صحيفة أميركية تشيد بالتقرير البريطاني بشأن "الإخوان"

Britain's Prime Minister David Cameron reacts during a news conference after a European Union leaders summit in Brussels, Belgium December 18, 2015. REUTERS/Eric Vidal
كاميرون: الدراسة أجريت لتحديد ما إذا كان تنظيم الإخوان يساهم في العنف ببريطانيا (رويترز)

قالت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية إن التقرير الحكومي البريطاني بشأن تنظيم الإخوان المسلمين اعتبر أن التنظيم يروج للعنف وأحيانا يقوم بتنفيذ أعمال عنف، ويسعى لهيمنة عالمية للشريعة الإسلامية ويعتبر الأديان الأخرى غير شرعية.

وقالت الصحيفة في تقرير مطول لها عن التقرير البريطاني إنه يتعارض مع بعض وجهات النظر الأميركية الإيجابية عن الإخوان بما في ذلك وجهات نظر البيت الأبيض.

وأضافت أن "قادة هذا التنظيم السري يستخدمون دائما لغة معادية للسامية، وبرروا قتل الأميركيين وقوات التحالف الأخرى في العراق وأفغانستان، وإلى اليوم يقولون إن الحكومة الأميركية اختلقت أحداث 11 سبتمبر 2001 وإن الحرب ضد تنظيمات -مثل القاعدة- هي مجرد غطاء للهجوم على الإسلام".

غير مسبوق
ووصفت الصحيفة التقرير بأنه غير مسبوق في هذه الفترة التي تواجه فيها حكومة غربية مجموعة الإخوان المسلمين التي تعتبر قوة منظمة أيديولوجيا لكنها "ليست تنظيما إرهابيا عابرا للقوميات".

ونقلت واشنطن تايمز عن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون قوله إن هذه الدراسة بشأن التنظيم قد أجريت لتحديد ما إذا كان تنظيم الإخوان يساهم في العنف ببلاده وغيرها بتهيئة مناخ لأنشطة "المتطرفين".

وأضاف كاميرون أن تنظيم الإخوان "يتعمد التعتيم على طبيعته ونشاطاته"، وأنه "يروج للقيم التي يبدو أنها غير متسامحة تجاه المساواة وحرية الدين والمعتقد"، مضيفا أن النتائج الرئيسية التي تضمنها التقرير ستساعد حكومته في وضع سياسة إما لحظر التنظيم تماما في بريطانيا أو خفض عدد تأشيرات الدخول لأعضائه الراغبين بدخول البلاد.

عمرو دراج: ما قاله كاميرون عن أن الانتماء لعضوية التنظيم أو تأييده أو الوقوع تحت تأثيره يجب أن يعتبر مؤشرا محتملا للتطرف يدين بشكل ظالم ملايين المسلمين وغير المسلمين على نطاق العالم

النقاء الأخلاقي
وتابع كاميرون إن النصوص المؤسسة لتنظيم الإخوان تدعو إلى النقاء الأخلاقي للأفراد المسلمين والمجتمعات المسلمة ووحدتهم السياسية في نهاية المطاف في دولة للخلافة الإسلامية تحكمها الشريعة الإسلامية، وإلى هذا اليوم يعتبر التنظيم المجتمعات الغربية والمسلمين الليبراليين بأنهم متفسخون ومنحطون ولا أخلاق لهم.

وأشارت واشنطن تايمز إلى أن الموقع الإلكتروني لتنظيم الإخوان باللغة الإنجليزية قد أدان نتائج التقرير في اليوم الذي قدمه كاميرون للبرلمان البريطاني يوم 17 من الشهر الجاري.

وأضافت أن عمرو دراج العضو باللجنة التنفيذية لحزب الحرية والعدالة وهو الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بمصر قال إن ما ردده كاميرون عن أن الانتماء لعضوية التنظيم أو تأييده أو الوقوع تحت تأثيره يجب أن يعتبر مؤشرا محتملا للتطرف "يدين بشكل ظالم ملايين المسلمين وغير المسلمين على نطاق العالم، وكثير منهم بريطانيون"، مضيفا "أن هذه القراءة لأكبر تنظيم ديمقراطي في الشرق الأوسط خاطئة، كما أنها خاطئة في معرفة ما يجب عمله لتحقيق حكم سلمي ومستقر بالمنطقة".

إشادة بالتقرير
كما نقلت الصحيفة عن مدير "مشروع التحقيق عن الإرهاب" ستيفن إيمرسون إشادته بالتقرير البريطاني "لأنه يؤكد ما ظل يقوله والآخرون بشأن تنظيم الإخوان المسلمين"، مضيفا "لم أر أي حكومة غربية تصدر تقريرا مثل هذا التقرير في صدقه السياسي والفكري بشأن الإخوان المسلمين".

وقال إيمرسون عن محتوى التقرير إنه لأمر غير معتاد أن يكون بالسجلات الغربية أن تنظيم الإخوان المسلمين وواجهاته مجموعات غير ديمقراطية وقنوات للإرهاب ومؤيدة للعنف وتستخدم الديمقراطية للوصول إلى السلطة لفرض "نظام حكم إسلامي فاشي على الجميع".

ولفتت الصحيفة إلى أن التقرير تضمن تعريفا بمصادر تعاليم التنظيم، ومنها أفكار سيد قطب الذي قالت إنه يعتبر "أحد مؤسسي الحركات الجهادية المتطرفة والعنيفة"، وإنه الشخص الذي يقف وراء "عقيدة تكفير الآخرين".

حماس
كما أشارت إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -التي تعتبرها الولايات المتحدة "تنظيما إرهابيا"- هي أحد فروع تنظيم الإخوان المسلمين.

ونقلت عن السفير البريطاني السابق لدى السعودية جون جنكنز الذي كتب الجزء الدولي من التقرير قوله إنه رفض شهادة التنظيم بأنه تنظيم سلمي، وأوردت نبذة عن تأسيس التنظيم وهيكل خلاياه والبرامج التعليمية لأعضائه وتربيتهم على التضامن والانضباط.

وباستثناء ما نقلته عن عضو اللجنة التنفيذية لحزب الحرية والعدالة فإن صحيفة واشنطن تايمز الأميركية اليمينية والقريبة من الحزب الجمهوري لم تورد آراء أخرى معارضة للتقرير البريطاني، فيما نقلت تعليقات عديدة مؤيدة له. 

المصدر : واشنطن تايمز