكبار السابقين لوزارة الخارجية الأميركية- إن "هذه منطقة يتعمد الكونغرس بشكل مخز ألا يعلم عنها الكثير".

يذكر أن القانون الجنائي يرتب مسؤولية جنائية على أي شخص يتنامى إلى علمه معلومات عن جرائم أو مخالفات ولا يقوم بالتبليغ عنها، ومن هذا المنطلق لا يريد الكونغرس أن يعلم الكثير حتى لا يكون مسؤولا أمام القانون.

المصدر : نيويورك تايمز