جدل بالعراق حول طبيعة الحكومة المرتقبة

تواصل الاشتباكات بين القوات العراقية والمسلحين
الصحف العراقية تحاول تفسير فشل القوات المسلحة في إدارة الملف الأمني (الجزيرة)

عبد الله الرفاعي-الجزيرة نت

تحاول معظم الصحف العراقية الصادرة اليوم تفسير فشل القوات المسلحة في إدارة الملف الأمني وخاصة بعد سيطرة المسلحين على مدينة الموصل شمال العراق، كما يتناول الجدل حول استمرار حكومة تصريف أعمال أو تكوين حكومة وحدة وطنية.

ونقلت صحيفة "العالم " عن مصدر غربي قوله إن "استيلاء المسلحين على مناطق بـ العراق منذ بداية العام الجاري يجري بتخطيط مخابراتي تنفذه مجموعات داخل العراق لها حواضن واسعة في المجتمع السني، وحتى في بعض قطاعات المجتمع الشيعي".

وأوضح المصدر أن الخطوة الأولى في تمكن المسلحين من احتلال موطئ قدم لهم ابتدأت بذرتها في معسكرات الاحتجاج بـ الانبار، وتحديدا في الفلوجة.

ويشير المصدر الغربي إلى أن تقارير عدة ظهرت بالتزامن مع اندلاع التظاهرات في الأنبار منذ يناير/كانون الاول 2012 تتحدث بوضوح عن إقامة معسكرات لمسلحين في صحراء الأنبار، وأن أجهزة مخابرات عالمية، من بينها المخابرات المركزية الأميركية ، على علم بما يحدث، وأن هناك ضباط مخابرات كانوا قد عملوا في العراق في أثناء وجود القوات الأميركية، لديهم صلات وثيقة بعدد من الشخصيات العشائرية حتى الآن، و"كان لديهم معلومات كافية على الأقل لتكوين تصور عما يجري على الأرض في الأنبار" في حينها.

ويؤكد المصدر أن بعض السياسيين العراقيين (سنة وشيعة) لم يكونوا على علم بما يجري الإعداد له عندما يغرّدون مع الآخرين أو تأتيهم إشارات بضرورة التصريح بإبعاد الجيش العراقي عن مناطق معينة في الانبار بحجة أن انتشاره يضايق السكان.

صد العدوان
ونشرت جريدة المدى تقريرا حول مادار في اجتماع القادة السياسيين الذي استضافه رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري ، ونقلت عن مصدر في التحالف قوله إن القوى الشيعية مجمعة على ضرورة صد العدوان المسلح، لكنها انقسمت بشأن عقد جلسة البرلمان أو تأجيلها إذ يرغب البعض بأن يبقى رئيس حكومة تصريف الأعمال في منصبه وقتا أطول حتى يتم حسم بعض القضايا الميدانية والإقليمية.

ويتحدث ائتلاف دولة القانون عن فكرة التأجيل، بينما المجلس الأعلى والتيار الصدري وكذلك مرجعية النجف، يتفقون مع باقي القوى العراقية على ضرورة تشكيل حكومة جديدة.

وأوردت الصحيفة في تقريرها نقلا عن مصادر مطلعة أن "اجتماع القوى السياسية جاء استجابة لدعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي اشترط وجود إجماع سياسي عراقي حتى يتم التدخل العسكري لبلاده في العراق.

وفي السياق ذاته نشرت جريدة التاخي الصادرة عن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني  دعوة  النائب عن "كتلة المواطن" حمدية الحسيني رئاسة الجمهورية وبموجب صلاحياتها الدستورية لاصدار مرسوم ودعوة مجلس النواب الجديد للانعقاد برئاسة أكبر الأعضاء سنا، حتى يتم عقد الجلسة الأولى ومعالجة كل التعقيدات والمشاكل التي يتعرض لها الشعب وتكون هذه الجلسة رسالة إلى الكل وتثبت تراص الصفوف ولا يوجد شيء فوق مصلحة العراق وشعبه.

جزء من المشكلة
وبدورها نشرت جريدة المشرق دعوة  تيار الأحرار لتشكيل حكومة الانقاذ والتي جاءت على لسان النائب أمير الكناني حيث قال إنه "يجب الإسراع بتحديد موعد لعقد الجلسة الأولى لمجلس النواب الجديد، بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على أسماء المرشحين، لتشكيل حكومة انقاذ وطني بدلا من الحكومة الحالية، ومن المفروض أن تعجل الأحداث الأمنية الأخيرة التي جرت وتجري في الموصل وصلاح الدين بتشكيل الحكومة الجديدة، على اعتبار أن الحكومة الحالية كانت جزءا من المشكلة التي تمر بها البلاد، ولم تكن جزءا من الحل".

وأوضح الكناني أن هناك حراك سياسي جيد ولقاءات مستمرة بين قادة الصف الأول في البلاد، وأن الآمال معلقة عليهم للاتفاق على تشكيل الحكومة القادمة.  

وفي إطار ما يتردد حول وجود تنسيق إيراني أميركي حول المشكلة العراقية نقلت جريدة الصباح الجديد عن زعيم القائمة الوطنية العراقية اياد علاوي تأكيده في لقاء متلفز تاكيده بوجود التنسيق بين طهران وواشنطن،  مشيرا إلى أن العراق يتعرض لمؤامرة من أجل التقسيم، وإن الوجود الإيراني له تأثير في القرار الاستراتيجي العراقي وأن إيران الآن هي اللاعب السياسي في العراق.

التدخل الإيراني
وطالب علاوي الدول العربية والإسلامية بوقف التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للعراق، واتهم رئيس الوزراء نوري المالكي بـ "السكوت عن تواجد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والقاعدة في العراق".

وشدد علاوي على أهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية لا حكومة تصريف أعمال ولا يكون رئيسها المالكي، على أن تكون أولوية الحكومة الجديدة إدارة حوار من أجل المصالحة الوطنية، ومنع استمرار نهج الطائفية والتهميش الذي يضر بالعراق.

وتناولت جريدة الزمان ما أعلنه وزير الخارجي العراقي هوشيار زيباري بخصوص طلب بغداد من واشنطن توجيه ضربات جوية للمسلحين، طبقا للاتفاقية الأمنية، ولقاء المسؤول العراقي مع ولي العهد في السعودية مقرن بن عبد العزيز في جدة، وبحث تطورات الأوضاع في المنطقة غداة اتهام حكومة بغداد المملكة بدعم ما سمته الإرهاب وتمويله.

المصدر : الجزيرة