دير شبيغل تنتقد "التحريض" على الجزيرة بمصر

طالب صحفيون مصريون بطرد مراسل الجزيرة من مؤتمر صحفي للجيش والشرطة قبل بدايته
undefined

خالد شمت-برلين

قالت مجلة دير شبيغل الألمانية إن قناة الجزيرة الفضائية أصبحت أكثر الذين يعانون من حملة تحريض انطلقت في مصر ضد وسائل إعلامية عالمية لا تتفق تغطياتها مع رغبات "السلطات الانقلابية" الجديدة، وذلك في سياق انتقادها لتعاطي السلطات مع وسائل الإعلام الدولية منذ عزل الرئيس محمد مرسي.

وتحت عنوان "حملة تحريض في مصر" كتبت مراسلة المجلة من القاهرة أولريكا بوتس أن المؤتمر الصحفي المشترك الأخير للجيش والشرطة المصريين، الذي عقد لتوضيح ملابسات مجزرة الحرس الجمهوري فجر الاثنين الماضي، شهد صراخ صحفيين مصريين أثناء مطالبتهم بإخراج فريق الجزيرة من القاعة، وهو ما تولت أجهزة الأمن على الفور مهمة تنفيذه.

وأشارت بوتس إلى أن هذا الموقف سبقه إصدار النيابة المصرية يوم السبت الماضي أمرا بضبط وإحضار مدير مكتب قناة الجزيرة في القاهرة عبد الفتاح فايد للتحقيق معه بتهمة "الترويج لتقارير تحريضية"، مضيفة أن الأيام الأخيرة شهدت انتشار لافتات علقت بأنحاء القاهرة لتقول إن "الرصاصة تقتل إنسانا والكاميرا الكاذبة تقتل شعبا بأكمله" بينما كان شعار الجزيرة يلوح في تلك اللافتات وهو ملطخ بالدماء.

دير شبيغل:
حرية الإعلام لدى السلطات المصرية تعني تبني وجهة نظرها القائلة إن الجيش المصري العظيم سارع بتلبية رغبة شعبه بحمايته

اتهامات وملاحقات
وقالت مراسلة دير شبيغل إن الرسالة التي تبعثها هذه اللافتات تماثل نفس الاتهامات الموجهة لوسائل الإعلام الغربية بالسعي لدفع مصر إلى حرب أهلية، على غرار ما يجري في سوريا.

واعتبرت بوتس أن التطورات الراهنة في المشهد المصري بعد "الانقلاب العسكري" أفرزت وضعا تحول فيه الجيش إلى موجه للرأي العام، بحيث أصبح الإعلاميون الغربيون ضحايا لهجمات الأجهزة الأمنية.

وذكرت المراسلة مثالا آخر للتحريض على الإعلاميين وهو اعتقال مراسل قناة الأخبار الألمانية "أن تي في" ديريك إيمريش لسبع ساعات، حيث سمع من رجال الشرطة أن سبب اعتقاله هو ما يكتبه من تعليقات على الأحداث المصرية في موقع تويتر للتواصل الاجتماعي.

وجاء في المجلة الألمانية أن ما راه مشاهدو التلفاز يوم الجمعة الماضي عندما هاجمت الشرطة المصرية مراسل قناة "سي أن أن" الأميركية بن فيدمان -خلال إجرائه مقابلة على الهواء- أظهر قلة الاحترام التي تبديها "السلطات الانقلابية" تجاه الصحافة، وأن حرية الإعلام تعني لدى حكام القاهرة الجدد تبني وجهة نظرهم القائلة إن "الجيش المصري العظيم سارع بتلبية رغبة شعبه بحمايته".

وذكرت المراسلة بوتس أن محاولة الجيش المصري -بعد عزله الرئيس مرسي- التأثير على الإعلام برزت واضحة في إغلاق ثلاث قنوات تلفاز إسلامية، وفي عدم القبول بالتدقيق الإعلامي في الرواية الرسمية للأحداث.

‪‬  أحد متظاهري ميدان التحرير يتهم واشنطن بدعم الإرهاب (الفرنسية)
‪‬ أحد متظاهري ميدان التحرير يتهم واشنطن بدعم الإرهاب (الفرنسية)

دعاية فجة
واستنكرت بوتس "دوافع ترويج الصحفيين المصريين للدعاية الفجة، وإطلاقهم بين عشية وضحاها أوصاف الإرهابيين على الإخوان المسلمين الذين مثلوا أكبر كتلة في برلمان البلاد والذين انتخبت أغلبية المواطنين واحدا منهم رئيسا للجمهورية"، حيث وضعت قناة "سي بي سي" المصرية الخاصة شعار "ضد الإرهاب" علامة لها، حسب قولها.

كما انتقدت مراسلة دير شبيغل الادعاءات التي تقول إن 33 مليون مصري تظاهروا ضد مرسي، وإن "الإرهابيين سمموا زجاجات مياه توزع في ميدان التحرير"، وقالت إن الأيام الأخيرة شهدت تزايدا في مظاهر الاستهزاء والعداء بمصر تجاه قنوات عالمية مثل "سي أن أن" و"بي بي سي" والجزيرة، مشيرة إلى أن متظاهري ميدان التحرير الذين سعوا للتواصل مع الإعلام الغربي قبل أسابيع هم الذين يطالبون الآن بعودة قناة "سي أن أن" لبلادها.

وخلصت بوتس إلى أن التعدي على مؤيدي الرئيس المعزول أثناء إجرائها مقابلة معهم يكشف عن عدم تقبل أنصار "الثورة الجديدة" لأي رأي مخالف أو أسئلة انتقادية.

المصدر : الجزيرة