ماذا لو أن تنظيم الدولة أسقط الطائرة؟

In this Russian Emergency Situations Ministry photo, made available on Monday, Nov. 2, 2015 Egyptian soldiers collect personal belongings of plane crash victims at the crash site of a passenger plane bound for St. Petersburg in Russia that crashed in Hassana, Egypt's Sinai Peninsula, on Monday, Nov. 2, 2015. A Russian cargo plane on Monday brought the first bodies of Russian victims home to St. Petersburg, from Egypt.(Russian Ministry for Emergency Situations photo via AP)
جنود مصريون يجمعون بقايا متعلقات ركاب الطائرة الروسية المنكوبة التي سقطت في شبه جزيرة سيناء بمصر (أسوشيتد برس)

لا تزال حادثة سقوط طائرة الركاب الروسية في شبه جزيرة سيناء تثير جدلا واسعا محليا وعالميا، خاصة في ظل مزاعم تنظيم الدولة الإسلامية بإسقاطها، وترجيح غربي لسقوطها عن طريق تعرضها للتفجير بقنبلة.

وقد خصصت صحف بريطانية هذا الصباح مساحات واسعة لتناول زوايا مختلفة لتداعيات حادثة  سقوط الطائرة الروسية التي أسفرت عن مقتل ركابها جميعهم وعددهم 224 بمن فيهم طاقمها الأسبوع الماضي، وذلك بعد أن فقد برج المراقبة في مطار شرم الشيخ الدولي الاتصال بها بعد إقلاعها متجهة إلى روسيا.

فقد نشرت صحيفة ذي إندبندنت مقالا للكاتب روبرت كورنويل تساءل فيه: ماذا سيفعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا تبين أن تنظيم الدولة هو من يقف وراء إسقاط الطائرة عن طريق قنبلة؟

وأضاف الكاتب أن حادثة سقوط الطائرة حصلت بعد مرور نحو ثلاثين يوما على التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا، وأوضح أن حادثة سقوط الطائرة الروسية ستترك تداعياتها على سمعة الرئيس بوتين على المستويين الداخلي والخارجي، خاصة إذا تبين أن تنظيم الدولة هو من زرع القنبلة بالطائرة.

آثار تفجير
وأشار الكاتب إلى أن آثار تفجير ظهرت على أجساد بعض ضحايا الطائرة الروسية المنكوبة، مما يعني أن التدخل الروسي في سوريا قد تسبب في تحويل الفوضى في الشرق الأوسط من عناوين في مكان بعيد إلى واقع مؤلم داخل روسيا نفسها، ومما يتسبب أيضا في تدمير شعبية بوتين على المستوى المحلي.

وأضاف أنه إذا ثبت تورط تنظيم الدولة بتفجير الطائرة، فإن بوتين سيضرب مواقع التنظيم في سوريا بقسوة، كما أنه قد يضرب المتطرفين في مناطق قريبة من روسيا نفسها، حيث إن بعض مجندي تنظيم الدولة قادمون من الشيشان في جنوبي روسيا.

من جانبها، نشرت صحيفة ذي غارديان مقالا للكاتب شارلي وينتر قال فيه إنه إذا ثبت أن تنظيم الدولة متورط إفي إسقاط الطائرة الروسية فإن التداعيات ستكون كارثية، خاصة أن جهات متعددة تحاول استغلال هذه الحادثة.

وأشار الكاتب إلى أن العديد من خطوط الطيران العالمية لدى بعض الدول أوقفت رحلاتها إلى شرم الشيخ المصرية، بمن فيها بريطانيا، وأضاف أن احتمال قيام تنظيم الدولة بإسقاط الطائرة يعد أمرا واردا.

وأضاف أنه يمكن لتنظيم الدولة إعداد شريط فيديو عالي التقنية للتدليل على أنه قام بإسقاط الطائرة، فتنظيم الدولة يمتلك تقنيات عالية المستوى في هذا المجال، ومثال ذلك الفيديو الذي نشره بشأن إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة.

كما تساءلت الصحيفة في تحليل منفصل بالقول: إذا ما تبين أن تنظيم الدولة هو من أسقط الطائرة الروسية، فماذا يعني ذلك بالنسبة للحرب على الإرهاب؟ وأجابت أن روسيا قد تتخذ رد فعل قاسيا بحق تنظيم الدولة في سوريا أكثر من أي منطقة أخرى في العالم.

في السياق نفسه، أشارت صحيفة ذي ديلي تلغراف إلى أن لدى رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون معلومات استخبارية بشأن أسباب سقوط الطائرة، وأن كشفه لهذه الأسباب قد يثير مشاعر الغضب لدى بوتين.

وأوضحت أنه إذا ثبت أن سبب سقوط الطائرة يعود إلى قنبلة زرعت فيها، فإن هذا سيتسبب في إلحاق الضرر بشعبية الرئيس بوتين بشأن تأمين سلامة مواطنيه.

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية