تراجع أوباما عن ضرب الأسد شكل نصرا لبوتين

US President Barack Obama (L) holds a bilateral meeting with Russian President Vladimir Putin during the G8 summit at the Lough Erne resort near Enniskillen in Northern Ireland, on June 17, 2013. The conflict in Syria was set to dominate the G8 summit starting in Northern Ireland on Monday, with Western leaders upping pressure on Russia to back away from its support for President Bashar al-Assad
undefined

تناولت معظم الصحف البريطانية بالنقد والتحليل الأزمة السورية، وقالت إحداها إن اتفاق نزع كيميائي الأسد يكشف عن تنامي النفوذ الروسي، داعية العالم إلى الترحيب بالاتفاق، وقالت أخرى إن تراجع أوباما عن الضربة العسكرية لنظام الأسد أظهر بوتين بمظهر المنتصر.

فقد قالت صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي في مقال للكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن إن الاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا لنزع الأسلحة الكيميائية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد تكشف عن مدى تنامي النفوذ الروسي على المستوى العالمي.

وأوضحت أن أحد قادة الشرق الأوسط سأل جنرالا أميركيا رفيع المستوى في وقت مبكر من هذا الصيف بشأن الخطط الأميركية للتدخل العسكري في سوريا، فأجابه أن التوقعات الراهنة تختلف عن الماضي، وذلك لأن روسيا قد عادت كلاعب رئيسي على المستوى الدولي.

وأضافت الصحيفة أن الاتفاق على نزع أسلحة الدمار الشامل السوري يثبت قوة الدور العالمي الذي عادت روسيا لتلعبه للمرة الأولى منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، وأن السبب يعود للضعف الذي أصاب الولايات المتحدة على المستويين السياسي والعسكري بالمقارنة مع ما كانت عليه من قوة قبل عشر سنوات.

ضعف الولايات المتحدة العسكري والسياسي ناتج عن عدم قدرتها على الانتصار في الحربين على أفغانستان والعراق، وسلسلة عثرات أوباما في سوريا أسهمت في تقويض نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة

سلسلة عثرات
وأوضحت الصحيفة أن ضعف الولايات المتحدة العسكري والسياسي ناتج عن عدم قدرتها على الانتصار في الحربين على أفغانستان والعراق، مضيفة أن سلسلة العثرات التي واجهت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في سوريا أسهمت في تقويض نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة.

وأضافت أن سوء تقدير الأميركيين للأزمة السورية بالمقارنة مع الأزمة الليبية ساهم في ضعف الموقف الأميركي، فنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في ليبيا سقط بفعل دعم حلف شمال الأطلسي (ناتو) للثوار الليبيين، ولكن الثوار السوريين لا بواكي لهم، وسط الخشية الأميركية من مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد.

وقالت إن الأسلحة الكيميائية السورية أصبحت البؤرة المركزية للدبلوماسية بدلا من التركيز الذي انصب سابقا على ضرورة رحيل الأسد، فيبدو أن روسيا بوتين لا تسمح لمحميتها السورية بالهزيمة بسهولة.

كما دعت الصحيفة في افتتاحيتها إلى ضرورة الترحيب باتفاق نزع الأسلحة الكيميائية السورية، وقالت إن الولايات المتحدة تريد هذا الاتفاق، وأن روسيا لم تقتنص الفرصة لعقد هذا الاتفاق عن طريق زلة لسان من جانب وزير الخارجية الأميركية جون كيري.

توخي الحذر
وأضافت الصحيفة أن إيران قد تلعب دورا في إنهاء الحرب الأهلية في سوريا بصفتها أحد الراعين الأساسيين لنظام الأسد إلى جانب روسيا، إلا أن الصحيفة دعت إلى توخي الحذر في حال تم إشراك طهران بأي مفاوضات.

وفي سياق الأزمة السورية المتفاقمة، قالت صحيفة صنداي تايمز إن أوباما بدا غاضبا ومندفعا في أعقاب هجوم قوات الأسد بالأسلحة الكيميائية على المدنيين في مدن ريف دمشق، وذلك بما يشبه طريقة اندفاع سلفه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.

وقالت إن أوباما أعلن بإصرار عن الحاجة إلى توجيه ضربة عسكرية ساحقة لنظام الأسد، وذلك في أعقاب المشاهد المروعة لضحايا هجمات قوات الأسد الكيميائية، وهي الهجمات الكارثية التي أسفرت عن مقتل المئات وإصابة الآلاف ومعظمهم من الأطفال في الغوطة، ولكن أوباما سرعان ما بدا قائدا ضعيفا بشكل كبير، وذلك عندما أحال أمر الضربة العسكرية إلى الكونغرس الأميركي.

ضعف أوباما
وأضافت أن ضعف أوباما سرعان ما انعكس على شكل انتصار للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الساحة الدولية، موضحة أن بعض المحافظين الجدد يتهمون أوباما بأنه أصبح رئيسا مفلسا وقائدا ذليلا وأن أوراقه صارت مكشوفة.

وقالت الصحيفة إن الأميركيين يخشون من الانزلاق إلى مستنقع الحرب الأهلية السورية، وإنهم يعتقدون أن الضربة العسكرية على نظام الأسد قد تقود إلى حرب مفتوحة تكون الولايات المتحدة مسؤولة عنها وعن نتائجها بوصفها قوة عظمى.

واختتمت الصحيفة بالقول إن أوباما أنجز -في ما يتعلق بالأزمة السورية- عبر التهديد بتوجيه ضربة عسكرية ساحقة لنظام الأسد ما لم يكن ليحققه بالقوة العسكرية الفعلية.

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية