وول ستريت: كندا ارتكبت إبادة ثقافية ضد السكان الأصليين

A group of female students and a nun pose in a classroom at Cross Lake Indian Residential School in Cross Lake, Manitoba in a February 1940 archive photo
نحو 150 ألف طفل من سكان كندا الأصليين انتزعوا من عائلاتهم وأرسلوا لمدارس تديرها الكنيسة (رويترز)

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن تحقيقا كنديا استمر ست سنوات توصل إلى تأكيد قيام السلطات الكندية بارتكاب أعمال يمكن أن توصف بأنها "إبادة ثقافية" ضد سكان كندا الأصليين.

وكشف التحقيق أن السلطات الكندية قامت على مدى عقود بانتزاع نحو ١٥٠ ألف طفل من أطفال السكان الأصليين من أحضان أمهاتهم وإرسالهم إلى مدارس حكومية مسيحية بشكل إجباري.

وقد استمرت هذه الممارسات حتى تسعينيات القرن الماضي، حيث كان على الأطفال من سكان كندا الأصليين التأقلم مع بيئة غريبة عنهم، حيث يمنعون من التكلم بلغتهم أو اختيار دينهم وتفرض عليهم المسيحية فرضا.

وتوصل التحقيق إلى ارتكاب القائمين على تلك المدارس أعمالا منافية للأخلاق والقوانين، حيث تعرض كثير من الأطفال للتجويع والعنف والإساءة الجنسية.

أطفال سكان كندا الأصليين وضعوا في مدارس تمنع عليهم لغتهم وتفرض المسيحية عليهم (رويترز)
أطفال سكان كندا الأصليين وضعوا في مدارس تمنع عليهم لغتهم وتفرض المسيحية عليهم (رويترز)

وقالت القاضية الكندية موراي سيكلير التي قادت التحقيق، وتنتمي هي شخصيا إلى السكان الأصليين، إن ما كشفت عنه التحقيقات يفيد بأن الأعمال التي كانت ترتكب في المدارس التي تديرها الكنيسة ترقى إلى "إبادة ثقافية بشكل منظم، وتشير إلى وجود محاولات منظمة لانتزاع الهوية الروحية للسكان الأصليين".

وعلى صعيد متصل، أدانت منظمة العفو الدولية تقصير الحكومة الأسترالية في حماية الأطفال من سكان أستراليا الأصليين، وطالبتها بإجراءات تمنع ما سمته "الداء المستطير".

وكان تقرير لمنظمة العفو الدولية قد أشار إلى أن الأطفال من السكان الأصليين في بعض الجزر الأسترالية عرضة للسجن 26 مرة أكثر من نظرائهم الآخرين.

وقال التقرير إن الأطفال من السكان الأصليين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاما يمثلون 5% فقط من سكان أستراليا، ولكنهم يمثلون 59% من المسجونين من تلك الفئة العمرية.

وقالت الأمين العام للمنظمة ساليل شيتي إن "عدم احتفاظ السلطات بسجلات نظامية عن حالات الاعتقال والتوقيف تلك يعد فضيحة".

وأوصى التقرير بأن تقوم أستراليا بسن قوانين جديدة تمنع توقيف الأحداث من السكان الأصليين على ذمة التحقيق إلا في حالات الجرائم الخطيرة. كما دعا إلى ضمان مزيد من المساعدة القانونية للأحداث الموقوفين، وأن يكون السجن لمن هم تحت الـ17 كملاذ أخير.

يذكر أن سكان أستراليا الأصليين يعيشون فيها منذ أربعين ألف عام على الأقل، ولكنهم الفئة الأقل حظا في البلاد، حيث إن متوسط العمر في هذه الفئة أقل من الآخرين، نتيجة افتقارهم الخدمات الصحية والاجتماعية بالمستوى المطلوب.

ويقدر عددهم في أواخر القرن الـ18 عندما احتل البريطانيون أستراليا بحوالي مليون نسمة، إلا أنهم اليوم لا يتجاوزون 470 ألفا من 23 مليون نسمة هم تعداد سكان أستراليا.

المصدر : الفرنسية + وول ستريت جورنال