مجلة: ظهور دولة الخلافة سيضعف الحركات الجهادية

أبو بكر البغدادي يلقي خطبة الجمعة في أكبر مساجد الموصل بمحافظة نينوى بعد إعلانه خليفة للمسلمين - أسوشيتيدبرس لمجلة الجزيرة
أبو بكر البغدادي أعلن دولة خلافة في أجزاء من العراق وسوريا (الجزيرة)

قالت مجلة ستراتفور الأميركية إن ظهور الدولة الإسلامية سيشجع المجموعات الجهادية الأخرى لإعلان دول خلافة أو إمارات خاصة بها، وفي نهاية المطاف فإن "تطرف" هذه المجموعات والتنافس بينها سيهدد حركة الجهاديين بأكملها، لكن ذلك لن يتم قبل أن يشهد العالم كثيرا من الفوضى.

واستشهدت المجلة بحديث قائد حركة بوكو حرام النيجيرية أبو بكر شيكاو في أغسطس/آب الماضي عن إعلان دولة إسلامية بشمال شرق نيجيريا. وقالت إن هذا الحديث جاء عقب شهرين من إعلان أبو بكر البغدادي دولة الخلافة في أرض واسعة سيطرت عليها حركته في العراق وسوريا.

وأشارت إلى أن بوكو حرام ورغم حصولها على قوة دفع من إعلان الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، فإنه من غير الممكن القول إن حديثها عن دولة خلافة بنيجيريا هو مجرد محاكاة لتلك.

رغم حصول بوكو حرام على قوة دفع من إعلان الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، فإنه من غير الممكن القول إن حديثها عن دولة خلافة بنيجيريا هو مجرد محاكاة لتلك

سند تاريخي
وأوضحت أن بوكو حرام تجد سندها التاريخي من دولة سوكوتو بنيجيريا التي تأسست أوائل القرن التاسع عشر واستمرت قرنا كاملا تقريبا إلى أن سيطرت بريطانيا على المنطقة.

وذكرت المجلة أن المنظرين السياسيين الإسلاميين التقليديين يقولون بدولة خلافة واحدة لجميع المسلمين (الأمة الإسلامية) في العالم، لكن في الواقع العملي لم تكن هناك عدة دول للخلافة فحسب، بل كانت أيضا متنافسة ومتناحرة على مر التاريخ الإسلامي.

وأشارت إلى أنها نشرت في يوليو/تموز الماضي تحليلا عن دول الخلافة الإسلامية في التاريخ، وأوضحت تعدد هذه الدول والإمارات والسلطنات واستقلالها عن دولة الخلافة المركزية وتناحرها وتنافسها معها وفيما بينها.

وأعطت مثالا لتلك الدول بالدولة العباسية وعاصمتها بغداد (749-1258م) ودولة بني أمية في شبه جزيرة أيبريا (الأندلس) (909 إلى 1031م)، والدولة الفاطمية وعاصمتها القاهرة (909 إلى 1171م).

وقالت ستراتفور إن هذه الدول والإمارات ليست مجرد نواتج للقيود الجغرافية التي كانت تواجه دولة الخلافة المركزية، بل إنها تشكلت نتيجة للتنافس السياسي والتطور الطبيعي للأوضاع آنذاك.

وأضافت أن تلك الإمبراطوريات أو الدول كانت تمثل أحجار البناء للعالم الإسلامي، وأنها تشبه النظام العالمي الأوسع في وقته. ولهذا السبب فقد استمرت هذه الدول لقرون حتى التمدد الجيوسياسي الأوروبي على حساب العالم الإسلامي في القرن الثامن عشر الميلادي.

المصدر : الصحافة الأميركية