صحيفة: أميركا تجر العالم إلى حرب مع روسيا

اهتمت مقالات الرأي وتقارير الصحف البريطانية الصادرة اليوم بتطورات الأزمة الأوكرانية وأثرها في الساحة الدولية.

ففي مقاله بصحيفة ذي غارديان، كتب جون بيلغر -وهو مراسل حربي ومخرج أفلام- أن دور واشنطن في أوكرانيا له تداعياته الهائلة على بقية العالم، وأن أميركا بذلك تجازف بجر العالم إلى حرب عالمية.

وأشار بيلغر إلى "موجز سجل السياسة الخارجية الأميركية" الذي ينشره كل عام المؤرخ الأميركي وليام بلوم والذي يبرز محاولات الولايات المتحدة منذ عام 1945 للإطاحة بأكثر من خمسين حكومة، انتُخب كثير منها ديمقراطيا.

كما أنها تدخلت بشكل فج في انتخابات ثلاثين دولة وقصفت السكان المدنيين في ثلاثين دولة أيضا، واستخدمت الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وحاولت اغتيال زعماء أجانب. ويرى الكاتب أن بريطانيا كانت معاونة لأميركا في كثير من الحالات.

وختم الكاتب بأن وزارة الدفاع الأميركية تدير حاليا عمليات خاصة -وبعبارة أخرى حروبا سرية- في 124 دولة، بينما داخليا الفقر يزداد وضياع الحريات صار النتيجية الطبيعية التاريخية لدولة الحروب الأبدية ومخاطر حدوث حرب نووية.

ميلاد دولة
وفي تقريره بصحيفة ذي إندبندنت، كتب كيم سينغوبتا أن أحدث دولة في العالم ولدت أول أمس، في إشارة إلى إعلان المتمردين الموالين لروسيا مدينة دونيتسك جمهورية روسية مستقلة عن أوكرانيا، لافتا إلى أنه لم يصدر رد فوري من الحكومة الروسية على تلك الخطوة.

وفي سياق متصل ذكرت نفس الصحيفة أن ألمانيا عرضت المساعدة لجمع أطراف النزاع في الأزمة الأوكرانية حول مائدة حوار لتهدئة الأجواء المتوترة قبل الانتخابات المقبلة في كييف.

وقد دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى إطلاق سراح عاجل للرهائن وتحرير المباني الحكومية الأوكرانية التي في قبضة الانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق المتوتر.

خطوة جريئة
أما افتتاحية صحيفة ديلي تلغراف فقد أكدت على خطورة الوضع في مدينة دونيتسك بعد الاستفتاء على استقلالها عن أوكرانيا، فهي أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان (4.5 ملايين نسمة) وتشكل العمود الفقري للاقتصاد الأوكراني.

وترى أن الموالين لروسيا الذين نظموا هذا الاستفتاء يقودون مدينتي دونيتسك ولوغانسك إلى طريق ينتهي إلى وحدتهما مع روسيا، ومما يزيد الأمر سوءا أن الحكومة الأوكرانية الجديدة ليس لديها رد على هذا التحدي.

ومع ذلك تعتقد الصحيفة بوجود إمكانية للخروج من هذه الأزمة بأن تفتح كييف حوارا مع الحركة الموالية لروسيا وتقدم عرضا سخيا ومحددا من الحكم الذاتي، وقالت إن هذا الأمر قد يسمح للجانبين بالتراجع عن حافة الهاوية.

وختمت بأن هذا الأمر كثير على حكومة تتفاوض مع مجموعة متنافرة من حلفاء روسيا، خاصة أن الكرملين يهدد مرة أخرى بقطع الغاز عن أوكرانيا، لكن البديل سيكون أسوأ، وبدون خطوة جريئة وتصالحية من جانب كييف فإن تمزيق أوكرانيا يبدو حتميا.