مغزى رسائل أوباما لخامنئي

كومبو يجمع بين أوباما وعلي خامنئي
صورة للمرشد الأعلى الإيراني على أكبر خامنئي (يمين) وأخرى للرئيس الأميركي باراك أوباما

اهتمت صحف أميركية بالرسائل السرية التي يرسلها البيت الأبيض إلى طهران، وبينما انتقد بعضها الخطوة الأميركية، أشارت أخرى إلى أنها تصب في المصالح المشتركة للبلدين، وخاصة ما يتعلق بمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.

فقد نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا للكاتبة جنيفر روبين انتقدت فيه قيام الرئيس الأميركي باراك أوباما بإرسال رسائل سرية إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي أكبر خامنئي، ووصفت الخطوة بأنها من "أغبى" التحركات في السياسة الخارجية الأميركية.

وأضافت الكاتبة أن الأسوأ في الخطوة التي اتبعها أوباما المتمثلة في الرسائل هو أن أوباما يبدو وكأنه يقترح إنشاء تحالف أميركي مع إيران، وهو الشيء الذي سيرعب إسرائيل والحلفاء السُّنة في الشرق الأوسط على حد سواء.

كاتبة أميركية: رسائل أوباما إلى طهران تثير الكثير من الشكوك والقلق، خاصة أنها جاءت في وقت تتقاعس فيه إيران عن تلبية التزاماتها لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية

شكوك وقلق
وأشارت الكاتبة إلى أن خطوة أوباما مع طهران تثير الكثير من الشكوك والقلق، خاصة أنها جاءت في وقت تتقاعس فيه إيران عن تلبية التزاماتها لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي ظل تزايد انتهاكات حقوق الإنسان داخل إيران.

واختتمت الكاتبة بالقول إنه يجب على الكونغرس اتخاذ قرار يدين تقاعس إيران عن التعاون مع المفتشين والقيام بفرض عقوبات جديدة ما لم تلتزم طهران بالتزاماتها.

من جانبها، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن وزير الخارجية الأميركية جون كيري صرح بأن المفاوضات مع طهران بشأن البرنامج النوي الإيراني تعتبر منفصلة عن أي قضايا أخرى متعلقة بالشرق الأوسط.

وأضافت أن كيري نفى أن تكون الإدارة الأميركية قد ربطت التقدم في المفاوضات مع إيران بالتعاون من أجل مواجهة تنظيم الدولة أو أي قضايا أخرى في المنطقة، وسط عدم قيام أي مسؤول أميركي بتأكيد أو نفي الرسائل إلى طهران.

وفي المقابل، أشارت مجلة فورين بوليسي إلى أن لرسائل أوباما إلى خامنئي أبعادا براغماتية، وأنها تفيد بأن لدى الولايات المتحدة وإيران مصلحة مشتركة تتمثل في ردع تنظيم الدولة، وأن التعاون الحقيقي لا يمكن أن يتم قبل إيجاد حل لأزمة النووي الإيراني.

موافقة
وأضافت فورين بوليسي أن الرسالة الأخيرة أثارت غضب البعض، وذلك لأن أوباما لم يحصل على "موافقة" من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وأوضحت أنه ليس هناك ما يلزم رئيس الولايات المتحدة بالحصول على إذن مسبق من إسرائيل أو السعودية أو أي دولة أخرى عندما يتعلق الأمر بتعزيز الأمن القومي للولايات المتحدة.

وأضافت فورين بوليسي أن تنظيم الدولة يهدد الأسس التي يقوم عليها نظام الدولة في الشرق الأوسط، وأنه يشكل خطرا كبيرا وينذر بزعزعة استقرار المنطقة برمتها، وأنه يعتبر من الصعب احتواء تنظيم الدولة.

واختتمت بالقول إن الولايات المتحدة لا تستطيع وحدها -ولا ينبغي لها- تحمل مسؤولية إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة بمفردها، وإنه إذا شكلت إيران مفتاحا لردع تنظيم الدولة فلا مانع من اتخاذها حليفا لأميركا.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية