تشكيك بإستراتيجية التحالف لمواجهة تنظيم الدولة

FILE - This file image posted on a militant website on Tuesday, Jan. 7, 2014, which is consistent with AP reporting, shows a convoy of vehicles and fighters from the al-Qaida linked Islamic State of Iraq and the Levant (ISIL) fighters in Iraq's Anbar Province. The Islamic State group holds roughly a third of Iraq and Syria, including several strategically important cities like Fallujah and Mosul in Iraq and Raqqa in Syria. It rules over a population of several million people with its strict interpretation of Islamic law. (AP Photo via militant website, File)
قافلة لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية تنتشر في محافظة الأنبار غرب بغداد بالعراق مطلع العالم الجاري (أسوشيتد برس)

تناولت صحف أميركية التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وانتقد بعضها إستراتيجية التحالف وسط شكوك بشأن لقاءات أميركية مع التنظيم، وأشارت أخرى إلى احتواء الخطة العديد من الاحتمالات.

فقد أبرزت صحيفة واشنطن تايمز تصريح وزير الدفاع الأميركي الأسبق روبرت غيتس بأن إستراتجية الرئيس الأميركي باراك أوباما لإضعاف تنظيم الدولة وإلحاق الهزيمة به عن طريق الضربات الجوية تعتبر خطة طموحة ولا تؤدي غرضها.

وأضافت أن غيتس حذر من فشل الحملة، ودعا إلى نشر قوات أميركية مقاتلة داخل العراق لتولي مهمة مواجهة مسلحي تنظيم الدولة، وأوضح أن الولايات المتحدة تحارب تنظيم القاعدة منذ 13 عشر عاما ولم تتمكن من القضاء عليه.

وأشار غيتس إلى أن عدد المستشارين العسكريين الأميركيين المنتشرين في العراق لدعم القوات العراقية وتدريبها يعتبر قليلا وغير كاف ولا يؤدي المهمة التي يهدف التحالف الدولي إلى تحقيقها ضد تنظيم الدولة.

تردد واحتمالات
كما أشارت الصحيفة في تقرير منفصل إلى أن إستراتيجية أوباما لمواجهة تنظيم الدولة لا تعتبر متكاملة، وأنها تتسم بالتردد وتحتوي على الكثير من المتغيرات والاحتمالات.

ونسبت الصحيفة إلى رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي حديثه عن سعي الولايات المتحدة للاعتماد على القوات العراقية في مقاتلة مسلحي تنظيم الدولة كنوع من المحاولة ولمعرفة إلى أين تسير الأمور.

قوات برية

واشنطن تايمز: إستراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما لمواجهة تنظيم الدولة لا تعتبر متكاملة وتتسم بالتردد وتحتوي على الكثير من المتغيرات والاحتمالات

يشار إلى أن الجنرال مارتن ديمبسي صرح قبل أيام بأن المستشارين العسكريين الأميركيين العاملين مع القوات العراقية قد يشاركون في مهمات قتالية ضد مسلحي تنظيم الدولة إذا لزم الأمر، لكن البيت الأبيض سرعان ما أكد على قرار عدم نشر قوات برية في العراق.

كما أكد الرئيس الأميركي أن بلاده ستواصل جهودها للتحرك ضد تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرا إلى أنه سيطلب تشكيل تحالف أوسع ضد التنظيم في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الجاري.

وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن عضو مجلس الشيوخ الأميركي راند بول يزعم أن السيناتور جون ماكين التقى بقيادات في تنظيم الدولة الإسلامية، وأضافت أن السيناتور بول قدم الدليل على زعمه من خلال صورة ملتقطة لماكين دون أن يشعر، وسط تشكيك بمدى صحة الصورة المنشورة على صفحات الإنترنت.

كما أشارت الصحيفة إلى أن هناك صعوبة في معرفة من هم المعتدلون من بين الجماعات الإسلامية التي تقاتل في كل من العراق وسوريا، وذلك إذا أرادت الولايات المتحدة القيام بدعمها وتمويلها ضد تنظيم الدولة.

من جانبها أشارت صحيفة ذي كريسيتان ساينس مونيتور الأميركية إلى أن التحالف الذي يشكله أوباما لمواجهة تنظيم الدولة يشبه إلى حد بعيد ذلك الذي سبق أن شكله سلفه الرئيس الأميركي جورج بوش.

وأوضحت أن الرئيس أوباما صرح بأن أربعين دولة وعدت بالانضمام إلى التحالف، وتساءلت عن الدور الذي يمكن أن تقوم به كل دولة، وعن مدى التزامها بذلك الدور، وسط التعهد الأميركي بتقديم الدعم اللازم للتحالف الدولي الذي تقوده ضد تنظيم الدولة.

ومن جانبها أشارت صحيفة ذي ديلي تلغراف البريطانية إلى أن مسلحي تنظيم الدولة انتشروا بين السكان في كل من العراق وسوريا وذلك لتفادي تعرضهم للقصف بالغارات الجوية الأميركية التي تشنها ضدهم منذ فترة.

يُشار إلى أن الرئيس أوباما سبق أن أعلن عن إستراتيجية من أربعة بنود لمواجهة تنظيم الدولة، هي تنفيذ غارات جوية ضد عناصر التنظيم أينما كانوا، وزيادة الدعم للقوات البرية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية والمتمثلة في القوات الكردية والعراقية وقوات المعارضة السورية المعتدلة، وتجفيف مصادر تمويل التنظيم، وأخيرا مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية