"وثيقة التنازلات" والمظاهرات تهددان مستقبل نتنياهو السياسي

Israel's Prime Minister Benjamin Netanyahu stands next to the Western Wall, Judaism's holiest prayer site, during a visit in Jerusalem's Old City February 28, 2015. REUTERS/Marc Sellem/Pool (JERUSALEM - Tags: POLITICS RELIGION TRAVEL)
نتنياهو تعرض لانتقادات من صحفيين إسرائيليين اتهموه بالكذب على من يفاوضهم أو يعطيهم الوعود (رويترز)
عوض الرجوب-الخليل
تناولت صحف إسرائيل بقراءة متباينة ما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت حول ما سمتها "وثيقة التنازلات" التي قدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال المفاوضات عام 2013، كما تناولت السباق نحو انتخابات الكنيست، حيث ألقى العدوان الأخير على غزة بظلاله على الراغبين بتولي وزارة الدفاع بعد الانتخابات.

وتحدثت صحيفة معاريف عن العاصفة بالساحة السياسية التي خلفها نشر الوثيقة التي "تكشف سلسلة من التنازلات المفاجئة التي كان نتنياهو مستعدا لتقديمها للفلسطينيين بولايته السابقة".

وتضيف الصحيفة أن الوثيقة التي كتبت عام 2013 وصفت بأنها "اقتراح لوثيقة مبادئ حول الوضع الدائم"، وتوثق أهم نقاط المفاوضات السرية التي دارت بين إسحق مولخو ممثل نتنياهو، وحسين آغا ممثل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وتقول إن الوثيقة تكشف عن استعداد نتنياهو للانسحاب إلى خطوط 67 مع تبادل للأراضي وحل متفق عليه للقدس وحق العودة وسيطرة فلسطينية في غور الأردن، وهو ما نفاه نتنياهو خلال اجتماع لنشطاء حزبه (الليكود)، حيث وصف الوثيقة بأنها "استعراض عابث".

وتنسب معاريف إلى رئيس حزب البيت اليهود نفتالي بينيت تأكيده صحة الوثيقة، ويقول إن "نتنياهو تعرض لضغط شديد من الإدارة الأميركية، وتقدم بعرض لأبو مازن أساسه عودة لخطوط 67 مع تبادل للأراضي، وتأجيل موضوع القدس واللاجئين، وعدم إزالة المستوطنات اليهودية بل نقلها إلى السيادة الفلسطينية أو الإخلاء الطوعي مع التعويضات".

برنياع: المشكلة الكبرى بعلاقات نتنياهو الخارجية هي عدم المصداقية والمناورات المكشوفة والمعقدة جدا (رويترز)
برنياع: المشكلة الكبرى بعلاقات نتنياهو الخارجية هي عدم المصداقية والمناورات المكشوفة والمعقدة جدا (رويترز)

كذب نتنياهو
وفي الصحيفة ذاتها كتب بن كسبيت معلقا على الوثيقة أن القاسم المشترك بين تصرفات نتنياهو هو الكذب على من يتفاوض معهم ويعطيهم الوعود.

من جهته، هاجم كاشف الوثيقة ناحوم برنياع في افتتاحية يديعوت أحرونوت نتنياهو على رده، واصفا إياه بأنه كان "مفزوعا، ومصابا بخطيئة انعدام الحقيقة"، ومؤكدا أن المفاوضات السرية بين مولخو وآغا جرت في لندن على فترة ولاية الحكومة السابقة.

وأضاف الكاتب أن نتنياهو أراد انتزاع الحد الأقصى من الالتزامات من أبو مازن، بينما يدفع بالحد الأدنى من الالتزامات الإسرائيلية، "فخرج العكس: نتنياهو -من خلال مولخو- وافق على تنازلات مهمة، وأبو مازن لم يوافق على أي شيء".

وخلص إلى أن المشكلة الكبرى في علاقات نتنياهو الخارجية -بما في ذلك العلاقات مع أميركا- هي عدم المصداقية والمناورات المكشوفة والمعقدة جدا التي تنتهي إلى لا شيء.

بدورها، دافعت صحيفة إسرائيل اليوم المقربة من رئيس الحكومة عن موقف نتنياهو، نافية وجود وثيقة أو تنازلات. ونسبت إلى دنيس روس -الذي أشرف على المفاوضات- أن الوثيقة كانت مشروعا تمت مناقشته مع مولخو لعرضها على الفلسطينيين من أجل تحريك المفاوضات، وكان يحق للطرفين رفضها.

وتضيف أن روس هو الذي صاغ الوثيقة، وقال للصحيفة إن نتنياهو لم يوافق على حدود 1967 وتقسيم القدس وحق العودة.

 رحيل نتنياهو
في شأن مختلف -لكنه يتعلق بنتنياهو- أبرزت صحيفة هآرتس خبر تظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين في تل أبيب الليلة الماضية للمطالبة برحيله، موضحة أن قيادات عسكرية وأمنية شاركت في التظاهرة.

ووفق الصحيفة، فإن كلمات المتظاهرين ركزت أساسا على مواضيع الأمن، في محاولة لتقويض الحملة الانتخابية لنتنياهو التي تركز على إنجازاته في الحرب ضد النووي الإيراني وحركة حماس.

وتنقل الصحيفة عن رئيس الموساد السابق مئير داغان قوله -خلال التظاهرة- إن "نتنياهو يتولى منصب رئيس الوزراء منذ ست سنوات.. لم يقدم فيها خطوة حقيقية واحدة لتغيير وجه المنطقة أو لخلق مستقبل أفضل".

في الملف الانتخابي أيضا، ألقى العدوان الأخير على قطاع غزة بظلاله على تصريحات المتنافسين لمنصب وزير الدفاع بعد الانتخابات. وتقول صحيفة "إسرائيل اليوم" إن وزير الدفاع الحالي موشيه يعلون واللواءين احتياط يوآف غالنت من حزب "كلنا"، وعاموس يدلين من "المعسكر الصهيوني" أعربوا عن رغبتهم في تولي حقيبة الدفاع بعد الانتخابات.

ونقلت عن غالنت اتهامه يعلون بأنه لم يفعل شيئا لأنفاق غزة سوى التقاط الصور داخلها، ورد يعلون بأن "الأمن ليس موضوع شعارات"، وأن "نظرة وزير الدفاع لا تكون فقط عبر فوهة البندقية". وختم يعلون بأن احتلال قطاع غزة كان سيكلف إسرائيل عشرة مليارات شيكل (نحو 2.5 مليار دولار) في السنة، وهذا لن يوقف الصواريخ.

أغلبية عربية
في ملف مختلف، لفتت صحيفة هآرتس إلى تراجع إقبال اليهود على السكن في القدس، موضحة أن ذلك يعني زيادة نسبة العرب على اليهود في المدينة خلال سنوات.

وتحت عنوان "نصر نتنياهو" ينفي الكاتب شاؤول أريئيلي أنه رغم التصريحات عن تهويد القدس لا يوجد تضخم سكاني في الأحياء اليهودية بالقدس، موضحا أنه خلال السنوات الخمس الأخيرة ازداد عدد السكان في القدس بأقل من خمسة آلاف شخص (جزء منهم عرب).

ووفقا لهذه المعلومات -يضيف الكاتب- ستصبح المدينة جميعها ذات أغلبية عربية خلال السنوات العشر القادمة إذا استمر نمو عدد السكان اليهود في القدس بمعدله الحالي.

المصدر : الجزيرة