هل تستعد روسيا فعلا لغزو أوكرانيا؟

Armed servicemen wait in Russian army vehicles in the Crimean town of Balaclava March 1, 2014. Ukraine accused Russia on Saturday of sending thousands of extra troops to Crimea and placed its military in the area on high alert as the Black Sea peninsula appeared to slip beyond Kiev's control. REUTERS
ضم روسيا لشبه جزيرة القرم ونشر قواتها فيها زاد من تعقيد الأزمة (رويترز)

أولت صحف أميركية وبريطانية اهتماما بالأزمة الأوكرانية المتفاقمة، وتساءل بعضها في ما إذا كانت روسيا تستعد لغزو أوكرانيا، وقالت أخرى إن التعزيزات العسكرية الروسية قرب الحدود الأوكرانية لا تعدو كونها حربا دعائية.

فقد تساءلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في ما إذا كانت صور الأقمار الاصطناعية التي لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو) تكشف عن تعزيزات عسكرية روسية على الحدود الأوكرانية، موضحة أن الصور تكشف عن حوالي أربعين ألف عسكري روسي متمركزين في المنطقة.

وأضافت الصحيفة أن مسؤولين روسيين ينكرون حقيقة هذه الصور، ويقولون إنها لجنود روس وهم يجرون مناورات وتدريبات عسكرية روتينية، مضيفين أن الصور تم التقاطها العام الماضي وليس في  الفترة الراهنة.

من جانبها، أضافت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور بالقول إن المسؤولين الروس مستمرون في إنكارهم لاتهامات الناتو بشأن حقيقة تلك الصور، والتي تظهر قوات عسكرية روسية منتشرة بالقرب من الحدود الشرقية لأوكرانيا.

ساينس مونيتور: التعزيزات العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية تأتي ضمن محاولات بوتين لتفكيك وتدمير أوكرانيا، وبالتزامن مع دعاية روسية هائلة على الطريقة السوفياتية

تعزيزات ودعاية
وأضافت الصحيفة -في تقرير منفصل- أن تلك التعزيزات العسكرية تأتي من ضمن الخطوات التي يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهادفة إلى تفكيك وتدمير أوكرانيا كدولة أوروبية ذات سيادة، وخاصة أن خطوات بوتين تأتي متزامنة مع دعاية روسية هائلة على الطريقة السوفياتية.

من جانبه، قال الكاتب فلاديمير خاندوغي -في مقال نشرته له صحيفة ذي ديلي تلغراف البريطانية- إن استمرار الكرملين الروسي في اتهام أوكرانيا بانتهاك حقوق الأقليات يأتي في إطار تضليل موسكو للمجتمع الدولي، مضيفا أن ما نسبته 97% من المدارس في شبه جزيرة القرم تدرس باللغة الروسية دون أدنى مضايقة من الجانب الأوكراني.

وفي السياق، قالت الكاتبة ماري ديجيفيسكي في مقال نشرته لها صحيفة ذي غارديان البريطانية إن الأنباء بشأن التعزيزات العسكرية الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية تدخل في نطاق الحرب الدعائية الدائرة بين الغرب وروسيا منذ ما قبل سقوط الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش.

الناتو يحذر
يُشار إلى أن حلف شمال الأطلسي طالب البارحة بانسحاب القوات الروسية من حدود أوكرانيا, وذلك بعيد تلويح واشنطن بمزيد من العقوبات على موسكو. وفي المقابل, طالبت روسيا بتحييد أوكرانيا عن الأحلاف العسكرية.

وقال الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن -في تصريحات خلال زيارته لبلغاريا- إن على روسيا سحب قواتها من المناطق المتاخمة لشرق أوكرانيا الذي يغلب عليه الناطقون بالروسية.

ودعا راسموسن موسكو إلى حوار مخلص مع الغرب, وأكد مجددا أن الناتو لا يخطط لأي إجراءات عسكرية بسبب الأزمة في أوكرانيا.

وكان الناتو قد نشر صورا التقطها قمر صناعي تظهر حشودا عسكرية لروسيا تقدر بنحو أربعين ألف جندي قرب الحدود مع شرق أوكرانيا. وبينما قال الناتو إن الصور تعود إلى مارس/آذار الماضي, أكدت موسكو أنها التُقطت في أغسطس/آب الماضي.

وفي تصريحاته بالعاصمة البلغارية صوفيا, قال راسموسن إن الحلف نشر طائرات استطلاع في أجواء رومانيا وبولندا, وعزز وجوده في البحر الأسود لتعزيز حماية دول شرق أوروبا الأعضاء في الناتو.

في المقابل, طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم بضمانات قانونية لبقاء أوكرانيا على الحياد, وعدم انضمامها إلى الحلف الأطلسي.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية