عملية "فرات شاه" تثير جدلا في الإعلام التركي

وضعت منطقة في قرية "آشمة" بسوريا تحت سيطرة الجيش التركي، ورُفع العلم التركي بها، تمهيدا لنقل رفات "سليمان شاه" إليها.
العملية تمت في جنح الظلام بمشاركة 100 عربة عسكرية و572 جنديا (الجزيرة)
وسيمة بن صالح-أنقرة

تباينت ردود الأفعال في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بشأن عملية نقل رفات سليمان شاه (جد مؤسس الدولة العثمانية) من المنطقة التي كان موجودا فيها داخل سوريا إلى تركيا مؤقتا. حيث عدها مؤيدو الحكومة التركية عملية ناجحة تحمي الضريح من خطر تنظيم الدولة الإسلامية، بينما عدتها المعارضة "فقدانا لأراض تركية وتخليا عنها".

وبشأن العملية التي أطلق عليها الاسم الحركي "فرات شاه"، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو صباح اليوم الأحد في مؤتمر صحفي بمقر قيادة الجيش أنه تم خلالها إجلاء 38 تركيا كانوا يحرسون الضريح في منطقة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية. وأنه شاركت في العملية التي تمت عبر مركز مرشد بينار الحدودي 100 عربة عسكرية، منها 39 دبابة و572 جنديا.

ووفق رئيس الوزراء، تقررت العملية العسكرية بسبب تدهور الوضع حول الجيب التركي الذي تبلغ مساحته بضع مئات من الأمتار المربعة. بينما أعلن الإعلام التركي أن ممتلكات الضريح نقلت داخل ثلاثة صناديق، في حين دمر ما تبقى من الضريح تماما.

دعم كردي
ونقلت صحيفة حريات التركية المعارضة تصريحا خصها به النائب البرلماني عن حزب ديمقراطية الشعوب الكردي المعارض حسيب كبلان قال فيه إن العملية تمت بمشاركة قوات حماية الشعوب الكردية.

وأضاف كبلان أن القوات المسلحة التركية في مثل هذه العمليات البرية تحتاج لغطاء أمني، وهو أمر لا يمكن أن يتم بدون مساعدة قوات حماية الشعوب التي تعرف المنطقة جيدا ولديها خبرة بقدرات تنظيم الدولة، وأضاف أن المنطقة التي سوف ينقل إليها الضريح تابعة لسيطرة القوات الكردية في مدينة عين العرب (كوباني).

‪الجنود ينقلون الرفات ويفجرون الضريح‬ (غيتي)
‪الجنود ينقلون الرفات ويفجرون الضريح‬ (غيتي)

من جانبها، تطرقت صحيفة راديكال لرد فعل المعارضة، حيث نشرت في موقعها الإلكتروني مقالا اعتبر فيه الأمين العام لحزب الشعب الجمهوري غورسال تكين أن ما حدث ليس "عملية شاه" بل عملية "كش مات"، في إشارة لحركة لعبة الشطرنج عندما يقع الملك في المصيدة، وأضاف أن ما حدث يعد "فقدانا لأرض تركية بدون قتال ولأول مرة منذ 90 سنة من تاريخ الجمهورية"، معتبرا ذلك أمرا "يبعث على الحزن الشديد".

كما نقلت الجريدة عن نائب رئيس حزب الحركة القومية سميح يالتشين قوله إن العملية ليست أكثر من عملية تخل وإخلاء لأرض تابعة للوطن، واتهم الحكومة بأنها "تواصل في الفترة الأخيرة ارتكاب الخطأ تلو الآخر".

واعتبر أن القوات المسلحة أجبرت على العملية، لأن وظيفتها هي حماية الحكومة والأراضي التركية، وأن عليها الآن التفكير بجدية بشأن "أي أرض تركية سيتم فقدانها مستقبلا".

جماعة الخدمة
أما جريدة يني شفق المقربة من الحكومة التركية فقد انتقدت وسائل الإعلام التي قالت إنها تابعة لجماعة الخدمة التي يطلق عليها اسم الكيان الموازي بتركيا، وقالت في مقال بعنوان "خيانة بحق عملية فرات شاه" إن صحفيين مقربين من الجماعة عرّضوا العملية للخطر وحاولوا تخريبها عندما سربوا معلومات عنها من خلال شبكات التواصل الاجتماعي بينما كان الجنود الأتراك لا يزالون داخل الأراضي السورية.

ووصفت الجريدة وسائل الإعلام التي يعمل فيها هؤلاء الصحفيون بأنها شبيهة بالإعلام الإسرائيلي في أسلوب هجومها على العملية والقوات المسلحة التركية، كما انتقد المقال ما قال إنه كذب نشره أولئك الصحفيون عندما قالوا إن الضريح نقل ولأول مرة خلال 800 سنة، في حين نقل الضريح مرتين خلال العامين 1939 و1973، حسب الجريدة.

المصدر : الجزيرة