صحف أميركية تحذر من الكيمياوي وحرب ثانية بسوريا

An image grab taken from a video uploaded on YouTube on October 5, 2012 allegedly shows smoke billowing following shelling by Syrian government forces in the central city of Homs . Warplanes pounded rebel-held areas of Homs in the Syrian city's heaviest onslaught for months , monitors said, as Turkey reportedly returned cross-border shellfire for the second time this week. AFP PHOTO/YOUTUBE == RESTRICTED TO EDITORIAL USE - MANDATORY CREDIT "AFP PHOTO/YOUTUBE" - NO MARKETING NO ADVERTISING CAMPAIGNS - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS - AFP IS USING PICTURES FROM ALTERNATIVE SOURCES AS IT WAS NOT AUTHORISED TO COVER THIS EVENT, THEREFORE IT IS NOT RESPONSIBLE FOR ANY DIGITAL ALTERATIONS TO THE PICTURE'S EDITORIAL CONTENT, DATE AND LOCATION WHICH CANNOT BE INDEPENDENTLY VERIFIED ==
undefined

تناولت معظم الصحف الأميركية بالنقد والتحليل التداعيات المحتملة لاستخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية في الصراع الدائر في البلاد، وتساءلت إحداها عن خطورة استخدام هذا السلاح في الحروب، ودعت أخرى إلى ضرورة التدخل الدولي في سوريا بأسرع ما يكون من أجل حماية المدنيين.

وقالت صحيفة واشنطن بوست إنه إذا كان نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم الأسلحة الكيمياوية، فإنه يكون قد تجاوز الخط الأحمر الذي وضعه الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن استخدامها في الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد، مضيفة أن الأزمة السورية المتفاقمة التي بدأت منذ أكثر من عامين حصدت أرواح أكثر من سبعين ألفا، وأن النظام السوري صار متهما بقتل أعداد كبيرة من المدنيين.

وأضافت الصحيفة من خلال مقال نشرته للكاتب ماكس فيشر أن استخدام هذه الأسلحة يعد أمرا خطيرا مع أنه ربما لا يوجد فرق كبير بين قتل الناس بالقذائف أو بغاز السارين، ولكن الفرق يكمن في تجاوز النظام السوري للخط الأحمر الذي وضعته الإدارة الأميركية، موضحة أن السكوت على استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيمياوية -حتى إن كانت بكميات قليلة أو على نطاق ضيق- من شأنه أن يشكل سابقة خطيرة بشأن استخدام هذه الأسلحة الفتاكة وغير التقليدية في الحروب القادمة بشكل عام.

وأشارت الصحيفة إلى ما أسمتها بعض النتائج الإيجابية للحرب العالمية الأولى، ممثلة في بروتوكول جنيف الذي اتفق من خلاله قادة العالم على عدم استخدام الأسلحة الكيمياوية أو البيولوجية في الحروب، وذلك لما تتسب به هذه الأسلحة من آلام وويلات، مضيفة أنه يتوجب على المجتمع الدولي التدخل في سوريا لوضع حد لهذا التجاوز، وذلك باعتباره تجاوزا يختلف عن انتهاكات نظام الأسد السابقة الأخرى مثل المجاز ومحاولاته إخماد الاحتجاجات السلمية في البلاد عن طريق فوهات المدافع.

أوباما يجب أن لا يصمت على سوريا كما صمتت الولايات المتحدة والعالم على الإبادة في رواندا، فأي أدلة إضافية أخرى تريدها إدارته على استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيمياوية الفتاكة بجانب كل الأدلة التي تم الكشف عنها حتى الآن ؟

صمت العالم
كما دعت الصحيفة أوباما إلى أن يتذكر -وهو يوازن سياساته بشأن الأزمة السورية المتفاقمة- المجازر والإبادة الجماعية التي تعرضت لها جمهورية رواندا في 1994، عندما نأى العالم بنفسه عن التدخل في إيقافها. وأوضحت من خلال مقال نشرته للكاتبة آن ماري سلوتر أن الإبادة في رواندا تسببت في مقتل حوالي مائة ألف في غضون عدة أسابيع.

ودعت الصحفية أوباما إلى أن لا يصمت بشأن سوريا كما صمتت الولايات المتحدة والعالم على الإبادة التي تعرضت لها رواندا، متسائلة عن أي نوع من الأدلة الإضافية الأخرى التي تريدها إدارته بشأن استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيمياوية الفتاكة بجانب كل الأدلة التي تم الكشف عنها حتى الآن، المتمثلة باستخدامه غاز السارين وغيره من غازات الأعصاب الأخرى؟

من جانبها قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إن استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيمياوية في الحرب الأهلية في سوريا من شأنه أن يجبر قادة العالم على التحرك والتدخل فيها بأسرع ما يكون، مضيفة أن المجتمع الدولي يمكنه أن يستند في تدخله على مبدأ الحرمة الدولية لاستخدام هذه الأسلحة الخطيرة، ومن أجل حماية المدنيين الأبرياء من مخاطر هذه الأسلحة الفتاكة.

وفي السياق، حذرت صحيفة واشنطن تايمز مما أسمته الحرب الأهلية الثانية في سوريا، موضحة أن تنظيم القاعدة في سوريا يستعد للانقضاض في اللحظة التي يسقط فيها نظام الأسد، وأضافت أن مقاتلي القاعدة انطلقوا من العراق واندمجوا مع "الجهاديين" في سوريا.

وقالت الصحيفة من خلال مقال نشرته للكاتب باك سيكستون -وهو ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أي)- إن الحرب الأهلية الراهنة في سوريا أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من سبعين ألفا، وإنها حرب ضد نظام الأسد على وجه الخصوص، وإنه يلتقي فيها في الكراهية ضد الأسد شرائح واسعة تبدأ من "المتمردين" العلمانيين المؤيدين للديمقراطية إلى المتشددين الإسلاميين، ولكن عندما ينهزم "الطاغية العلوي"، فإن الحرب الأهلية الثانية في سوريا ستكون من جانب "الجهاديين" وضد الجميع.

وأوضحت الصحيفة أن تنظيم القاعدة في العراق وسوريا سيسعى لتقوية حصونه في مناطق حدودية بين البلدين كصحراء الجزيرة غربي العراق، مضيفة أنه عندما تشعر القاعدة بزيادة شعبيتها في المنطقة، فإنها سرعان ما تعلن دولة إسلامية محتملة من منطقة الأنبار في العراق إلى شرقي وشمالي سوريا، داعية "الجهاديين" من شتى أنحاء العالم للمجيء والانضمام إلى الدولة الجديدة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية