انتقاد إستراتيجية أوباما تجاه تنظيم الدولة
تناولت صحف أميركية وبريطانية تعاظم قوة تنظيم الدولة الإسلامية وتزايد التهديدات التي يشكلها على الغرب وعلى الولايات المتحدة وأنحاء أخرى مختلفة في العالم، وذلك في ظل إستراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما المترددة إزاءه، وكأن شبح تنظيم الدولة باق حتى يطارد خليفة الرئيس أوباما.
وأوضح الكاتب أن خطابات أوباما وتصريحاته بشأن احتواء تنظيم الدولة كلها ذهبت أدراج الرياح، وخاصة في أعقاب الهجوم الذي استهدف مدينة سان بيرناردينو بولاية كاليفورنيا، وبعد أن أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) في أكثر من مناسبة أنها لم تتمكن من احتواء تنظيم الدولة.
وأضاف الكاتب أن الرئيس أوباما ينظر إلى تنظيم الدولة بوصفه لا يشكل خطرا كبيرا على الولايات المتحدة، وبالتالي فهو لا يراه يشكل معضلة للبلاد، ولكنه يعتبره مشكلة كبرى بالنسبة إلى أوروبا وبلدان الشرق الأوسط.
وأضاف أن أوباما كان قد صمم على إنهاء الحروب الأميركية الخارجية في منطقة الشرق الأوسط، ولذلك فإن التدخل الأميركي المتواصل في العراق وفي سوريا لا يشكل أولوية في سياساته، فهو يتخذ موقف الدفاع أمام تنظيم الدولة أكثر من مبادرته للهجوم.
وأشار إلى أنه بالرغم من الحجج القوية التي تدعم الانتقادات التي تواجه أوباما إزاء عدم اتخاذه خطوات كفيلة بالحد من صعود تنظيم الدولة منذ 2011، فإن أي إستراتيجية أميركية قادمة لمواجهة تنظيم الدولة تعد أيضا غامضة.
إستراتيجية
وأوضح أنه بالرغم من أن خطابات المرشحين الجمهوريين المحتملين كلها تتعهد بالقضاء على تنظيم الدولة، فإن أيا من المرشحين الجمهوريين لم يقدم إستراتيجية مجدية وواضحة لكيفية تحقيق هذا الهدف حتى الآن.
وأشار إلى أن بعض مراكز البحوث قدمت إستراتيجيات مقترحة مقنعة، ويتمثل بعض عناصرها في ضرورة إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة بشكل حاسم، وتحرير الناس الواقعين تحت سيطرته، وكشف عيوب الفكر الذي يتبعه بحيث لا يجذب إليه آخرين.
وأضاف أن الولايات المتحدة وحدها لا تعد قادرة على القيام بهذه المهمة الكبيرة، ولكن واشنطن تحتاج إلى شركاء يستجيبون لها وإلى حكومات تساهم في إضعاف تنظيم الدولة وإلحاق الهزيمة به على المستويين العسكري والأيديولوجي.
حقول نفط
من جانب آخر، أشارت مجلة ذي إيكونومست البريطانية إلى أن التحالف الدولي ربما تمكن من إلحاق الضرر بمصادر تمويل تنظيم الدولة، ولكن ليس تدميرها، وأضافت أن التنظيم انطلق من سوريا منتصف العام الماضي وسيطر على الموصل في شمال العراق ثاني أكبر مدنه، وأنه كاد يصل إلى العاصمة بغداد.
وأضافت أن تنظيم الدولة بهذه الخطوة أصبح المنظمة الإرهابية الأغنى بالعالم، وأنه نهب المصارف في الموصل، بما فيه البنك المركزي واستولى على شبكة أنابيب نفط كبيرة، وأعلن "دولة الخلافة" التي تشمل أفضل الأراضي الزراعية في منطقة الهلال الخصيب، وأنه استولى على الصناعات الثقيلة التي أسسها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وعلى صعيد متصل، نشرت صحيفة ذي إندبندنت مقالا للكاتب فيياز موغال دعا فيه إلى التوقف عن كراهية المسلمين، وقال إنه منذ صعود تنظيم الدولة، فإن المسلمين في أنحاء بريطانيا يتعرضون لإساءات متواصلة، ومن بينها الطرد من وسائل النقل العام ومضايقات أخرى بالشوارع.