استمرار الجدل بشأن خرق الخصوصية بأميركا

Fort Meade, Maryland, UNITED STATES : (FILES) The National Security Agency (NSA) headquarters at Fort Meade, Maryland, as seen from the air, in this January 29, 2010 file photo. US spies are secretly tapping into servers of nine Internet giants including Apple, Facebook, Microsoft and
undefined

تصدرت فضيحة التجسس على الاتصالات الخاصة من قبل السلطات الأميركية ضمن برنامج "بريزم" (Prism) جميع الصفحات الأميركية، وتردد صدى الجدل الدائر في الصحافة البريطانية كذلك.

ونقلت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية عن مدير وكالة الاستخبارات القومية الأميركية جيمس كلابر امتعاضه مما سماه "تسرع وسائل الإعلام" في نشر المعلومات المتعلقة ببرنامج بريزم.

وقال كلابر في بيان نشره البيت الأبيض "خلال الأسبوع الماضي، رأينا تعاملا غير مسؤول مع إجراءات الكوادر الاستخبارية، التي تسعى لضمان أمن الأميركيين". وأكمل البيان بالقول "ضمن استعجالها للنشر بأسرع وقت فشلت وسائل الإعلام في تقديم الصورة كاملة، وأغفلت إلى حد كبير أن تلك البرامج (بريزم) تراقبها السلطات الثلاث في الحكم (التنفيذية والتشريعية والقضائية)".

من جهة أخرى ذكرت الصحيفة في تقرير آخر أن ما كشف عن برنامج "بريزم" حتى الآن ما هو إلا غيض من فيض، حسب مسؤول سابق في وكالة الأمن القومي الأميركية.

ونسبت إلى ويليام بيني المسؤول السابق في الوكالة أن السلطات الأميركية قد استحوذت على سجلات اتصالات هاتفية وبريدية إلكترونية يقدر عددها بـ20 تريليون سجل.

أعتقد أننا نجمع معلومات حول الاتصالات المحلية منذ العام 2001، وهي تقدر بحوالي مليار مكالمة في اليوم، وهذا العمل هو جزء من عمليات التجسس الداخلي غير المرخصة التي طبقت في عهد الرئيس السابق جورج بوش ضمن برنامج مراقبة الإرهاب

وقال بيني "أعتقد أننا نجمع معلومات حول الاتصالات المحلية منذ العام 2001، وهي تقدر بحوالي مليار مكالمة في اليوم، وهذا العمل هو جزء من عمليات التجسس الداخلي غير المرخصة التي طبقت في عهد الرئيس السابق جورج بوش ضمن برنامج مراقبة الإرهاب".

وتعقيبا على البيان الذي أصدره البيت الأبيض، كتبت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية ملخصا عما كشفه البيان عن آليات عمل "بريزم"، وقالت إن هذا البرنامج ليس كما صورته الصحافة، على أنه برنامج للتنقيب عن المعلومات في خوادم شركات الإنترنت بدون رقيب ولا حسيب.

وأكد البيان أن البرنامج تدعمه أحكام قضائية صادرة عن محاكم اتحادية (فيدرالية) وموافقات من أعلى الهيئات الاستخبارية.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد دافع بشدة عن برنامج التنقيب عن المعلومات "بريزم" ووصفه بأنه وسيلة لا غنى عنها لضمان الأمن الأميركي.

وأكد أوباما في مؤتمر صحفي السبت أن البرنامج لا يخرق خصوصيات الأفراد، وأنه يجمع مدة المكالمات وعددها، ولكن ليس محتواها. وخاطب الحضور بالقول "لا أحد يتنصت على مكالماتكم الهاتفية".

وقد وصلت حمى الجدل الدائر حول برنامج "بريزم" إلى الصحافة البريطانية بعد بروز تقارير صحفية تشير إلى تورط السلطات البريطانية بتمرير معلومات عن الاتصالات في بريطانيا للسلطات الأميركية.

وقالت صحيفة الغارديان البريطانية إن المشرعين البريطانيين طالبوا بالكشف عن أي معلومات تخص مواطنين بريطانيين في حوزة السلطات الأميركية. وسيمثل وزراء بريطانيون أمام البرلمان في الأيام المقبلة للإجابة على أسئلة المشرعين في هذا الشأن.

من جهة أخرى، أشارت الصحيفة في تقرير منفصل إلى أن شركات الإنترنت الأميركية العملاقة أنكرت أي علم لها ببرنامج التنقيب عن المعلومات "بريزم" رغم أن الرئيس أوباما قد كشف عنه وأكد وجوده أول أمس الجمعة.

وقالت الصحيفة إن جميع الشركات -ورغم التحفظات على مصداقيتها- أصدرت بيانات منفصلة ولكنها تكاد تكون بمضمون واحد، حيث تؤكد أنها لم تسمح للحكومة الأميركية بالولوج إلى قواعد بياناتها، وأنها لم تسمع بشيء اسمه "بريزم" وطالبت جميع الشركات في بياناتها بقدر أكبر من الشفافية.

المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية