كيف أضرت حرب العراق بالجمهوريين؟

جورج دبليو بوش و صدام حسين
undefined

ذكر كاتب بصحيفة واشنطن بوست الأميركية أن حرب العراق أضرت بالحزب الجمهوري كثيرا لأنها أنهت احتكاره لثقة الناخبين بشأن الأمن القومي وسمحت للديمقراطيين باستعادة هذه الثقة التي فقدوها منذ عهد الرئيس هاري ترومان، وتسببت بانقسامات داخلية بالحزب الجمهوري وأضعفت ولاء أفراد الجيش للجمهوريين.

وركز فيليب كارتر الضابط السابق الذي حارب بالعراق في مقال له على الأضرار السياسية التي لحقت بالحزب الجمهوري، كما أشار إشارة عابرة إلى الآلاف من القتلى والمصابين من الجيش والمدنيين عموما وتريليونات الدولارات التي أنفقتها أميركا.

وقال إن الرأي العام الأميركي عقب غزو العراق، بدأ فجأة يغيّر النظرة الراسخة نحو الجمهوريين باعتبارهم الحزب الأقوى فيما يتصل بالحفاظ على الأمن القومي.

وأشار إلى أن هذه النقلة التي بدأت عام 2003 أثرت تأثيرا بالغا في الموقف الانتخابي للجمهوريين، وقال إن البعض يعتبرونها العامل الأكثر مساهمة، بعد العامل الاقتصادي، في هزيمة جورج دبليو بوش أمام أوباما في الانتخابات الرئاسية عام 2008.

كذب إدارة جورج دبليو بوش بشأن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل كان كافيا لتلطيخ سمعة الجمهوريين، لكن بوش أضاف عليه فشله في عدم إقراره بوجود مقاومة للغزو

وأضاف أن كذب إدارة جورج دبليو بوش بامتلاك العراق أسلحة دمار شامل كان كافيا لتلطيخ سمعة الجمهوريين، لكن بوش أضاف عليه فشله في عدم إقراره بوجود مقاومة للغزو، ناهيك عن فشله في التخطيط وتوفير الموارد اللازمة لمواجهته حتى يناير/كانون الثاني 2007.

وأوضح أن الناخبين كانوا -خلال العقود الثلاثة الفاصلة بين حرب فيتنام وحرب العراق- يثقون في الجمهوريين بشأن الأمن القومي أكثر من الديمقراطيين كثيرا (54% مقابل 25%) ثم أورد أرقاما تؤكد أن هذه الثقة بدأت تنحسر إلى أن فقد الجمهوريون كثيرا من هذه الثقة.

ثم تناول الانقسامات الداخلية التي يعاني منها الحزب الجمهوري حتى اليوم قائلا إنها بدأت خلال عامي 2002 و2003 وازدادت بين من يُطلق عليهم المحافظين الجدد المؤيدين لحرب العراق مثل وولفوفيتز وريتشارد بيرل ورجال مؤسسة السياسة الخارجية مثل برنت سكوكروفت وروبرت غيتس وكولن باول الذين انتقدوا الغزو بشدو وانتقدوا إدارة الحرب.

وأشار أيضا إلى أن الانفاق على حرب العراق تسبب في انقسام بين الجمهوريين بمؤسسة حزب الشاي والجمهوريين بمؤسسة الحزب المؤيدين للإنفاق على الحرب والدفاع عموما.

وقال إن هذه الانقسامات أضعفت الجمهوريين كثيرا أمام الديمقراطيين. وأورد أن معارضة أوباما لحرب العراق ساعدته أكثر من أي أمر آخر في توحيد الديمقراطيين والفوز بانتخابات 2008 الرئاسية، كما منحت الديمقراطيين الفرصة للتعبير عن آرائهم حول الأمن القومي.  

وذكر الكاتب أيضا أن حرب العراق تسببت في تغيير الولاء أو النزوع السياسي لأغلبية أفراد القوات المسلحة من اليمين إلى الوسط، أو من الجمهوريين إلى تيار غير الحزبيين.

وقال إنه وفي عام 2003 أظهرت استطلاعات الرأي أن 53% من أفراد الجيش قالوا إنهم محافظون جدا أو محافظون، و57% قالوا إنهم جمهوريون. وفي عام 2008 انخفضت نسبة الفئة الأولى إلى 47% والثانية إلى 50%.

المصدر : واشنطن بوست