هآرتس: السلطة تحقق بتمويل جمعية يرأسها فياض

الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبجواره رئيس الوزراء المستقيل سلام فياض
عباس (يمين) وبجواره فياض عندما ما كان الأخير رئيسا للحكومة الفلسطينية (الجزيرة-أرشيف)

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن أن الأمن الوقائي الفلسطيني التابع للسلطة الفلسطينية بدأ تحقيقات ضد جمعية "فلسطين الغد للتنمية المجتمعية" التي يرأسها رئيس الحكومة الفلسطينية السابق سلام فياض، في خطوة اعتبرتها الصحيفة تأتي في إطار ملاحقة سياسية بسبب الخلاف بين فياض ورئيس السلطة محمود عباس.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين اطلعوا على مجرى التحقيق بشأن نشاط الجمعية، قولهم إن التحقيق جاء بمبادرة من مسؤولين في السلطة الفلسطينية، وتم بمعرفة ومصادقة عباس نفسه.

وكان قد وصل محققان من الأمن الوقائي إلى مكاتب الجمعية في 19 من الشهر الماضي، واستدعيا مسؤولين في الجمعية للتحقيق.

ووفقا للصحيفة، التي استندت إلى أقوال الدبلوماسيين الغربيين، فإن التحقيق تحول في مرحلة معينة ليتركز حول ما إذا كانت الجمعية تقوم بأنشطة ذات طابع سياسي.

وما دلل على أن التحقيق أخذ مجرى سياسيا -حسب الصحيفة- أن جهاز الأمن الوقائي هو الذي يجريه وليست الشرطة التي يتعين عليها التحقيق في حال وجود شبهات بسوء إدارة في الجمعية.

وأضافت الصحيفة أن الجمعية بعيدة عن شبهة الفساد الإداري على اعتبار أنها تقدم تقارير دورية حول إدارتها المالية.

واعتبرت السلطة من جهتها أن التحقيق مع الجمعية يأتي في إطار تنظيم عمل مؤسسات المجتمع المدني.

ويتحسب الدبلوماسيون من أن التحقيق يأتي على خلفية تشجيع الجمعية سكان الضفة على التبرع بواسطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) من أجل توفير مياه نظيفة صالحة للشرب للسكان المنكوبين في قطاع غزة.

وأشاروا إلى سبب آخر لقيام السلطة الفلسطينية بشن هذه الملاحقة، وهو أن الجمعية حصلت على تمويل من الإمارات العربية المتحدة، التي نشب خلاف بينها وبين عباس في الفترة الأخيرة، على خلفية إيواء الإمارات خصم عباس، محمد دحلان.

كذلك، فإن فياض ترك منصبه في رئاسة الحكومة الفلسطينية في ظل خلافات مع عباس، كما أن مسؤولين كبارا في السلطة عبروا في وقت سابق عن غضبهم من فياض كرئيس حكومة بسبب محاربته الفساد.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية