صحيفة: واشنطن ولندن وباريس مصممة على معاقبة الأسد
وأشارت الصحيفة إلى أنه من الواضح أن واشنطن ولندن وباريس يعقدون العزم على معاقبة الأسد والحط من قدرته على تنفيذ أي فظاعات أخرى مماثلة، ربما عن طريق استخدام صواريخ كروز وضربات جوية تستهدف المباني الحكومية والبنية التحتية العسكرية.
وأضافت أنهم قد يصرون أيضا على قيام النظام بتفكيك مخزونه الكيمياوي بطريقة يمكن التثبت منها، ليس فقط لحماية شعب سوريا ولكن لأولئك أيضا في البلدان المجاورة الذين من حقهم الإحساس بقلق كبير من نواياه. وهناك أيضا حجة أعمق أنه يجب على العالم المتحضر أن يوضح لأي مستبد آخر يستهويه استخدام الأسلحة الكيمياوية أن مثل هذه الجريمة ستجابه بحزم.
ونبهت الصحيفة إلى أن الوضع الراهن ليس بسيطا أو سهلا لأن استطلاعات الرأي الغربية تظهر مقاومة شعبية حقيقية ومفهومة لأي مغامرة عسكرية أخرى بالشرق الأوسط. وقالت إن كاميرون يحتاج لعرض قضية مقنعة بأن أي تدخل لن يزيد الأمور تعقيدا، مثلما حدث في العراق.
وأكدت الصحيفة ضرورة دعم الدول العربية لأي عمل عسكري كي لا يُنظر إلى الأمر على أنه مثال آخر لعدوان غربي. وأضافت أن على كاميرون أن يوضح أن أي عمل عسكري لن يهدم إمكانية أي تسوية سياسية لإنهاء الحرب الأهلية السورية.
وفي سياق متصل، أشارت نفس الصحيفة إلى تفهم كاميرون للمخاوف المتنامية بين أعضاء البرلمان والجنرالات السابقين والشعب بشأن احتمال تورط بريطانيا في حرب أخرى باهظة بالشرق الأوسط، لكنه أصر على أن العالم لا يمكن أن "يقف ساكنا" عندما يواجه بخرق لاتفاق عالمي يرجع لمائة عام بأن استخدام الأسلحة الكيمياوية "لا يمكن تبريره أخلاقيا وخطأ بكل معنى الكلمة".
مقامرة خطيرة
أما غارديان فقد استهلت تعليقها بأن أي هجوم على سوريا سينشر الحرب والقتل بالمنطقة، وبدلا من إزالة تهديد الأسلحة الكيمياوية فإن أي هجوم غربي آخر على العالم العربي يجازف بتصعيد ورد فعل عنيف.
الهجوم على سوريا المخطط له من قبل أميركا وحلفائها سيكون التدخل العسكري الغربي التاسع في بلد عربي أو مسلم خلال 15 عاما |
وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم على سوريا المخطط له من قبل أميركا وحلفائها سيكون التدخل العسكري الغربي التاسع في بلد عربي أو مسلم خلال 15 عاما. وقالت إن القصف الوشيك يأتي عقب هجمات على السودان وأفغانستان والعراق وليبيا ومالي بالإضافة إلى غارات قاتلة بالطائرات بدون طيار على اليمن والصومال وباكستان.
وترى الصحيفة أن الأسلحة الكيمياوية بعيدة عن كونها التهديد الأكبر للشعب السوري لكنها الحرب نفسها والوفيات والتدمير الذي اجتاح البلاد، وأنه إذا كانت الحكومات الأميركية والبريطانية والفرنسية مهتمة حقا بإنهائها -بدلا من استغلالها لإضعاف إيران- فإنها ستستخدم نفوذها مع الثوار ومسانديهم لتحقيق وقف للقتال وتسوية سياسية تفاوضية. لكنها، بدلا من ذلك، تبدو مصممة على تصعيد الحرب لحفظ ماء وجه أوباما وإحكام قبضتها الإقليمية.
وقالت الصحيفة إن هذه مقامرة خطيرة، وعلى أعضاء البرلمان البريطاني أن يتحملوا مسؤوليتهم لمعارضتها غدا. وحتى إذا كانت الهجمات محدودة فإنها ستزيد بالتأكيد عدد الضحايا وتصعد الحرب، والخطر هو أنها ستغري بالثأر من قبل سوريا أو حلفائها -بما في ذلك ضد إسرائيل- مما يورط أميركا أكثر وتنتشر الحرب. وختمت بأن باستطاعة الغرب استغلال هذه الأزمة للمساعدة في وضع حد لمعاناة سوريا أو تأجيج الوضع أكثر.
أوباما والقاعدة
ومن جانبه، كتب روبرت فيسك في تعليقه بصحيفة إندبندنت أنه إذا قرر باراك أوباما مهاجمة النظام السوري فإنه يكون قد ضمن -للمرة الأولى بالتاريخ- أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب تنظيم القاعدة، في إشارة إلى جبهة النصرة، في تحالف تام. فالرجال الذين قتلوا الآلاف في 11 سبتمبر 2001 سيقاتلون بعدئذ إلى جانب نفس الأمة التي قتل أبرياؤها بوحشية قبل 12 عاما هذا الشهر. واعتبرت الصحيفة أن هذا الأمر يشكل إنجازا حقيقيا لأوباما وكاميرون وهولاند وبقية أمراء الحرب الصغار.
ويرى فيسك -متهكما- أن الأمر يثير بعض الاحتمالات المهمة وهو أن الأميركيين قد يطلبون مساعدة استخبارية من القاعدة لأنها المجموعة التي تتحرك على أرض الواقع هناك، الأمر الذي لا تهتم أميركا بالقيام به. وأضاف أن كاميرون سيثني على أي شيء يفعله الأميركيون وبذلك يصير هو الآخر حليفا للقاعدة التي تفجيراتها في لندن ربما نسيها. واعتبر فيسك أن تفكير أوباما وكاميرون لا يختلف كثيرا عن تفكير بوش وبلير قبل عشر سنوات، حيث كانت الثقة بالنفس بدون أدلة كافية هي سيدة الموقف.