وول ستريت جورنال: الموصليون يرفضون تحريرا على غرار تكريت

صورة جسر في الموصل
كوادر تنظيم الدولة تعمل على إصلاح البنية التحتية للموصل التي وقعت في قبضته العام الماضي (الجزيرة)

تناولت تقارير عديدة في الصحافة الأميركية لهذا اليوم حياة الناس في المدن التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، مثل الموصل التي وقعت في قبضته منذ سنة بالضبط.

وتقول وول ستريت جورنال إن تنظيم الدولة يعمل ليل نهار على إصلاح البنية التحتية في مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق، وحتى الفنادق يجري تجديدها. واعتبر التقرير الذي كتبته نور مالاس من العاصمة العراقية بغداد أن الموصل تبدو في أحسن حال أكثر من أي وقت مضى بفضل حزم القوانين التي سنها التنظيم.

وتضيف: لقد ولت أيام الباعة المتجولين الذين يملؤون الأرصفة، واختفت شبكة الأسلاك العنكبوتية التي كانت تزود الناس بالكهرباء نتيجة عدم إصلاح المنظومة منذ الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003. هذا بالإضافة إلى الشوارع النظيفة التي تخلو تماما من أعقاب السجائر.

وتنقل الصحيفة عن أحد سكان المدينة واسمه عمر، قوله "لم أر الموصل بهذه النظافة في ثلاثين عاما".

اتهامات للقوات العراقية الحكومية والمليشيات بأعمال نهب في تكريت
اتهامات للقوات العراقية الحكومية والمليشيات بأعمال نهب في تكريت

ورغم هذه الإنجازات فإن الصحيفة تورد أن سكان الموصل يعيشون في خوف وتوتر دائمين نتيجة العقوبات الغليظة التي يطبقها التنظيم بحق السكان إن خالفوا لائحة الممنوعات التي سنها، ولكن رغم ذلك فهم لا يريدون تحريرا عبثيا.

ويقول عمر في هذا السياق "كل شخص مسجون في هذه المدينة المقموعة يريد الخلاص من داعش والعودة إلى الحياة الطبيعية، ولكن الجميع متفقون: إن كان تحرير الموصل سيكون على غرار تحرير تكريت والأنبار، أي بالتدمير والبراميل المتفجرة والقصف العشوائي والسلب والنهب، فلا نريد ذلك التحرير".

الحياة في الرقة
وأوردت صحيفة واشنطن بوست تقريرا من مدينة غازي عنتاب التركية عن مجموعة من النشطاء السوريين أطلقت على نفسها اسم "الرقة تذبح بصمت"، في إشارة إلى المدينة السورية التي يتخذها تنظيم الدولة "عاصمة للخلافة".   

ويقول التقرير إن كلمة "بصمت" في اسم المجموعة يعبر عن شعور السوريين بإهمال المجتمع الدولي لهم ولثورتهم التي طالبت نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالديمقراطية.

ووصفت الصحيفة استخدام المجموعة للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في بث موادها عن الحياة في الرقة، بأنه قلب للطاولة في وجه التنظيم الذي طالما استخدم الإنترنت في ترويج أفكاره وتجنيد عناصره وشن حرب إعلامية ضد كل من يقف ضده، وبضمنهم الدول الغربية عموما والولايات المتحدة خصوصا.

‪ناشطون من الرقة يقولون إن الحياة فيها‬ (الجزيرة)
‪ناشطون من الرقة يقولون إن الحياة فيها‬ (الجزيرة)

وقد تمكنت مجموعة "الرقة تذبح بصمت" من لفت الانتباه إليها عبر تقديم رواية مضادة لما يبثه التنظيم عن الحياة الطبيعية في الرقة، حيث بلغ متابعوها على تويتر 23 ألفا، وعبر أكثر من 39 ألف شخص عن إعجابهم بصفحة المجموعة على الفيسبوك.

ويتحدث التقرير إلى نشطاء من المجموعة الذين يقولون إن تنظيم الدولة أصبح عنيفا مع ترسخ سلطته في الرقة، وقال أحدهم -الذي يدعى باسمه الحركي أبو محمد- إن "أي خطأ يعني الموت.. إذا ألقي القبض على شخص ما فهذا يعني أنهم سيعدمونه".

ويضيف أبو محمد بأنه أمضى أسبوعا في سجن التنظيم لالتقاطه صورا لعناصره، لكن ذلك كان قبل أن يمسي التنظيم قوة مرهوبة الجانب كما هو اليوم.

ويقر التقرير بأنه من شبه المستحيل التحقق من صدق التقارير التي تأتي بها المجموعة، إلا أنه استدرك ذلك بالقول إن المجموعة أثبتت مصداقيتها في مناسبات منها كشفها غارة فاشلة للقوات الأميركية لاغتيال قيادي في التنظيم قبل أشهر من اعتراف إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالغارة وفشلها في تحقيق مهمتها.

المصدر : الصحافة الأميركية