الأزمة المصرية في الصحف البريطانية

الصحف المصرية ترصد المجزرة
undefined
ركزت مقالات الصحف البريطانية اليوم على تداعيات الأحداث في مصر عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب ديمقراطيا وأدى إلى أحداث دموية كبيرة، وأشارت إحداها إلى أن مصر تمر بأيام خطيرة، وتحدثت أخرى عن مقاومة المصريين بكل الوسائل السلمية من أجل استعادة الديمقراطية، وأشارت ثالثة إلى عدم احتمال انقلاب الشعب على الجيش.
 
واستهلت صحيفة ديلي تلغراف افتتاحيتها بأن الأيام الخطيرة التي تمر بها مصر قد تؤدي إلى انزلاقها إلى حرب أهلية في وقت تدعو فيه جماعة الإخوان المسلمين إلى "انتفاضة شعبية". وقالت الصحيفة إن احتمال السقوط في أتون حرب أهلية عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي اتخذ منحى خطيرا أمس بعد اتهام الجيش بقتل 51 متظاهرا، منهم خمس نساء وأطفال، بالإضافة إلى جرح المئات.

وأشارت الصحيفة إلى دعوة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين إلى "انتفاضة شعبية" احتجاجا على الانقلاب العسكري لحث المصريين على الوقوف ضد "أولئك الذين يحاولون سرقة الثورة بالدبابات". لكن المؤيدين للتدخل يزعمون أن الانقلاب كان ضروريا لمنع حزب الحرية والعدالة الذي ينتمي إليه مرسي من ترسيخ سلطة إسلامية في البلاد خلسة.

وترى الصحيفة أن الدولة التي في أفضل وضع لمساعدة مصر للخروج من أزمتها هي الولايات المتحدة. وقالت إن إدارة أوباما، التي دعمت أول حكومة مصرية منتخبة ديمقراطيا، ربما كانت مستاءة من سلوك الجيش لكن يجب عليها الآن أن تتغلب على تحفظاتها وضمان نجاح الإدارة المؤقتة للرئيس المؤقت عدلي منصور في هدفها المعلن المتمثل في عودة مصر إلى طريق الديمقراطية. وأضافت أن البديل عن ذلك سيكون من البشاعة التي يصعب تصورها.

مقاومة سلمية
وفي سياق متصل بصحيفة غارديان كتب وزير الاستثمار في الحكومة المصرية الأخيرة يحيى حامد أن المذابح والرقابة الإعلامية والاعتقالات الجماعية والإطاحة بالرئيس محمد مرسي هي الوجه الحقيقي لانقلاب عسكري، وأن المصريين سيقاومون بكل الوسائل السلمية حتى تُستعاد الديمقراطية.

وقال حامد إن يوما أسود سيوضع في تقويم الجيش وسيُذكر هذا اليوم دائما بأنه اليوم الذين قتل في جنود الجيش عشرات المتظاهرين المسالمين، ومنهم النساء والأطفال.

وأضاف أن قادة الانقلاب العسكري يبعثون رسالة واضحة بأنهم مصممون على القتل واعتقال الشخصيات السياسية ومراقبة الإعلام وبذل كل ما في وسعهم لاغتيال حلم الشعب في الديمقراطية الحقيقية، وعلى الرغم من هذه الوحشية أيدت الانقلاب حكومات خارجية، إما علنا أو من وراء تعبيرات قلق مبتذلة.

وقال حامد إنه منذ إسقاط الرئيس مرسي بالقوة كان السؤال الذي وجه إلينا كثيرا بصفتنا جزءا من فريقه وجزءا من حزب الحرية والعدالة هو: "فيم كنتم تفكرون؟ وفيما كان يفكر؟" وكان الجواب بسيطا: الرئيس مرسي كان يدرك، ونحن معه، أن مهمته الوحيدة هي إنشاء آليات مستدامة ومستقرة لتبادل سلطة ديمقراطية وسلمية وكان يعتقد اعتقادا جازما أن أي شيء آخر سيتبع من ذلك.

الشعب والجيش
ومن جانبها كتبت صحيفة إندبندنت أن الشعب المصري من غير المرجح أن ينقلب على الجيش رغم المجزرة التي ارتكبها مؤخرا، وقالت إن موقف الجيش كان جيدا في ثورة 25 يناير ورغم تجاوزاته وأخطائه آنذاك ما زال موقرا في أذهان الكثيرين لأنه أبلى بلاء حسنا في حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973.

ونقلت الصحيفة عن أحد الخبراء أن مصر تعيش "لحظة الحقيقة". فإما أن يدير قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي الفترة الانتقالية بقوة أكثر من اللازم في محاولة لعرقلة الإخوان، وإما يرجع خطوة للوراء -كما وعد- وراء إدارة مدنية، مما يفتح إمكانية السماح بانبعاث جديد للإسلاميين.

وقال الخبير إن جماعة الإخوان وضعت السيسي في موقف صعب بحق، وهناك بعض العناصر داخل الجيش غير راضية عنه، ويعتقد كثير من الضباط أنه ساعد في تشكيل تحالف إسلامي عسكري أتى بنتائج عكسية.

وقالت الصحيفة في سياق آخر إن مصر بحاجة لقيادة حقيقية لإنقاذها من حافة الهاوية المرعبة التي على وشك أن تقع فيها. كما أنها بحاجة إلى تنازلات حقيقية والأخذ والعطاء عبر التجمعات المختلفة. وتحتاج أيضا إلى جهود حقيقية لإيجاد حل سلمي لكل هذا. وأشارت الصحيفة إلى أن أفضل شيء هو أن تضع كل الأطراف أسلحتها وتجلس للتفاوض قبل فوات الأوان.

المصدر : الصحافة البريطانية