من ضيّع الشرق الأوسط؟

FILE - In this Tuesday, Nov. 1 , 2011 file photo, U.S. soldiers begin their journey home at al-Asad airbase, west of Baghdad, Iraq. A year after the last American troops rumbled out of Iraq, the two countries are still trying to get comfortable with a looser, more nuanced relationship as the young democracy struggles to cope with ongoing political upheaval and the legacy of war. (AP Photo/ Khalid Mohammed, File)
undefined

تناولت صحف أميركية الأزمات التي تعصف بالمنطقة، وتساءلت إحداها بالقول: من ضيع الشرق الأوسط؟ وانتقدت السياسة الأميركية إزاء ما يشهده من أحداث، وقالت أخرى إن الإدارة الأميركية فشلت في تحسين صورتها في المنطقة على النطاق الأوسع.

فقد انتقدت مجلة نيوزويك سياسة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في الشرق الأوسط، وقالت إن الأنظمة العربية بدأت تضعف، وإن الدول العربية آخذة بالتفكك، وإن الحدود القديمة بدأت بالتلاشي.

وأضافت نيوزويك إن الشرق الأوسط يشهد أزمات عاصفة، وأن "المتطرفين" بدؤوا يحققون انتصارات ومكتسبات على الأرض وسط الصراع الطائفي الملتهب في المنطقة، وخاصة في سوريا والعراق.

كما انتقدت نيوزويك الموقف الأميركي السلبي إزاء الأزمات التي تعصف بالمنطقة، وقالت إن الولايات المتحدة انسحبت من العراق دون أن تعقد اتفاقا أمنيا يكون من شأنه إبقاء قوات عسكرية أميركية في البلاد.

الولايات المتحدة تواجه انتقادات إزاء موقفها المتردد بشأن الأزمات التي تعصف بسوريا والمنطقة، مما جعل شعوب المنطقة تنظر إلى الولايات المتحدة على أنها غير مهتمة بالمنطقة أو غير قادرة على التأثير فيها

موقف متردد
وقالت نيوزويك إن الموقف الأميركي المتردد إزاء اتخاذ موقف بشأن الأزمة التي تعصف بسوريا منذ قرابة ثلاث سنوات جعل شعوب المنطقة تنظر إلى الولايات المتحدة على أنها غير مهتمة بالمنطقة أو غير قادرة على التأثير فيها.

وأضافت نيوزويك أن النقاد يتهمون إدارة أوباما بإهمال الشرق الأوسط، والذي لا يزال يعتبر منطقة هامة جدا للمصالح الأميركية، وقالت إنه ليس لدى الرئيس الأميركي أي خطة لإعادة تشكيل المنطقة بعد أن بدأ نموذج الدولة المركزية يفقد السلطة لصالح المجتمعات المحلية، والتي بدأت بدورها تمارس حكما ذاتيا بعيدا عن سلطة الحاكم المستبد.

كما أشارت نيوزويك إلى أن الشرق الأوسط يشهد فراغا للسلطة في ظل غياب الدور الأميركي، موضحة أن هذه الظاهرة  واضحة أكثر ما يكون في سوريا، حيث يتنافس كلا من إيران وتنظيم القاعدة أكثر ما يكون على السلطة والنفوذ في البلاد.

واعتبرت نيوزويك أن غياب الولايات المتحدة والفراغ الذي تتركه في الشرق الأوسط من شأنه تهديد استمرار وجود الدول التي نشأت بناء على اتفاقية سايكس بيكو في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وهي الاتفاقية التي رسمت خطوطا مستقيمة لتمثل حدودا بين دول المنطقة.

شرر الحرب
كما حذرت نيوزويك من انتشار شرر الحرب في سوريا إلى دول المنطقة، وأشارت إلى أن نيران الأزمة السورية المتفاقمة بدأت تنشب في لبنان والعراق على نطاق كبير، وأضافت أن اليمن أيضا يعاني أزمة عاصفة أخرى في المنطقة.

الأزمة السورية تتفاقم وشرر الحرب فيها يتطاير إلى دول المنطقة وبدأ ينشب في لبنان والعراق على نطاق كبير، كما أن اليمن يعاني أزمة عاصفة أخرى

وقالت إن السُنة في العراق يرغبون في الحصول على نفس السلطة التي يتمتع بها الأكراد، ولكن العراق يحتاج إلى موقف أميركي يكون من شأنه دعم عقد اتفاق بين أطرافه المتنافسة قبل أن تشغل القاعدة الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة في البلاد.

صورة أميركا
من جانبها قالت صحيفة واشنطن بوست إن أوباما تعهد قبل خمس سنوات بتحسين صورة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث.

وأوضحت الصحيفة أن الدور الأميركي بدأ يتضاءل في الشرق الأوسط، وأن خطة أوباما الكبرى لاستعادة مكانة واشنطن ونفوذها ووجهت بالتطورات السريعة والمشؤومة من أفغانستان إلى تونس، وسط صراع مرير بين السعودية وإيران للهيمنة على المنطقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تواجه انتقادات إزاء سياساتها في كل من سوريا والعراق ومصر وليبيا وفلسطين وإسرائيل وأفغانستان وإيران ومنطقة الشرق الأوسط برمتها.

وقالت إن إدارة أوباما فشلت في تنفيذ تهديداتها ضد نظام الرئيس بشار الأسد لاستخدامه الأسلحة الكيميائية، وفشلت في اتخاذ موقف أكثر صرامة إزاء الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي، وفي الحفاظ على قوة عسكرية في العراق، وفي عقد اتفاق أمني في أفغانستان يكون من شأنه بقاء قوات عسكرية أميركية لما بعد 2014.

وأضافت الصحيفة أن إدارة أوباما تسعى لشراكة مع إيران دون الاهتمام بالديمقراطيات الناشئة في تونس وليبيا، وبالتالي فإن الولايات المتحدة تخسر حلفاءها في المنطقة الواحد تلو الآخر.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية