هل يمكن أن تكون طهران شرطي واشنطن في الخليج؟

هل يمكن أن تكون طهران شرطي واشنطن في الخليج؟

اعتبر الكاتب روبرت فيسك في مقال نشر أمس الجمعة بصحيفة "إندبندنت" البريطانية أن الاتفاق بين إيران والدول الست الكبرى من شأنه أن يحدث تحولات كبيرة في الشرق الأوسط وأن يؤدي إلى "زلزال سياسي"، وطرح سؤالا: هل يمكن أن تصبح إيران القوية شرطي الولايات المتحدة في الخليج؟

ويرى فيسك أن إيران ولدت من جديد كدولة كبرى في الشرق الأوسط عندما وافقت على الحد من طموحاتها النووية، وعلى الرغم من أن الحرس الثوري الإيراني قد يحاول عرقلة الاتفاق أو أن تقوم إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية فإن هذا الاتفاق المبدئي الذي عقدته الجمهورية الإسلامية يمكن أن يجعلها قوة إقليمية عظمى في المنطقة كما كانت في عهد الشاه.

غضب وأضرار
ويرى الكاتب البريطاني أن بروز إيران كأفضل أصدقاء الولايات المتحدة من شأنه أن يلحق "ضررا بالغا" بـ"التحالف المتميز بين واشنطن والسعودية".

التزام إيران والغرب بتعهداتهما من شأنه أن يغير علاقة عدم الثقة إلى ثقة متبادلة

وفي سياق قراءته للتحولات الناجمة عن الاتفاق النووي الإيراني بين طهران والقوى الكبرى، ذكر فيسك أن التزام إيران والغرب بتعهداتهما من شأنه أن يغير علاقة عدم الثقة -التي لا تزال قائمة وفقا لوزير الخارجية الأميركية جون كيري– إلى ثقة متبادلة.

ويضيف الكاتب أن هذا التحول سيكون له تأثير سياسي هائل على المنطقة، إذ يمكن لإيران مع مرور الوقت أن تصبح "شرطي الولايات المتحدة في الخليج" كما كانت في عهد الشاه.

ويعتبر فيسك أن مثل هذه التغيرات من شأنها أن تدفع الولايات المتحدة للتفكير في إعادة تقييم علاقاتها مع حلفائها العرب.

مواقف وتأثيرات
وبالنسبة لسوريا يرى فيسك أن الاتفاق الموقع في لوزان السويسرية يمثل النبأ الأفضل للرئيس السوري بشار الأسد منذ أن منعت روسيا الغارات الجوية الأميركية على نظامه.

وبين أنه ربما اعتقد الكثيرون من العرب الآن أن بشار الأسد يمكن الآن أن يبقى في السلطة عمرا طويلا مثل أبيه حافظ الأسد.

ويتابع فيسك "بالطبع إن إيران الآن يمكنها أن تفرض وقفا لإطلاق النار في سوريا، وبهذا يكون اتفاق لوزان مفتاحا مهما لمستقبل سوريا التي أصبحت أزمتها واحدة من أكبر المآسي العربية في العصر الحديث".

يشار إلى أن طهران والدول الست الكبرى توصلت مساء أول أمس الخميس في مدينة لوزان السويسرية إلى اتفاق الإطار بشأن حل ملف البرنامج النووي الإيراني، ومن شأن الاتفاق أن يكبح تقدم هذا البرنامج لعشر سنوات على الأقل، وهي خطوة نحو توقيع اتفاق نهائي قد تنهي 12 عاما من سياسة حافة الهاوية والتهديدات والمواجهة بين إيران والغرب.

المصدر : إندبندنت + الجزيرة