الصحافة الأميركية: كامب ديفد لن تعرقل الاتفاق مع إيران

President Barack Obama meets new Saudi Arabian King Salman bin Abdul Aziz in Riyadh, Saudi Arabia, Tuesday, Jan. 27, 2015. The president and first lady came to expresses their condolences on the death of the late Saudi Arabian King Abdullah bin Abdulaziz al-Saud. (AP Photo/Carolyn Kaster)
الملك سلمان بن عبد العزيز سبق أن استقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما بالرياض مطلع العام الجاري (أسوشيتد برس)

تناولت صحف أميركية القمة المرتقبة في كامب ديفد بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، وقال بعضها إن أوباما سيرفض فيها كل ما يعرقل الاتفاق مع إيران بخصوص البرنامج  النووي الإيراني.

فقد نشرت صحيفة واشنطن تايمز مقالا للكاتب جيد بابين نائب مساعد وزير الدفاع إبان إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش أشار فيه إلى أن قادة السعودية ودول الخليج الأخرى سيحاولون في هذه القمة السعي للوصول إلى اتفاق على شاكلة مذكرة تفاهم تلتزم الولايات المتحدة بموجبها باحتواء إيران وببيع دول الخليج أسلحة عسكرية نوعية.

وأضاف أنه من الصعب تخيل هذا الطلب من العرب، وذلك لأن أهداف أوباما مختلفة تماما عن هذا الطرح. وأشار إلى أن دبلوماسيين فرنسيين يعتقدون أن أوباما يسعى لاستبدال إيران بالسعودية، وذلك بحيث تكون قوة طهران النووية قادرة على الحفاظ على استقرار المنطقة.

مسؤول أميركي سابق: يبدو من الواضح في تصريحات الرئيس أوباما ونائبه جوزيف بايدن أن الاتفاق بين الغرب وإيران يضمن امتلاك إيران للسلاح النووي في غضون 15 عاما

سلاح نووي
وأشار بابين إلى أنه يبدو من الواضح في تصريحات أوباما ونائبه جوزيف بايدن أن الاتفاق بين الغرب وإيران يضمن امتلاك إيران السلاح النووي في غضون 15 عاما.

وقال الكاتب إنه بغض الطرف عن المدة الزمنية فإنه يعتبر أمرا مستحيلا امتلاك إيران أسلحة نووية وفي الوقت نفسه قيام أحد باحتوائها.

 وأشار إلى أن فكرة حصول العرب على ضمان من أوباما لاحتواء طهران تعتبر غير واقعية، وذلك لأن إيران ستستمر بشن حروب دينية في المنطقة.

وأوضح الكاتب أن الضمان الأميركي للعرب باحتواء إيران لا يمكن أن يتحقق سوى من خلال تزويد دول الخليج بقوة عسكرية كافية لتدمير السلاح النووي الإيراني وتدمير القدرات الإيرانية العسكرية الأخرى.

وأضاف أنه لا يمكن للولايات المتحدة تزويد العرب بأسلحة سوى بأنظمة دفاعية ضد الصواريخ والأسلحة النووية، وذلك من أجل التمكن من مواجهة أي هجوم إيراني محتمل أو من أجل ردع إيران.

تداعيات
وأشار الكاتب إلى أن رفض أوباما المحتمل لطلبات قادة الخليج المتوقعة بالحصول على ضمانات أمنية ستكون له تبعات وتداعيات تتمثل في إحداث فراغ يمكن لخصوم الولايات المتحدة القيام بملئه.

وأوضح أن روسيا جاهزة ومستعدة لأن تحل محل الولايات المتحدة في تحقيق مطالب العرب، وأنه يمكن للصين فعل ذلك أيضا بكل سهولة.

وأضاف الكاتب أن النفوذ الأميركي آخذ بالتراجع في الشرق الأوسط لصالح إيران، وأن الاتفاق النووي الإيراني سيتسبب في سباق تسلح، مما يعني المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.

واختتم الكاتب بالقول إنه يمكن للولايات المتحدة موازنة مخاوف الدول العربية إزاء النووي الإيران، وذلك عن طريق التوصل معهم إلى اتفاق تقوم بموجبه أميركا بدعم أنظمتهم الدفاعية، ولكن ليس على شكل معاهدة حلف شمال الأطلسي (ناتو).

كاتب أميركي: السعودية ودول أخرى في المنطقة تعتبر أن إيران هي سبب كل الشرور في الشرق الأوسط

سبب الشرور
من جانبها، نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز مقالا للكاتب دويل مكمناص قال فيه إن السعودية وبعض دول المنطقة الأخرى تعتبر أن إيران هي سبب كل الشرور في الشرق الأوسط.

وأضاف أنه سبق أن حث الملك السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز كلا من الرئيسين الأميركيين بوش وأوباما على شن هجوم عسكري ضد إيران، وذلك من أجل "قطع رأس الأفعى".

وأشار إلى أن اقتراب إدارة أوباما من إبرام اتفاق محتمل مع إيران ترك تداعياته على دول الخليج، وسط الخشية من أن يؤدي إلى تحالف أميركي إيراني بشكل ضمني.

وأضاف الكاتب أن بعض دول الشرق الأوسط تخشى من توسع النفوذ الإيراني، وأن بعض القادة العرب ليسوا متيقنين من إمكانية الاعتماد على الولايات المتحدة في تنظيم التوازن الإقليمي، وأن العرب يريدون إستراتيجية تركز على احتواء إيران وإبقائها في مكانها.

وأشار الكاتب إلى أنه من السهل التنبؤ ببعض ما سيحدث في المحادثات في كامب ديفد، وأوضح أن أوباما سيقطع وعودا بمواصلة فرض عقوبات ضد إيران في حال استمرارها بدعم جماعات إرهابية، وبإدانة التدخل الإيراني في شؤون بلدان أخرى، وبتزويد العرب بنظام دفاعي، وأنه سيؤكد على استعداد الولايات المتحدة للدفاع عن حلفائها ضد أي هجوم خارجي محتمل.

وأضاف الكاتب أنه من المرجح أن تفشل الولايات المتحدة على المدى الطويل في طمأنة حلفائها العرب الذين يعيشون في منطقة مضطربة وغير متوازنة وغير مستقرة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية