التدخل الروسي وإستراتيجية أميركا بسوريا

روسيا تقصف لليوم الخامس مواقع المعارضة السورية
المقاتلات الروسية تواصل قصفها مواقع المعارضة المناوئة لنظام الرئيس بشار الأسد في سوريا (الجزيرة)

يثير التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا جدلا واسعا في الأوساط المحلية والإقليمية والعالمية، وبينما تواصل المقاتلات الروسية قصفها البلاد التي تعاني حربا كارثية منذ نحو خمس سنوات، يتساءل مراقبون ومحللون عما إذا كانت الخطوة الروسية ستجبر الولايات المتحدة على تغيير إستراتيجيتها إزاء سوريا والمنطقة؟

فقد نشرت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور تحليلا كتبه بيتر اغرير تساءل فيه عما يفكر به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من وراء تدخله العسكري المباشر في سوريا، وعن أثر هذا التطور الخطير في الأزمة السورية على البلاد والمنطقة.

وتساءل الكاتب: هل لدى بوتين تصورات حاسمة بشأن الأزمة في سوريا؟ وهل ستجبر الضربات الجوية الروسية في سوريا أميركا على تغيير خططها؟ وقال إن التدخل الروسي يُدخل سوريا في مزيد من الفوضى التي أدت إلى تشريد الملايين وتفتيت البلاد إلى مناطق متنازعة.

وأشار إلى أن إقدام موسكو على هذه الخطوة يزيد من تعقيد الجهود الأميركية لمحاولة إيجاد تسوية سياسية للأزمة، خاصة أن كلا من المقاتلات الروسية والأميركية تحلق في ذات الأجواء السورية، ولكن لأهداف مختلفة.

تخبط
وقال الكاتب يبدو أنه ليس لدى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الكثير لتفعله، فإستراتيجيتها لبناء وتدريب وتسليح معارضة معتدلة تخبطت، بينما لدى روسيا مصالح حقيقية في سوريا يتمثل بعضها في إقامة قاعدة بحرية جديدة على ساحل المتوسط.

وأضاف أن السياسة الأميركية في سوريا أوجدت مناخا مواتيا للتدخل الروسي، مما جعل الرئيس بوتين يدخل البلاد مختالا، ولكن الهدف الإستراتيجي الروسي بعيد المدى في سوريا والمنطقة ليس واضحا بشكل جلي بعد.

وفي تحليل آخر للصحيفة كتبه هوراد لافرانتشي وقال فيه إن هناك الكثير من التوقعات السلبية للإجراءات العسكرية التي تقوم بها روسيا في سوريا، ولكن العمل على استقرار الحالة الأمنية في البلاد قد يمثل خطوة إيجابية.

وأضاف الكاتب أن الغرب يأمل ألا تنزلق روسيا في المستنقع السوري بالطريقة التي انحدر فيها الاتحاد السوفياتي السابق في خضم الأزمة الأفغانية، كما تساءل عن مدى اعتزام الرئيس بوتين إبقاء الرئيس السوري بشار الأسد واقفا على قدميه.

وأوضح الكاتب أنه إذا كان الهدف الروسي من وراء التدخل العسكري في سوريا يتمثل في الحفاظ على الأسد في السلطة، فإن موسكو تكون بذلك تكرر الخطأ الإستراتيجي الذي أدخل السوفيات عميقا في المستنقع الأفغاني.

المصدر : الجزيرة + كريستيان ساينس مونيتور