عريقات: كل فلسطيني أصبح هدفا لإسرائيل

عشرات الشهداء والجرحى بقصف إسرائيلي على غزة
ديلي تلغراف: إسرائيل تمارس كل الوسائل الممكنة لإفشال الوحدة الوطنية وإضعاف المؤسسات الفلسطينية (الجزيرة)

ما زالت تداعيات الحرب على غزة تتصدر عناوين الصحف البريطانية الصادرة اليوم، ففي مقال له بصحيفة ديلي تلغراف كتب رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن الصراع في غزة جعل كل فلسطيني هدفا لإسرائيل، وقال إن ما تسوغه إسرائيل من مبررات بأنها تدافع عن نفسها لا معنى له، لأن ما تفعله هو الدفاع عن احتلالها، وهو إنكار منهجي للحقوق الوطنية الفلسطينية.

وأشار عريقات إلى أن إسرائيل تمارس كل الوسائل الممكنة لإفشال الوحدة الوطنية وإضعاف المؤسسات الفلسطينية. وأردف أنه أمام سياسة العدوان المنهجية هذه لم يعد أمام المجتمع الدولي سوى خيارين: إما أن يظل راضيا عن نفسه دون أي تحرك، أو أن يتدخل لتحميل سلطة الاحتلال مسؤولية انتهاكاتها وحماية الشعب الفلسطيني وإعطاء السلام فرصة.

وفي مقال آخر بنفس الصحيفة كتبت صاحبته -وهي يهودية بريطانية- عن شعور اليهود الإسرائيليين والبريطانيين في المملكة المتحدة تجاه الوضع في غزة.

وقالت إن منهم من يمقت العملية العسكرية الحالية ويعبّر عن رغبته في حرق جواز سفره الإسرائيلي رفضا لما يحدث، ومنهم من يدافع عنها، ومنهم من يصوم من أجل السلام، والبعض يشعر بالغضب من أحد الطرفين أو منهما كليهما، لكن الكثير منهم يشعرون بالخوف ليس فقط من الأحداث في غزة، ولكن في أوروبا أيضا بسبب تزايد العداء للسامية.

ومن قرية الزنة التي تبعد أقل من ثلاثة كيلومترات عن حدود غزة الجنوبية مع إسرائيل، كتب مراسل صحيفة ذي غارديان أن الضربات الجوية الإسرائيلية ومعارك المدفعية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حولت هذه القرية التي تقع وسط جبهة القتال إلى مسرح لأعنف قتال بري في اليوم السادس عشر للصراع، وهي تمثل أعمق نقطة تسلل إليها المشاة والمدرعات الإسرائيلية، ومن ثم أصبحت أخطر مكان يدخله شخص لأكثر من سبعة أيام.

وأشارت الصحيفة إلى أن شوارع الزنة شاهدة على العنف الذي اجتاحها، وكذلك روايات بعض أهلها الذين قالوا إن الطائرات والضربات الجوية كانت تحيط بهم من كل مكان، وكانت القنابل وقذائف المدفعية تسقط على منازلهم فتسويها بالأرض، ونادرا ما أفلت بيت من الهدم، كما لم تسلم خزانات المياه من القصف، وخرُبت الشوارع بفعل قذائف الهاون.

جرائم حرب
ومن صحيفة ذي غارديان أيضا علق بعض الأستراليين على الصراع في غزة، فقال أحدهم -وهو طالب فلسطيني الأصل- إن على طرفي الصراع أن يعيا أنهما في هذا المكان للبقاء، وأنه يجب أن يكون هناك تعايش بين الجانبين يميزه احترام متبادل وشعور بالآخر، وأن هذا هو الطريق الوحيد للسلام.

الفلسطينيون يتعرضون لهجوم عسكري عشوائي وغير متناسب، وهذا يمثل جريمة حرب

وأدانت ناشطة مدافعة عن حقوق الإنسان الفلسطيني موقف الحكومة الأسترالية الصامت عن مواصلة العدوان الإسرائيلي على غزة، وكيف أن الحكومة لم تقدم أي إدانة لانتهاكات إسرائيل الواضحة للقانون الدولي.

وقال محلل بمركز دراسات السلام والصراع في جامعة سيدني إن الفلسطينيين يتعرضون لهجوم عسكري عشوائي وغير متناسب، وهذا يمثل جريمة حرب. واعتبر الخبير وساطة الولايات المتحدة غير ملائمة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لأنها ببساطة الممول الرئيسي لأسلحة إسرائيل والحامي الدبلوماسي لها.

أما صحيفة ذي إندبندنت فقد أشارت إلى تحذير مسؤول أممي كبير لحقوق الإنسان بأن العدوان الإسرائيلي في غزة المستمر منذ أكثر من أسبوعين والذي قاد إلى مقتل مئات الفلسطينيين من الرجال والنساء والأطفال، يمكن أن يرقى إلى جرائم حرب.

وقالت الصحيفة إن هذه التصريحات زادت من إمكانية تحول العملية العسكرية -إذا استمرت لفترة أطول أو تصاعدت أكثر من ذلك- إلى كارثة علاقات عامة ودبلوماسية لإسرائيل، كما حدث مع عمليتها "الرصاص المصبوب" التي شنتها في غزة أواخر 2008 ومطلع 2009.

المصدر : الصحافة البريطانية