واشنطن بوست: بوتين وترامب متشابهان بالابتذال

فلاديمير بوتين ودونالد ترامب

تناولت صحيفة واشنطن بوست الأميركية شخصيتي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب بالتشخيص والمقارنة، وقالت إنهما يتشابهان في التعطش للسلطة والابتذال والشكوك السوداء بالآخرين.

وقالت عن ترامب في افتتاحية لها اليوم إنه يؤمن بأن لا شيء يستحق الاحترام أكثر من ارتفاع التأييد للشخص في استطلاعات الرأي، إذ يعتقد أن ذلك دليل على القوة والذكاء والنجاح.

وتضيف أن ترامب يعتقد أن الصياغات التبسيطية لوجهات النظر في السياسة الدولية هي السبب الوحيد الذي يجلب لبوتين "الإعجاب والاحترام" غير آبه بأن الرئيس الروسي دكتاتور تستند شعبيته الداخلية إلى إسكات أصوات منتقديه الذين لو سمح لهم بحرية التعبير لأطاحوا بشعبيته الزائفة، قائلة إن ذلك غير مستغرب من ترامب الذي يحث مؤيديه على استخدام العنف ضد معارضيه.

الختان والحيض
وفي ما اعتبرته ابتذالا عند الرجلين، قالت إن بوتين تنعكس شكوكه السوداء تجاه الآخرين في خطب ترامب، فهو يرى في هذا المغولي الأميركي (ترامب) رجلا صادقا مع نفسه، وقد أوصى الأول ذات مرة بختان أحد الصحفيين، أما الثاني فقد أشار إلى أن مذيعة فوكس نيوز ميغين كيلي تحيض عندما انتقدت آراءه في النساء.

واشنطن بوست: من الصعب اعتبار ترامب -وبكل ما يقول ويخطب- دكتاتورا وحشيا مثل بوتين، فمنافسوه يتعرضون لإساءاته الشفهية المسمومة وحسب، لكن منافسي بوتين يتعرضون للسجن أو القتل بالرصاص في الشارع

وأشارت الصحيفة إلى الإعجاب المتبادل بين الرجلين والذي تم التعبير عنه على الملأ هذا الأسبوع، إذ اعترف بوتين بإعجابه بترامب، واصفا إياه بالقائد الملهم الذي لا يشق له غبار، بينما رد ترامب على الفور بقوله إنه يشعر بشرف عظيم من إشادة بوتين به.

وتساءلت بقولها: ماذا تبقى عندما يُسأل ترامب عن أوامر بوتين بقتل الصحفيين واجتياح شبه جزيرة القرم، ويرد بأن بوتين قائد يدير بلاده و"ليس مثل ما لدينا هنا في أميركا"؟

وما يشترك فيه الرجلان من صفات -تقول الصحيفة- يذهب إلى أبعد من ارتفاع التأييد في استطلاعات الرأي، فهما مولعان بلغة الانتقاد النارية المشبعة بالاحتقار لخصومهما، وعلى رأس هؤلاء الرئيس الأميركي باراك أوباما.

الديمقراطية للمغفلين
وما يثير إعجابهما معا هو النظر للعالم باعتباره ساحة يتحدث فيها المال، أما القيم الديمقراطية فهي للمغفلين.

وقالت مثلما قضى بوتين على حرية الإعلام والانتخابات التنافسية في روسيا، وهمش منافسيه السياسيين فإن ترامب يدعو من دون أن يطرف له جفن إلى إغلاق أجزاء من شبكة الإنترنت ويشيد بسجن الرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت اليابانيين الأميركيين خلال الحرب العالمية الثانية، ويتطلع علنا إلى إنشاء قاعدة بيانات لتسجيل المسلمين في الولايات المتحدة وتعقبهم.

وفي الوقت الذي يرى فيه بوتين أن الفساد الحكومي أمر عادي فإن ترامب بالمثل يعتبر أن الخدمة العامة سوق يمكن بيع أي شخص فيه وشراؤه، فقد قال لمستمعيه في نيوهامبشير الصيف الماضي "أنا أعطي الجميع ليقوموا بتنفيذ كل ما أريد".

إساءات مسمومة
ومع كل ذلك قالت الصحيفة إنه من الصعب اعتبار ترامب -وبكل ما يقول ويخطب- دكتاتورا وحشيا مثل بوتين، فمنافسوه يتعرضون لإساءاته الشفهية المسمومة وحسب، لكن منافسي بوتين يتعرضون للسجن أو القتل بالرصاص في الشارع.

وعلى الرغم من ذلك دعت الصحيفة الجميع لتصديق "زعيم المال الأميركي" عندما يقول إنه يستطيع الانسجام مع بوتين ويمنحه "درجة ممتاز" في القيادة، "فشعور كل منهما نحو الآخر متبادل ويكشف ما وراءه من توجهات وطبائع".

المصدر : واشنطن بوست