صحف: واشنطن تأخذ تهديدات كوريا بجدية
كانت أبرز الموضوعات التي تناولتها الصحف الأميركية اليوم هي تصاعد التهديدات الكورية الشمالية بتنفيذ هجمات نووية ضد الولايات المتحدة، وإعلان واشنطن أمس عزمها نشر دفاعات صاروخية متطورة بجزيرة غوام الأميركية، وكذلك الصراع على السلطة في إيران وتوقف ملاحقة قائد جيش الرب بأوغندا.
وتناولت صحيفة نيويورك تايمز التهديدات الكورية الشمالية في افتتاحيتها وتقرير لها من واشنطن، قائلة إن التهديدات الكورية الشمالية تمثل التحدي الأكبر للولايات المتحدة حاليا.
وقالت إن الأمر الأهم في هذه الأزمة هو الاعتراف بدور الصين المركزي، وعلى واشنطن أن تطلب من بكين لجم حليفتها الأقرب. وأكدت أن الصين قادرة على ذلك إذا أرادت، لأنها هي الداعم الرئيسي لبيونغ يانغ بالمساعدات المختلفة، ولا تحتاج لكبح جماح حليفتها إلى استعراض قوتها العسكرية ضدها.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن نشر الدفاعات الصاروخية بجزيرة غوام في المحيط الهادي غرب الولايات المتحدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة بدلا من عام 2015 يشير إلى أخذ واشنطن التهديدات الكورية الشمالية مأخذ الجد، "وهو ما عبر عنه وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أمس بقوله إن هذه التهديدات واقعية وواضحة".
وذكرت جميع الصحف الأميركية أن من بين الأسباب المباشرة لقرار واشنطن نشر دفاعاتها الصاروخية على عجل هي القرارات الكورية الشمالية العدائية ضد كوريا الجنوبية، مثل منعها أمس عمالا من الأخيرة عن ممارسة عملهم بمجمع صناعي مشترك بالمنطقة العازلة بين البلدين، علما بأن عدد العمال الجنوبيين يبلغ حوالي 53 ألفا بهذه المنطقة، بالإضافة إلى استمرار تهديدات بيونغ يانغ حتى صباح اليوم الخميس.
يُذكر أن نظام الدفاع الصاروخي الذي سيُنشر بجزيرة غوام يُسمى نظام الدفاع على الارتفاعات العالية (Terminal High Area Defense system) ويُختصر بكلمة "ثاد" (THAD)، وهو مصمم لتدمير الصواريخ المهاجمة طويلة ومتوسطة المدى وفوق متوسطة المدى.
ويُشار إلى أن عدد الوحدات التي نُشرت من قبل من هذا النظام وحدتان فقط، وكلاهما بقاعدة فورت بليس بولاية تكساس.
وقالت لوس أنجلوس تايمز إن هذه الوحدات ستُنشر في المناطق الأخرى المعرضة للخطر الكوري الشمالي، وهي جزر هاواي والساحل الغربي لأميركا مثل ألاسكا وكاليفورنيا بالإضافة إلى اليابان وكوريا الجنوبية.
مواضيع الصراع في إيران من بينها: التفاوض مع الغرب حول البرنامج النووي، والتهديد بالمحاكمة في قضايا فساد مالي وسلوك ومواقف مخالفة للدين، واختيار مشائي لخوض الانتخابات الرئاسية |
وأشارت كريستيان ساينس مونيتور إلى انخفاض قيمة الأسهم الأميركية عقب تصريح وزير الدفاع هاغل والإعلان عن نشر نظام الدفاع الصاروخي، وكذلك انخفاض قيمة الأسهم الكورية الجنوبية إلى أقل مستوى لها خلال ستة أشهر.
الصراع بإيران
وموضوع آخر تناولته صحيفة نيويورك تايمز هو صراع السلطة في إيران قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات المقرر إجراؤها في يونيو/حزيران المقبل.
إذ قالت إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد -في سعيه لإصلاح صورته وسط سكان الحضر والحصول على دعمهم لخليفته الذي اختاره لخوض الانتخابات الرئاسية إسفانديار رحيم مشائي، ومع توقف حركة الاحتجاجات- وجد مع مؤيديه أنفسهم يلعبون دور المعارضة ضد تحالف التقليديين الذي يضم كثيرا من قادة الحرس الثوري ورجال الدين المتشددين.
ومواضيع الصراع في إيران هي: التفاوض مع الغرب حول البرنامج النووي الإيراني، والتهديد بالمحاكمة في قضايا فساد مالي و"سلوك ومواقف مخالفة للدين"، واختيار مشائي لخوض الانتخابات الرئاسية وهو الذي يصفه المحافظون بأنه "ماسوني"، "جاسوس للأجانب"، "مهرطق".
إنقاذ قبرص
أما الموضوع الثالث فقد تناول الإنقاذ المالي لقبرص، حيث نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا للكاتب روبرت سامويلسون قال فيه إن المعالجة التي تمت للأزمة القبرصية تحمل جميع ملامح الاستجابة الأوروبية، وكذلك الأميركية على مثلها من أزمات.
وأوضح أن الإنقاذ في اللحظة الأخيرة، والإنقاذ بهدف وقف توسع الأزمة لتشمل دولا أخرى في حزام اليورو والارتجال، جميعها أمور مشتركة في جميع ردود الفعل التي تمت في اليونان وإنجلترا وإسبانيا وغيرها.
وأكد الكاتب أن الهدف من جميع حملات الإنقاذ المالي السابقة هي إنقاذ النظام المالي العالمي من الانهيار، وهو ما يهدد العالم بركود حقيقي. وشرح أن قبرص إذا تخلت عن اليورو، فإن المودعين في دول أخرى مثل إيطاليا وإسبانيا سيسحبون مدخراتهم باليورو لتفادي تحويلها إجباريا إلى العملات الوطنية الأرخص.
"لذلك أصبحت قبرص أكبر من حجمها الصغير. وأصبحت رمزا لرغبة دول حزام اليورو الأخرى في الدفاع عن عملاتها".
البحث عن كوني
وأخيرا أوردت واشنطن بوست وواشنطن تايمز أن القوات الأوغندية والأميركية أوقفت "مؤقتا" بحثها المشترك عن قائد جيش الرب الأوغندي جوزيف كوني المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية بسبب الاضطراب السياسي في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث يُعتقد أن كوني ونوابه يختبئون هناك.
وإلى حين استئناف عملية المطاردة، سيظل الأربعين أميركيا المرابطين في أفريقيا الوسطى لتقديم الاستشارات للقوات الأفريقية البالغ عددها حوالي ثلاثة آلاف جندي، أغلبهم من أوغندا، في معسكرين بأدغال أفريقيا الوسطى.
يُذكر أن الولايات المتحدة بعثت بقوات قوامها مائة فرد في أكتوبر/تشرين الأول 2011 توزعت بين أوغندا، جنوب السودان، والكونغو للمساعدة في ملاحقة كوني.
وكان كوني ومساعدوه قد تخلوا عن استخدام الهواتف النقالة وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة لتفادي التعرف على أماكنهم بالأقمار الصناعية الأميركية. وقد نجحوا في استمرار اختبائهم طوال هذه الفترة.