انعكاسات سقوط الرمادي بيد تنظيم الدولة؟

Displaced Sunni people, who fled the violence in the city of Ramadi, arrive at the outskirts of Baghdad, May 19, 2015. Iraqi security forces on Tuesday deployed tanks and artillery around Ramadi to confront Islamic State fighters who have captured the city in a major defeat for the Baghdad government and its Western backers. REUTERS/Stringer
أهالي الرمادي يفرون منها باتجاه بغداد وضواحيها بعد سقوطها بأيدي تنظيم الدولة (رويترز)

تناولت صحف أميركية تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة، وركز بعضها على أهمية سيطرة التنظيم على مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار غرب العراق، وعلى انعكاساتها على الإستراتيجية الأميركية، مع فرار أهالي الرمادي وتشردهم بالآلاف.

فقد أشارت صحيفة ذي كريسيتاين ساينس مونيتور إلى تقدم تنظيم الدولة على أكثر من جبهة في كل من العراق وسوريا، وإلى استيلائه على مدينة الرمادي الواقعة في محافظة تعادل مساحتها ثلث مساحة العراق الكلية، وتساءلت الصحيفة "ماذا يخبرنا سقوط الرمادي؟".

وأوضحت أن سيطرة تنظيم الدولة على هذه المدينة، وعلى مدينة تدمر الأثرية في سوريا الأسبوع الماضي، يدفع باتجاه الفرز الطائفي في البلدين، وأنه ما إن سقطت الرمادي حتى أخذت دقات طبول الحرب تتعالى بشكل أكبر، وخاصة في ظل اقتراب مسلحي التنظيم من أعتاب العاصمة العراقية بغداد.

ونسبت الصحيفة إلى السيناتور الأميركي جون ماكين القول إن سقوط الرمادي شكل خسارة "كبيرة بشكل رهيب"، وأنه دعا إلى ضرورة إرسال المزيد من القوات الأميركية لنشرها داخل الأراضي العراقية.

ساينس مونيتور: حملة التحالف الدولي لتخليص الشرق الأوسط من تنظيم الدولة  تشهد انتكاسة بعد استيلاء التنظيم على الرمادي العراقية وتدمر السورية

انتكاسة
وأضافت أن حملة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم الدولة ولتخليص الشرق الأوسط من هذه الجماعة شهدت انتكاسة، وخاصة في أعقاب سيطرة التنظيم على مدينة تدمر التاريخية في سوريا أيضا.

وأوضحت أن الأموال والأسلحة والنفوذ الأميركي في العراق تضاءل وانتهى منذ زمن، وأن الحرب التي تعصف بسوريا منذ أكثر من أربع سنوات أخذت البلاد إلى الفوضى، وأن هذا الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة في المنطقة جعل العشائر السُنية في المنطقة في كثير من الحالات تميل إلى تنظيم الدولة، معتبرة أن النظامين السوري والعراقي مجرد "دمى" لإيران الشيعية.

من جانبها، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى التصريحات التي أطلقها وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، والمتمثلة في قوله في مقابلة مع إحدى المحطات التلفزيونية في بلاده إن الجيش العراقي لم يبد إرادة في قتال تنظيم الدولة في مدينة الرمادي.

وأضافت أن الوزير أكد في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" بثتها البارحة أن الأميركيين يحاولون تشجيع العراقيين على مواجهة مسلحي تنظيم الدولة بشكل مباشر، وخاصة في ظل كثرة عدد القوات العراقية بالمقارنة مع مسلحي التنظيم.

كما أشارت الصحيفة إلى دعوة ماكين لإرسال المزيد من القوت الخاصة إلى العراق، وإلى أن تقدم تنظيم الدولة قبل أيام يفتح الباب أمام إمكانية تبدّل إستراتيجية الولايات المتحدة في العراق.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية