لا توصدوا الباب بوجه اللاجئين

Migrants waiting at the Slovenian-Austrian boarder near Spielfeld, Austria, 22 October 2015. Police had to open security fences in order to guarantee security for some 2.000 refugees waiting to enter Austria. Europe must boost security on its outer borders in the face of the brewing refugee crisis while finding a way to stay true to its values, delegates at a meeting of European conservative parties argued 21 October 2015.
لاجئون ينتظرون على الحدود بين سلوفينيا والنمسا بانتظار قيام شرطة الأخيرة بفتح الأبواب أمامهم (الأوروبية)
يدعو محللون ومراقبون في صحف أميركية إلى ترك الأبواب مفتوحة أمام حركة اللاجئين إلى أوروبا وأميركا وعدم إغلاقها، وذلك في ظل المخاطر التي تواجههم في بلدانهم الأصلية، وكونهم أبرياء وغير معنيين بأي هجمات إرهابية.

فقد نشرت مجلة فورين بوليسي مقالا للكاتب فيليب ليغراين دعا فيه إلى إبقاء الحدود الأوروبية مفتوحة أمام حركة اللاجئين الفارين من ويلات الحروب في بلدانهم في الشرق الأوسط، وقال إن اختباء إرهابي في صفوف اللاجئين لا يعني التوقف عن استقبال اللاجئين الأبرياء.

وأوضح الكاتب أن حركة الأوروبيين ضمن 26 دولة دون الحاجة للتفتيش على جواز السفر تعد من بين الإنجازات الأهم والأكبر في تكامل الاتحاد الأوروبي، وأشار إلى أن رفع السياجات وتضييق الخناق على العابرين إلى أوروبا يعد خطأ جسيما.

وأضاف الكاتب أنه يمكن تفهم بعض الإجراءات للدول في الحالات الطارئة، لكن المتهم بكونه المخطط الرئيسي لهجمات باريس صلاح عبد السلام تمكن من النجاة والفرار من فرنسا إلى أوروبا رغم أن التأهب الأمني بفرنسا في أعلى مستوياته، مما يعني أن التضييق على الحدود لا يعد بديلا للاستخبارات الأمنية الجيدة.

التدخل الروسي
وعلى صعيد متصل باللاجئين، أشارت فورين بوليسي في تقرير منفصل إلى الحرب المستعرة في سوريا منذ سنوات، وإلى التدخل العسكري الروسي فيها، وقالت إن القصف الروسي في سوريا يتسبب في مقتل وتشريد العديد من السكان.

كما أشارت فورين بوليسي إلى تقرير لمنظمة العفو الدولة (أمنستي) يفيد بأن السياجات الحدودية وغيرها من الضوابط التي تضعها دول أوروبية أمام حركة اللاجئين تزيد من فرص انتهاكات حقوق الإنسان، وأنها لن توقف تدفق اللاجئين اليائسين.

وأضافت أن هذه السياجات أثبتت عدم جدواها، لكنها أجبرت اللاجئين على تغيير خطوط سيرهم، وإلى توجههم إلى طرق بديلة أو اضطرارهم إلى ركوب البحار، وبالتالي التعرض إلى مزيد من المخاطر والأهوال.

وفي السياق ذاته، نشرت مجلة نيوزويك مقالا للكاتب دانييل بير دافع فيه عن اللاجئين وسرد تفنيدات لكونهم غير معنيين بارتكاب أي أعمال عدوانية مثل هجمات باريس أو غيرها، وقال إن المتهمين بالهجوم على باريس لم يكونوا من بين اللاجئين الفارين من مخاطر الحروب في بلدانهم.

وأضاف أن اللاجئين الذين يصلون إلى الولايات المتحدة لا يتحولون إلى إرهابيين، وأن التاريخ يثبت ذلك، وأن الولايات المتحدة استقبلت ملايين اللاجئين منذ 1980، ومن بينهم مئات الآلاف من الشرق الأوسط، وأشار إلى أن أيا منهم لم يقترف عملا إرهابيا داخل الولايات المتحدة.

وأشار الكاتب إلى أنه يمكن للإرهابيين سلوك قنوات أخرى أكثر سهولة من الانخراط في صفوف اللاجئين، وأوضح أن كل المتطرفين الذين اقترفوا أعمالا إرهابية منذ 35 عاما لم يكونوا من بين اللاجئين.

وأضاف أن إعادة اللاجئين إلى حيث أتوا في الشرق الأوسط يعني تعريض حياتهم للخطر، الذي يتمثل في نظام الرئيس السوري بشار الأسد أو تنظيم الدولة الإسلامية أو غير ذلك من المخاطر.  

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية