صحف غربية: صعود قوى "مستبدة" تهديد للنظام العالمي

Russian President Vladimir Putin (R) and his Chinese counterpart Xi Jinping exchange documents during a signing ceremony at the Kremlin in Moscow on May 8, 2015. AFP PHOTO / KIRILL KUDRYAVTSEV
بوتين (يمين) ونظيره الصيني شي جين بينغ أثناء أحد المراسم الرسمية في الكرملين (الفرنسية)

اهتمت بعض الصحف الغربية الصادرة اليوم الثلاثاء بصعود بعض القوى الإقليمية، مثل الصين وروسيا وإيران، مقابل تراجع الولايات المتحدة، وتحدثت عن النهج الدبلوماسي الأميركي في التعامل مع موسكو بشأن أوكرانيا.

فقد اعتبرت افتتاحية وول ستريت جورنال الأميركية أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخير لبيع صواريخ متطورة لإيران برغم الاعتراضات الأميركية أكثر من مجرد إحراج لإدارة الرئيس باراك أوباما، بل هو أيضا أحدث دليل على تهديد جديد ناشئ في النظام العالمي وأمن الولايات المتحدة فيما وصفته بصعود قوى إقليمية استبدادية مثل إيران والصين وروسيا.

صعود إيران يتمثل في دمجها للحماس الثوري للإسلام الشيعي بالإمبريالية الفارسية التقليدية في محاولة لتصبح القوة المهيمنة بمنطقة الشرق الأوسط

وقالت الصحيفة إن هذه الدول تستغل التراجع الأميركي لترسيخ هيمنتها السياسية والعسكرية في أرجاء المعمورة، إذ أنها تتشارك جميعها هدف الحد من نفوذ الولايات المتحدة وتطويع جيرانها لإرادتها السياسية، وفي نهاية المطاف استغلال قاعدة القوة الإقليمية للحد من التأثير العالمي للديمقراطيات الغربية، وخاصة الولايات المتحدة.

وترى أن صعود إيران يتمثل في دمجها للحماس الثوري للإسلام الشيعي بالإمبريالية الفارسية التقليدية، في محاولة لتصبح القوة المهيمنة في منطقة الشرق الأوسط حيث يسيطر وكلاؤها ومليشياتها بالفعل على لبنان وجزء كبير من العراق وروسيا ولا يألون جهدا في اليمن.

وفي سياق الاستبداد، كتبت واشنطن بوست بافتتاحيتها أن روسيا اتخذت للتو خطوة "خبيثة" لتطويع القانون وفق الأهواء السلطوية لزعيمها، فأجاز مجلسا البرلمان مؤخرا تشريعا من شأنه أن يسمح للحكومة بوصم أي منظمة أجنبية أو دولية تعتبر تهديدا للقدرات الدفاعية أو أمن الدولة وللنظام العام أو لصحة السكان كجهة "غير مرغوب فيها" ومن ثم تجريمها.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس بوتين وقع على مشروع القانون، واعتبرته نسخة قانونية لشيك على بياض بالقمع.

وحذرت بأن القانون الجديد يتضمن بندا مخيفا مستمدا من الماضي بحيث يمكن أن يطبق تقريبا ضد أي منظمة أو شركة أجنبية تعمل في روسيا، وأنه يهدف إلى خنق المجتمع المدني في البلاد.

وحول المباحثات الأميركية مع موسكو بشأن أوكرانيا، قالت فايننشال تايمز بافتتاحيتها إن على الولايات المتحدة أن تظل على موقفها الثابت من محاولات بوتين لزعزعة استقرار أوكرانيا، كما يجب على الغرب أن يظل على حذره من نوايا بوتين تجاه جارته.

ومع ذلك، ترى الصحيفة أن تعميق التواصل مع روسيا يستحق المتابعة إذا كان ذلك سيدمج الولايات المتحدة أفضل في الجهود الدبلوماسية الغربية بشأن أوكرانيا.

المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية