صعود تنظيم الدولة وإستراتيجية أميركا لمواجهته

salaheddin, -, IRAQ : An image uploaded on June 14, 2014 on the jihadist website Welayat Salahuddin allegedly shows militants of the Islamic State of Iraq and the Levant (ISIL) driving on a street at unknown location in the Salaheddin province. Jihadists fighting in Syria and Iraq announced on June 29, 2014 the establishment of an "caliphate", referring to the system of rule that ended nearly 100 years ago with the fall of the Ottomans. AFP PHOTO / HO / WELAYAT SALAHUDDIN === RESTRICTED TO EDITORIAL USE - MANDATORY CREDIT "AFP PHOTO / HO / WELAYAT SALAHUDDIN" - NO MARKETING NO ADVERTISING CAMPAIGNS - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS FROM ALTERNATIVE SOURCES, AFP IS NOT RESPONSIBLE FOR ANY DIGITAL ALTERATIONS TO THE PICTURE'S EDITORIAL CONTENT, DATE AND LOCATION WHICH CANNOT BE INDEPENDENTLY VERIFIED
مسلحون من تنظيم الدولة الإسلامية ينتشرون في محافظة صلاح الدين في العراق منتصف العام الجاري (الفرنسية)

هيمنت مسألة إستراتيجية الولايات المتحدة والغرب لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية على الصحف الأميركية والبريطانية، وخاصة في ظل صعوده الكبير، وأشارت في معظمها إلى التهديدات التي يشكلها في العراق وسوريا وتلك المحتملة على مستوى المنطقة والعالم.

فقد نشرت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور الأميركية مقالا للكاتب ماثيو ديكنسن تساءل فيه بالقول "ماذا؟ لا توجد إستراتيجية لمواجهة تنظيم الدولة" فإذا كان كذلك، فيجب على الرئيس الأميركي باراك أوباما تقديم استقالته.

وأشار الكاتب إلى أن أوباما صرح قبل أيام بأنه ليس لديه فكرة واضحة عن كيفية مواجهة خطر تنظيم الدولة الذي بدأ يتصاعد بشكل كبير في كل من العراق وسوريا وصار يشكل تهديدا للمنطقة برمتها.

وأضافت الصحيفة في تقرير منفصل إلى أن عدم توفر إستراتيجية واضحة لدى أوباما لمواجهة الخطر الداهم في الشرق الأوسط جعلت الرئيس الأميركي عرضة للانتقاد.

كاتبان أميركيان: تنظيم الدولة صار يتمتع بمهارات عالية في كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، كما تمكن من لفت اهتمام العالم وتخويف الأعداء من أجل تعزيز إقامة الخلافة الإسلامية  

مهارات عالية
من جانبها نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا اشترك في كتابته كل من سكوت شاين وبن هابارد، وأشارا فيه إلى أن تنظيم الدولة صار يتمتع بمهارات عالية في كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح الكاتبان أن المتطرفين الذين استولوا على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق تمكنوا من شد انتباه العالم ولفت اهتمامه، في ظل براعتهم العسكرية ووحشيتهم المنفلتة، وأنهم يستخدمون كل وسائل التواصل المعاصرة لتجنيد المقاتلين ولتخويف الأعداء وتعزيز إقامة الخلافة الإسلامية.

كما أشارت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية إلى الرائد الأميركي من أصل فلسطيني نضال مالك حسن الذي يواجه عقوبة الإعدام في الولايات المتحدة لمسؤوليته عن قتل 13 جنديا أميركيا وجرح 32 آخرين في قاعدة فورت هود في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2009, وأضافت أنه يطالب بالانضمام إلى تنظيم الدولة.

ونشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مقالا للكاتبة ياسمين بحراني -أستاذة الإعلام في الجامعة الأميركية في دبي- أشارت فيه إلى أن أنحاء متفرقة من العالم شهدت مظاهرات احتجاجية إثر الحرب الإسرائيلية على غزة، وتساءلت: أين هي المظاهرات الواجب خروجها في العالم للاحتجاج على الممارسات الوحشية لتنظيم الدولة؟

من جانبها نشرت صحيفة واشنطن تايمز مقالا للكاتبة مونيكا كراولي انتقدت فيه سياسة إدارة أوباما الخارجية إزاء خطر تنظيم الدولة، وتساءلت عن سر تردد الرئيس الأميركي في مواجهته، وأوضحت أن الفوضى بدأت تدب في منطقة الشرق الأوسط وأنها تنذر بالانتشار إلى بقية العالم.

كما نشرت الصحيفة في تقرير منفصل تحذير ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز بشأن التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة، وأشارت إلى تصريحه المتمثل في قوله إن التنظيم سيصل إلى أوروبا في غضون الشهر القادم وإلى الولايات المتحدة في الشهر الذي يليه.

جاذبية التنظيم
كما أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن مواطنا بريطانيا عاش التجربة في تنظيم الدولة، وأنه وصف الجاذبية التي يتمتع بها التنظيم أمام الشباب الإسلامي حول العالم، وخاصة الغربيين منهم، وأنه وصف الخطر القاتل الذي يمثله التنظيم.

وفي السياق ذاته نشرت صحيفة ذي ديلي تلغراف البريطانية مقالا للكاتبة جانيت دايلي انتقدت فيه سياسة أوباما وأشارت إلى أنه يرفض أن يقرر وأنه يفشل في اتخاذ إجراء ضد تنظيم الدولة. كما علقت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية بالقول إن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون تحدث قبل أيام عن ضرورة الاستجابة للخطر الذي يمثله التنظيم.

كما نشرت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية مقالا للكاتب ريتشارد شريف أشار فيه إلى أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) على مفترق طرق، وتساءل عن دوره في مواجهة التنظيم.

من جانبها أشارت صحيفة تايمز البريطانية إلى أن أئمة إسلاميين في بريطانيا أفتوا بأنه يحظر شرعا انضمام البريطانيين إلى تنظيم الدولة وأنهم وصفوا من ينضمون إليه بالزنادقة، وذلك لما يقوم به مسلحو التنظيم من ممارسات استبدادية قاسية قمعية.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية