خيارات الأطراف إزاء أزمة القرم

صورة لبعض الصحف الصادرة
صورة لبعض الصحف الأوكرانية والقرمية الصادرة الثلاثاء (الجزيرة)
undefined

محمد صفوان جولاق-القرم

استشرفت صحف أوكرانية وصحف من شبه جزيرة القرم صادرة صباح اليوم الثلاثاء، خيارات الأطراف الداخلية والدولية إزاء استفتاء القرم وأزمته الراهنة، فاعتبر بعضها أن نتائج الاستفتاء عبَّرت عن حب الأرض والوطن الذي لا يُكتَسب بتغيير السياسات والقوانين، بينما رأت أخرى أن روسيا وقعت الآن في ورطة جديدة تحاول الخروج منها بأقل الخسائر السياسية.

وتطرقت صحف أخرى إلى خيارات الاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية إزاء الأزمة في ظل ضعف الموقف الأوكراني، معتبرة أنها كثيرة ومؤثرة، وفي مقدمتها استخدام ورقة أسعار النفط، بعيدا عن العمل العسكري المباشر ضد موسكو.

حبٌّ أم تورط؟
في صحيفة "كريمسكويي إيخو" ومعناها (صدى القرم)، كتب نيكيتين فيسفولد مقالة بعنوان: "الحب لا يُشترى، ولو غُيِّرت القوانين"، رأى من خلالها أن غالبية الشعب القرمي قالت كلمتها في الاستفتاء، وعبّرت عن حبها وخيار ولائها لروسيا الأم، رغم وقوف العالم أجمع ضد هذا الخيار.

واعتبر الكاتب أن العقود في ظل الاتحاد السوفياتي والسنين بعد استقلال أوكرانيا، وتغيير القوانين الاجتماعية لصالحهم أو ضدهم، لم تفلح بخلع ذوي الأصول الروسية عن هويتهم وانتمائهم لروسيا، فعاشوا غرباء على الأرض، معارضين في المشهد السياسي.

صورة من مجلة المراسل (الجزيرة)
صورة من مجلة المراسل (الجزيرة)

وتحت عنوان: "حدود جديدة" في صحيفة "زيركالا نيديلي" (مرآة الأسبوع)، رأى الكاتب رومان إيفتشينكو أن الحدود الجديدة التي صنعتها روسيا لنفسها ولأوكرانيا في المنطقة تنطوي في ثناياها على أعباء اقتصادية كبيرة لها في المنطقة لا تقارن مع أعباء مئات الألوف من السكان في أبخازيا التي ساهمت بعزلها.

واعتبر أن روسيا متورطة في القرم بعد أن أدخلت قواتها إليها ودعمت انفصالها عن أوكرانيا وانضمامها إليها، لأن ذلك يهددها بالعقوبات والعزلة وربما بالتهديد كدولة مستعمرة لأخرى كانت قد ضمنت وحدة وسلامة أراضيها في وثيقة بودابست 1994.

ورأى الكاتب أن الإدارة الروسية تحاول الخروج من هذه الورطة للتخفيف من حدة الغضب العالمي ضدها، وبشكل لا يظهرها كخاسر رضخ لضغوط الغرب.

أسعار النفط
لكن الخبير الاقتصادي بوغدان سكوكولوفسكي، وهو مستشار الرئيس الأوكراني المؤقت لشؤون الطاقة، قلل من آثار العقوبات الغربية على روسيا، واستبعد الخيار العسكري الغربي ضدها، فكتب مقالاً في مجلة "كوريسبوندينت" (المراسل)، قال فيه إن الغرب قد يكرر مع موسكو السيناريو ذاته الذي مهد لانهيار الاتحاد السوفياتي اقتصاديا.

وفي هذا الإطار، قال سكوكولوفسكي إن فتح الأسواق أمام صادرات النفط الإيرانية سيكون ضربة كبيرة للاقتصاد الروسي، خاصة بعد اتفاق الغرب مع إيران لوقف برامجها النووية مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.

وأوضح أن انتشار النفط الإيراني في أسواق الطاقة سيؤدي بالضرورة إلى تراجع أسعار النفط العالمية، وإلى ضعف الإقبال على النفط الروسي، مضيفا أن الولايات المتحدة قررت بيع خمسة ملايين برميل من مخزونها الاحتياطي الإستراتيجي، وفي ذلك تكرار لسيناريو انهيار الاتحاد السوفياتي، كما يرى الكاتب.

المصدر : الجزيرة