الحياد بين الغرب وروسيا يخرج أوكرانيا من أزمتها

Armed men, believed to be Russian soldiers (foreground), stand guard at the A3009 military base as a Ukrainian soldier patrols on the roof of a building, in the Crimean port city of Sevastopol March 8, 2014. REUTERS/Thomas Peter (UKRAINE - Tags: POLITICS MILITARY)
نشر روسيا قواتها في شبه جزيرة القرم الأوكرانية زاد من تعقيد الأزمة (رويترز)
undefined
أولت صحف بريطانية اهتماما بالأزمة الأوكرانية، ونشرت إحداها مقالا لوزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر دعا فيها أوكرانيا لجسر الفجوة بين الغرب وروسيا لكي تنجو وتزدهر، وقالت أخرى إن سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا تختلف عن تلك التي اتبعها أسلافه في الاتحاد السوفياتي السابق.

وقال كيسنجر في مقاله الذي نشرته صحيفة ذي إندبندنت إنه يتعين على أوكرانيا أن تعمل كحلقة وصل بين المعسكرين الغربي والروسي، وألا تنحاز إلى أي جهة على حساب الأخرى.

ومضى كيسنجر بالقول إن الولايات المتحدة شنت أربع حروب بفعل الحماسة العظيمة والدعم الشعبي، ولكنها لم تعرف كيف تنهيها، مما اضطرها للانسحاب من ثلاث منها بشكل أحادي في نهاية المطاف.

وأضاف أن على الغرب أن يدرك أن أوكرانيا لا يمكنها أن تكون مجرد بلد أجنبي بالنسبة إلى روسيا، فلقد كانت أوكرانيا جزءا من روسيا على مدار عقود، كما أن البلدين شهدا تاريخا مشتركا منذ زمن بعيد.

هنري كيسنجر: إذا أرادت أوكرانيا أن تنجو من أزمتها وتزدهر فإنه يجب عليها السعي لتجسير الفجوة بين الغرب والشرق، وأن تعمل كحلقة وصل بين الجانبين وألا تنحاز إلى أي جهة على حساب الأخرى

سيادة أوكرانيا
وقال كيسنجر إن من حق أوكرانيا اختيار الجهات الاقتصادية والسياسية التي تتعامل معها بما في ذلك أوروبا، وأن تكون حرة في اختيار أي حكومة متوافقة مع الإرادة الشعبية، وإنه بينما لا ينبغي لكييف الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، فإنه يجب على روسيا الاعتراف بسيادة أوكرانيا على شبه جزيرة القرم.

من جانبها، نشرت صحيفة ذي ديلي تلغراف مقالا للكاتب كريستوفر بوكر قال فيه إن بوتين يعمل على إنهاء حلم الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا، موضحا أن مظاهر الارتباك والقلق لدى الغرب تعتبر مخيفة أكثر من رد الفعل الروسي تجاه الأزمة.

وقال بوكر لا أحد يعرف إلى أين ستؤدي هذه المواجهة الخطيرة والمثيرة للقلق بين روسيا والغرب تجاه أوكرانيا، مضيفا أن الأزمة تعود بجذورها إلى محاولات الاتحاد الأوروبي قبل أكثر من عشر سنوات عقد اتفاقات شراكة مع دول الاتحاد السوفياتي السابق، وهي اتفاقات مصممة بهدف تحقيق التكامل الأوروبي.

وأضاف أن محاولات الغرب عقد اتفاق شراكة تجارية مع أوكرانيا -بحيث تكون لها أبعاد أخرى سياسية وغير سياسية في إطار أهداف الاتحاد الأوروبي- من شأنها أن تسهم في تحقيق الحلم الأوروبي، ولكنها تشكل في اللحظة نفسها تحديا كبيرا للمصالح الروسية لا يمكن تحمله.

وفي السياق، نشرت صحيفة ذي غارديان مقالا للكاتب جوناثان فريدلاند تحدث فيه عن انتقادات توجه إلى روسيا بسبب غزوها شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وتساءلت "كيف يجرؤ الغرب على شجب الخطوة الروسية، بينما سبق للغرب والولايات المتحدة وحلفائها غزو العراق قبل نحو أحد عشر عاما؟".

من جانبها، قالت صحيفة تايمز إن التاريخ يعيد نفسه، وإن بوتين يحاول الدفاع عن موقفه من الأزمة الأوكرانية بممارسته السياسات نفسها التي سبق أن انتهجها أسلافه إبان عهد الاتحاد السوفياتي السابق.

‪ظروف معلولا ذات الأغلبية المسيحية قد لا تختلف عن حال مناطق أخرى بالبلاد‬ (الفرنسية)
‪ظروف معلولا ذات الأغلبية المسيحية قد لا تختلف عن حال مناطق أخرى بالبلاد‬ (الفرنسية)

أزمة سوريا
وفي الشأن السوري، أشارت صحيفة ذي ديلي تلغراف إلى أن المسيحيين بسوريا يعيشون في أجواء من الرعب، وأنهم يخشون على وجودهم في البلاد برمتها، وأن معاناتهم في سوريا تشبه تلك التي تواجههم في العراق.

وأوضحت الصحيفة بالقول إن الكنائس حول العالم ستكون مكتظة بالرواد اليوم الأحد، ولكن الكثير منها في سوريا ستبقى فارغة، وذلك في ظل كونها أهدافا للتفجير بأي لحظة، كما أن الكثير منها في البلاد تتعرض للدمار.

وأضافت أن معظم المسيحيين غادروا مدينة حلب السورية ومناطق أخرى متوجهين إلى لبنان وأنحاء أخرى في العالم، وأن العائلات المسيحية المتبقية هي الفقيرة، والتي تعيش أوضاعا إنسانية كارثية كبقية السوريين الذين تعصف الحرب بهم وببلادهم منذ ثلاث سنوات.

يشار إلى أن ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز أشار أواخر العام الماضي إلى أن المسيحيين في الشرق الأوسط يتعرضون لمحنة قاسية تتمثل في القتل والعنف والاضطهاد، محذرا من أن المسيحية بدأت تختفي في مهدها بسبب ما وصفها بموجة من الاضطهاد المنظم.

ويرى مراقبون أن مزيجا من العجز السياسي والصعوبات الاقتصادية أدى بالملايين من المسيحيين في الشرق الأوسط إلى الهجرة، مضيفين أن غزو العراق أفضى إلى انتهاء المسيحية في البلاد، في ظل تعرض المسيحيين للقتل والخطف والتشريد وتعرض كنائسهم وأديرتهم للقصف والدمار.

كما يرى المراقبون أن المسيحيين في سوريا يتعرضون للمصير ذاته الذي واجهه مسيحيو العراق، وذلك في أعقاب انطلاق الربيع العربي.

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية