صحف بريطانية: المالكي يغذي الطائفية وسليماني يدعمه

Iraqi volunteers to fight with Iraqi forces carry their weapons and chant slogans in Karbala city, southern Baghdad, Iraq, 15 June 2014. Iraqi military forces, backed by allied tribal fighters, on 15 June foiled an attempt by radical Sunnis to expand their gains in the north of the country. Iraqi Prime Minister Nuri al-Maliki on 14 June called on Iraqis of different religious and ethnic sects to unite to defeat the Sunni-led insurgency. Militants from the Islamic State in Iraq and the Levant (ISIL) - an al-Qaeda splinter group - have tightened their grip in recent days on Iraq's northern Sunni heartland.
عراقيون في كربلاء (جنوبي بغداد) في أعقاب دعوة المالكي للتطوع وحمل السلاح لمواجهة المسلحين (الأوروبية)

أولت صحف بريطانية اهتماما واسعا بالأزمة العراقية المتفاقمة، ووصف بعضها الخيارات المتاحة بالكئيبة، وقال البعض الآخر إن الدعوة التي أطلقتها الحكومة العراقية للتطوع وحمل السلاح تغذي نيران الطائفية، وإن من مصلحة بريطانيا تأمين استقرار العراق.

فقد وصفت صحيفة ذي إندبندنت الخيارات في الأزمة بالكئيبة، وقالت في افتتاحيتها إنه في الوقت الذي لا تبدو فيه أي خيارات جيدة، فمن الممكن محاولة تجنب السيناريو الأسوأ.

وأضافت أن سقوط بغداد في أيدي مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام -في ما لو تم- سيشكل كارثة ذات أبعاد أسطورية تُنهي دولة العراق من الوجود، مضيفة أن الجيش العراقي "المنهار" يبدو أنه تمكن من وقف زحف "الجهاديين" على العاصمة.

ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب نايجل موريس قال فيه إنه ليس لدى القادة البريطانيين شهية للدخول في صراع جديد، موضحا أن بلاده لن تحذو حذو الولايات المتحدة إذا ما أرادت واشنطن استخدام الطائرات بدون طيار في العراق.

ذي غارديان:
يُنظر إلى مهمة سليماني الراهنة في بغداد على أنها مؤشر على مدى خطورة الأزمة العراقية التي تتلخص في أن المالكي حليف طهران يتعرض لهجمة من جانب "الجهاديين المتطرفين"

خطورة الأزمة
من جانبها، وصفت صحيفة ذي غارديان قائد فيلق القدس في الجيش الإيراني قاسم سليماني بأنه يصلح أن يكون سندا في الأزمة، موضحة أنه لا بد أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي شعر بالارتياح عندما قابل سليماني في بغداد الأسبوع الماضي.

وأضافت أن سليماني يزور بغداد بشكل منتظم وسري، وأنه يعتبر لاعبا رئيسيا وغامضا وقويا في الشرق الأوسط منذ ما قبل غزو العراق في 2003 وقبل الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وأن المالكي التقى سليماني من أجل تنظيم هجمة مرتدة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الذين استولوا على مساحات من الأراضي العراقية وهددوا العاصمة بغداد.

وأوضحت أنه يُنظر إلى مهمة سليماني الراهنة في بغداد على أنها مؤشر على مدى خطورة الأزمة العراقية التي تتلخص في أن المالكي الذي وصفته بحليف طهران يتعرض لهجمة من جانب "الجهاديين المتطرفين"، بحسب الصحيفة.

وأضافت الصحيفة أن سليماني سينظر إلى الحال التي وصل إليها العراق على أنها جبهة إيرانية أخرى بالتزامن مع الجبهة الإيرانية القائمة في سوريا، وأشارت الصحيفة إلى أن سليماني يضطلع بدور كبير في العراق وقت الأزمات، وقالت إنه يوصف بأنه المحرك الأبرز "للدمى" في المنطقة.

كما نشرت الصحيفة مقالا للكاتب سامي رمضاني قال فيه إن العراقيين يتعايشون بسلام منذ قرون، وإن الطائفية غير موجودة في العراق، وإن العراقيين ليسوا بحاجة إلى "طُغاة قُساة" يحكمونهم ولا إلى تدخل غربي.

وفي سياق الأزمة العراقية أيضا، قالت صحيفة ذي ديلي تليغراف في افتتاحيتها إن من مصلحة بريطانيا أن تعمل على تأمين استقرار العراق وعلى بقاء حكومة المالكي.

كما نشرت الصحيفة مقالا للكاتب كولين فريمان قال فيه إن دعوة المالكي العراقيين للتطوع وحمل السلاح من شأنه أن يغذي نيران الطائفية في البلاد.

وأشار الكاتب إلى أن لدى المالكي قرابة المليون ممن يحملون السلاح في نطاق الجيش والشرطة والشرطة السرية و"قوى الحماية" المتعددة، و"المليشيات الخاصة"، مضيفا أنه إذا كان هذا الحجم الهائل من القوة لا يستطيع صد هجمة تنظيم الدولة، فما الذي يمكن أن تفعله "حِفنة" من المتطوعين في مراكز التجنيد؟ بحسب تساؤل الكاتب.

يُشار إلى أن مسؤولين بأجهزة الأمن العراقية قالوا البارحة إن قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني يساعد القوات المسلحة والمليشيات بالعراق في إطار استعداداتهما لمحاربة الجماعات المسلحة التي تتقدم في أنحاء عديدة من البلاد.

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية