مؤامرة لتدمير جيش اليمن وهادي يسعى للتمديد

صحيفة الشارع تحدثت عن مؤامرة جديدة تستهدف تدمير الجيش اليمني
صحيفة الشارع تحدثت عن مؤامرة جديدة تستهدف تدمير الجيش اليمني (الجزيرة)

عبده عايش-صنعاء

ركزت الصحف اليمنية، الصادرة اليوم الثلاثاء، على نقاش ما دار في "لقاء صعدة" بين مستشاري الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وزعيم جماعة الحوثيين، عبد الملك الحوثي. وفي وقت شنت صحيفة موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح هجوما لاذعا على هادي، تحدثت أخرى عن مؤامرة تستهدف تدمير الجيش اليمني.

صحيفة "الشارع" تحدثت في تقرير خاص عما أسمته "مؤامرة جديدة" تستهدف الجيش اليمني، ونقلت عن مصدر عسكري قوله إن الرئيس هادي يعتزم من فبراير/شباط تدشين مشروع جديد "لتدمير ما تبقى من الجيش" بحجة إعادة تنظيم وتوزيع جميع وحداته.

وأشار المصدر العسكري إلى عقد هادي الأحد الماضي اجتماعا غير معلن لقيادة وزارة الدفاع وكبار ضباط الجيش، أبلغهم فيه اعتزامه تنفيذ المشروع الجديد لكي يتماشى مع نظام الأقاليم في البلاد.

وقال هادي إن توزيع الفرقة الأولى مدرع التي كان يقودها اللواء علي محسن الأحمر، وكذا قوات اللواء 310 مدرع، واللواء 314 حماية رئاسية، على جميع وحدات الجيش، أثر في نفوس الأفراد الموزعين وعددهم كبير، بسبب شعورهم بأنه تمت تصفية وإلغاء وحداتهم العسكرية، وذلك سينعكس سلبا على الجيش.

‪
‪"أخبار اليوم" تحدثت عن فشل مفاوضات مستشاري هادي والحوثي‬ (الجزيرة)

رفض للأقاليم
وأضاف الرئيس أن دولا كبرى نصحته بإعادة توزيع وتنظيم الجيش، لكن ضباطا اعتبروا أن خطة هادي تقضي على الوحدات العسكرية المتماسكة خاصة قوات الحرس الجمهوري المنحلة، عبر تفكيكها وتشتيتها، ورأوا أنها ستؤدي إلى نزع الأسلحة الثقيلة من الجيش وتحويله للقيام بمهام أمنية، وتسليم البلاد للمليشيات المسلحة.

صحيفة "أخبار اليوم" نقلت عن مصادر مطلعة قولها إن مستشاري هادي، الذين التقوا الحوثي في صعدة، ناقشوا الدستور الجديد، وحاولوا إقناعه بالموافقة عليه. وأكدت أن محاولتهم باءت بالفشل بعد رفض الحوثي لأي دستور ينص على ستة أقاليم.

وأفادت أن مستشاري هادي حذروا الحوثي من تداعيات رفض الدستور الجديد، وحملوه مسؤولية التداعيات التي قد تحصل، والتي منها نسف العملية السياسية والمرحلة الانتقالية برمتها بما فيها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.

في سياق متصل، اعتبر الأمين العام للحراك الجنوبي أن ذهاب مستشاري هادي إلى صعدة هو لشرعنة الاتفاق على تمديد حكمه، وقال العميد عبد الله الناخبي إن رفض الحوثي تقسيم البلاد لأقاليم فيدرالية يُعد ذريعة له للسيطرة على البلاد، ولا تختلف عن إلغاء زيادة أسعار المشتقات النفطية التي اتخذها الحوثي شعارا لتحركه للسيطرة على صنعاء وإسقاط الدولة.

واعتبر الناخبي أن "التمدد الحوثي المسلح في البلاد يأتي بالتواطؤ مع الرئيس هادي وبرعاية إيران وبتواطؤ من السعودية وأميركا".

اتفاق إيجابي
وقال الأمين العام للحراك الجنوبي إن الرئيس هادي فقد شعبيته وانتهت شرعيته بالتواطؤ مع الحوثيين، وسيخرج من السلطة العام الجاري، وإن الحوثيين لمحوا إلى أنهم سيأتون بمرشحين للرئاسة.

إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن مصادر بالحراك الجنوبي أن الرئيس الأسبق علي ناصر محمد أبلغ الإيرانيين والعُمانيين الذين يتفاوضون معه، بطلب من جماعة الحوثي، عدم رغبته في العودة إلى اليمن، ورئاسة مجلس إنقاذ وطني، وأن يكون بديلا عن الرئيس هادي.

من جانبها تحدثت يومية "الأولى" عن اتفاقات إيجابية للقاء مستشاري هادي مع الحوثي، ونقلت مصادر خاصة أن أبرز النقاط التي جرى التوافق بشأنها هو تنفيذ البند 55 من مخرجات الحوار الوطني، والخاص باستيعاب عناصر ومسلحي الحوثي في مختلف مؤسسات الدولة، وذلك بشكل متزامن مع إجلاء مليشياته من العاصمة صنعاء.

"اليمن اليوم" هاجمت سعي هادي للتمديد بالرئاسة (الجزيرة نت)

مظاهر مسلحة
كما جرى الاتفاق على جعل مدينة تعز جنوب العاصمة صنعاء، خالية من المظاهر المسلحة، وهو تأكيد عدم دخول مسلحي الحوثي للمدينة، وجرى الاتفاق على إجراء تغييرات عسكرية وأمنية بمحافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز، بما يعني تخليهم عن الحرب مع قبائل مأرب التي استعدت منذ أشهر للتصدي للحوثيين في حال حاولوا السيطرة على محافظتهم.

كما جرى الاتفاق أيضا على تشكيل لجنة لمراجعة ما يخص الأقاليم في البلاد، واعتبار مسودة الدستور قابلة للتعديل والحذف والإضافة وتخضع للنقاش بين القوى السياسية.

إلى ذلك هاجمت "اليمن اليوم" هادي، وانتقدت سعيه للتمديد من خلال الدستور الجديد الذي تضمنت مسودته بنودا بأحكام انتقالية تستهدف التمديد له كرئيس من خمس إلى ثماني سنوات، وبعد ذلك يمكنه الترشح لدورتين، ما يعني البقاء في الحكم عشرين عاما، إضافة للسنوات الثلاث الماضية بالرئاسة.

وقال رئيس تحرير الصحيفة التابعة لعلي صالح، في مقال افتتاحي، إن "الرئيس هادي كلما سد في وجهه باب فتح ألف باب، يستميت من أجل البقاء ويتسلل عبر كل الثغور والشقوق، يخترع اتفاقيات ويختلق مشاريع وتسويات، يتنازل، يدنو، ينحني، رغم أن بقاءه لم يعد يزيد عن مجرد السكن في القصر الرئاسي، ويشكو لزائريه خضوعه للإقامة ويتوسل في ذات الوقت من أجل التمديد له". ورأى عبد الله الحضرمي أن هادي بات رئيسا "لم يعد له من الأمر شيء سوى كتابة التهاني والتعازي، وحمل اللقب الخالي من المعنى".

المصدر : الجزيرة