حكومة نيجيريا تلمح لمقايضة الفتيات المختطفات

أهالي المختطفات بنيجيريا يتهمون الحكومة بالتقصير
مقايضة السجناء ستكون محرجة للسلطات البريطانية والأميركية التي تساعد الحكومة النيجيرية (الجزيرة)

تناولت أخبار الصحافة البريطانية الصادرة اليوم موضوعات شتى منها: التلميح لاتفاق مقايضة الفتيات المختطفات في نيجيريا، والأزمة الأوكرانية، ومشاركة قوات بريطانية لأخرى أميركية في قاعدة لعمليات باليمن، واستطلاع يظهر تبرير بريطانيين للتعذيب، وأخيرا تأكيد تورط برلسكوني مع المافيا الإيطالية.

من نيجيريا نشرت صحيفة ديلي تلغراف أن الحكومة ألمحت مساء أمس إلى أنها تدرس تلبية مطالب من جماعة بوكو حرام لإطلاق سراح متشددين تابعين لها مقابل فتيات المدارس المختطفات منذ الشهر الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن إمكانية مقايضة السجناء برزت بعد نشر بوكو حرام شريط فيديو يظهر نحو 130 فتاة من أكثر من 200 أسيرة في منطقة أحراش، وهو أول دليل علني على وجود الفتيات لدى الجماعة، وقد صاحبت الفيديو رسالة من زعيم الجماعة أبو بكر شيكاو قال فيها "لن نطلق سراحهن أبدا إلى أن تطلقوا سراح إخوتنا".

ونبهت الصحيفة إلى الإشارات المختلطة الواردة من السلطات النيجيرية بشأن دراسة كل الخيارات لتحرير الفتيات، وقالت إن هذا الأمر يعكس شكوكا متزايدة في قدرة الحكومة على إنجاز أي نوع من الإنقاذ للفتيات دون تعريض الرهائن للقتل.

وختمت بأن أي عملية مقايضة للسجناء ستكون محرجة للسلطات البريطانية والأميركية التي تعاون الحكومة النيجيرية نظرا لأنهما تعارضان رسميا أي نوع من التنازلات للخاطفين.

ديمقراطية معيبة
وفي الشأن الأوكراني، كتبت افتتاحية صحيفة غارديان أن الاستفتاءات على انفصال أجزاء من شرق أوكرانيا باعتبارها ممارسة للديمقراطية كانت معيبة جدا نظرا لعدم وجود مراقبين محايدين وغموض الصياغة على بطاقات الاقتراع كما تم الاستغناء عن القوائم الانتخابية، مما يسمح للناخبين بإظهار بطاقة الهوية فقط.

وترى الصحيفة أن أفضل أمل الآن هو التركيز على الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المقبلة، وأنها فرصة وطنية لانتخاب حكومة شرعية. وأضافت أن على الغرب أن يوسع أهداف العقوبات ضد روسيا، ويزيد الدعم لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لمساعدتها على القيام بدورها كوسيط في مراقبة الأحداث على الأرض وتشجيع الحوار.

انتهاكات مشبوهة
وفي سياق آخر أشارت نفس الصحيفة إلى ما أوردته وزارة الدفاع البريطانية عن وجود طاقم اتصال بريطاني يعمل مع القوات الأميركية في منطقة القرن الأفريقي في ظل قلق متزايد إزاء إعادة نشر عشر طائرات بريطانية من دون طيار.

وذكرت الصحيفة أن الطاقم البريطاني يتمركز في قاعدة أميركية بجيبوتي تُشن منها ضربات جوية ضد جماعات القاعدة في اليمن، وهو ما جعل منظمة "ريبريف" الحقوقية ووزير الدفاع البريطاني السابق توم واتسون يعبران عن قلقهما من تورط بريطاني في عمليات سرية للطائرات من دون طيار بغير أفغانستان.

وألمحت الصحيفة إلى تقرير لهيومن ريتس ووتش أفاد بأن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أشار إلى وجود "غرفة عمليات مشتركة" تشمل أميركا وبريطانيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) "تحدد سلفا" الأفراد الذين "سيتم استهدافهم" بواسطة الطائرات الأميركية من دون طيار.

وهو ما اعتبرته منظمة ريبريف دليلا إضافيا على أن بريطانيا ضالعة بشكل عميق في الانتهاكات المشبوهة فيما تعرف بـ"الحرب على الإرهاب".

"التعذيب ضروري"

كشف استطلاع لمنظمة العفو الدولية أن نحو 36% من البريطانيين يعتقدون أن التعذيب في بعض الأحيان ضروري ومقبول للحصول على المعلومات

وعلى صعيد آخر كشف استطلاع لمنظمة العفو الدولية -بناء على برامج تلفزيونية بريطانية شهيرة مجدت إساءة معاملة المعتقلين- أن نحو 36% من البريطانيين يعتقدون أن "التعذيب في بعض الأحيان ضروري ومقبول للحصول على المعلومات التي يمكن أن تحمي الشعب"، وشاركهم في هذا الرأي الروس بنسبة 25%، بينما بلغت نسبة الصينيين المؤيدين له 74%.

بالإضافة إلى ذلك رفضت نسبة 44% من البريطانيين فكرة ضرورة أن يكون هناك حظر عالمي على التعذيب.

وتعقيبا على هذه التقديرات، قالت مديرة العفو الدولية في بريطانيا "يبدو من هذه النتائج أننا قدمنا الذعر على المبدأ وسلم الناس بفكرة أنه يمكن تعزيز سلامتهم الشخصية من خلال استخدام التعذيب، وهذا ببساطة غير صحيح".

وأشارت صحيفة إندبندنت إلى أن نتائج الاستطلاع شكلت جزءا من تقرير للعفو الدولية كشف أن استخدام التعذيب "يزدهر في أنحاء العالم". وسجلت المنظمة 27 نوعا مختلفا من التعذيب ومعاملات قاسية أخرى في 79 دولة هذا العام.

برلسكوني والمافيا
ومن إيطاليا نشرت صحيفة إندبندنت أيضا أن محكمة النقض العليا في روما توصلت إلى قرار نهائي بأن رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني كان متورطا مع المافيا الصقلية لنحو عقدين من الزمان، رغم نفيه الدائم للشائعات بأن الروابط العصابية كانت وراء الاستثمارات الكبيرة والغامضة التي كانت تستخدم لبدء شركاته في مجال البناء والإعلام في السبعينيات والثمانينيات.

وأشارت الصحيفة إلى أن تأكيد ارتباط برلسكوني بالجريمة المنظمة الذي كان موضع اشتباه منذ فترة طويلة يأتي في الوقت الذي يبدأ فيه تسعة أشهر من الخدمة المجتمعية تنفيذا لعقوبة في جريمة ضريبية.

وأضافت أنه لن يحاكم لصلاته بالجريمة المنظمة بسبب قانون التقادم في الجرائم المتعلقة بالمافيا التي تسقط بعد عشرين عاما.

المصدر : الصحافة البريطانية