صحف: قصور وفشل وراء قضية المستوطنين الثلاثة

Israeli soldiers patrol near the West Bank city of Hebron June 14, 2014. Israel sent more troops to the occupied West Bank on Saturday to step up searches for three Israeli teenagers believed to have been abducted by Palestinians, with a military source saying it was not known if they were dead or alive. REUTERS/Ammar Awad (WEST BANK - Tags: POLITICS CIVIL UNREST MILITARY)
جنود إسرائيليون أثناء عمليات البحث عن المستوطنين الثلاثة في الضفة الغربية (رويترز)

لا تزال قضية اختفاء ثلاثة مستوطنين جنوب الضفة الغربية محل اهتمام الصحافة الإسرائيلية. وبعد إفراد مساحات واسعة للعمليات العسكرية وإنجازات الجيش في حملات الدهم والاعتقال خلال الأيام الأخيرة، بدأت هذه الصحف تتجاوز القشور إلى الجوهر، وتتحدث عن قصور أمني وفشل في العثور على أي معلومة جديدة، وتساءلت: هل المستوطنون الثلاثة أحياء؟ وأين هم؟ ومن الخاطفون؟

ويقر الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي ميلمان بأن المعلومات التي جمعتها المخابرات لم تجب حتى الآن عن الأسئلة الجوهرية، معتبرا أن أعمال الجيش والمخابرات الإسرائيلية للعثور على المخطوفين الثلاثة قبل ستة أيام دخلت حالة من الروتين العادي.

في السياق ذاته، تقر صحيفة "إسرائيل اليوم" بعدم وجود تقدم حقيقي في العثور على المستوطنين الثلاثة رغم تشديد الحكومة الإسرائيلية ضغطها على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ورغم أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجري تقييما يوميا للوضع يشارك فيه رئيس المخابرات يورام كوهين ورئيس الأركان الفريق بيني غانتس ورئيس مجلس الأمن القومي يوسي كوهين.

في الاتجاه ذاته، ذهبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في افتتاحيتها تحت عنوان "حدود القوة"، وكتبت "رغم قدرات الجيش الإسرائيلي الفائقة والأجهزة الاستخبارية المُحكمة في إسرائيل، فإن هذه القوة محدودة كما تدل عملية الخطف الأخيرة وعجز الأجهزة الإسرائيلية عن العثور على الخاطفين والمخطوفين إلى الآن".

وأضافت "علمونا أن نؤمن بتفوق العقل اليهودي والقوة الإسرائيلية، السنين التي مرت حسنت قدرات الجيش الإسرائيلي، ومن المؤكد أنها حسنت قدرات الشاباك والموساد. فكيف تستطيع عصابة صغيرة أن تتلاعب وتضلل العبقرية الإسرائيلية؟"

أما في صحيفة "هآرتس "وتحت عنوان "حلال لإسرائيل حرام على الفلسطينيين"، استحضر الكاتب جدعون ليفي ما تبيحه إسرائيل لنفسها من إجراءات وتحرم الآخرين منه. وقال "إن إسرائيل كلها أصبحت صوتا واحدا يندد بالعملية وبالخاطفين، ونسي الجميع أن إسرائيل استعملت الطريقة نفسها للمساومة في إطلاق سراح رون أراد حينما خطفت 21 مواطنا لبنانيا".

وحسب الكاتب، "فإنه لا يحل إلا لإسرائيل تنفيذ عمليات غير قانونية وغير أخلاقية، ولا يحل إلا لها أن تدعي البر وأن تُزعزع وأن تقلب العالم حينما يعاملها الآخرون بالمثل، ولا يحل إلا لها خطف رهائن، ولا يحل إلا لإسرائيل الآن أن تعتقل في كل ليلة عشرات الفلسطينيين".

وخلص ساخرا إلى القول إن "حياة الإنسان هي لنا فقط والاهتمام بها وبحريتها لنا فقط، ولا تحل عملية "عودوا أيها الإخوة" إلا لنا".

أما زميله آري شبيط فرأى في الصحيفة نفسها أن "إسرائيل حظيت بسبع سنوات هدوء في الضفة الغربية لم تُحسن استغلالها للعمل على حل الصراع وتقسيم البلاد".

كما حذر عاموس هرئيل في "هآرتس" أيضا إسرائيل والجيش الإسرائيلي "من أن يفضي طول العملية العسكرية في الضفة إلى التعقد حتى لو لم تظهر إلى الآن مقاومة مسلحة في الضفة الغربية. ورغم أن الجهد الواسع للعثور على الفتيان الثلاثة وخاطفيهم من حماس مستمر، فإنه ما زالت نقطة النهاية في بداية اليوم السابع من عملية "عودوا أيها الإخوة" لا تُرى في الأفق".

الصحف تحدثت عن تعهد محمود عباس بالعمل على إعادة المستوطنين الثلاثة (غيتي/الفرنسية)
الصحف تحدثت عن تعهد محمود عباس بالعمل على إعادة المستوطنين الثلاثة (غيتي/الفرنسية)

القضاء على حماس
من جهة ثانية، تناولت صحيفة "إسرائيل اليوم" دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإعادة المستوطنين، وتعهده بالعمل لإعادتهم، لكنها قالت إن مكتب نتنياهو لم يتحمس لهذه التصريحات، واكتفى بالحديث عن فحص الجهود التي تبذلها السلطة في هذا المجال.

وفي الصحيفة ذاتها، اتهم شاؤول بارطال حركة حماس بالنفاق لأنها "أنشأت حكومة الوحدة مع فتح من جهة، ثم خطفت الفتيان الثلاثة من جهة ثانية، معتبرا ذلك "إخلافا للوعد".

واعتبر أن اختيار نشطاء حماس لتنفيذ عملية اختطاف يمكن أن يجند للحركة شرعية من الرأي العام الفلسطيني وتقبلها كل الفصائل الفلسطينية.

وخلص إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كانت حركة حماس عالمة بالآثار الإستراتيجية لهذه العملية التي قد تفضي إلى تفكيك حكومة الوحدة، معتبرا أن مقدمة ذلك جاءت في خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عندما تحدث عن التنسيق الأمني وإعادة المخطوفين إلى عائلاتهم.

وفي الصحيفة نفسها، يقر العميد احتياط تسفيكا فوغل بأنه لا يمكن القضاء على البنية التحتية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي بمعركة قصيرة، مؤكدا أن الأمر يحتاج  إلى طول نفس وإحكام عمل.

وطالب تسفيكا بالفصل بين جهد إعادة المستوطنين وجهد القضاء على بنى حماس التحتية وقدراتها في الضفة الغربية "وهذا لا يتم دون القضاء على أساس قوتها في غزة"، حسب تعبيره.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية