عقبتان أمام تحسين وضع أطفال سوريا

مخيم باب السلامة يعج بالاطفال بشكل لافت - أطفال سوريا ينعون عامهم الدراسي - محمد النجار – الحدود السورية التركية
undefined
قال مسؤول أممي إن العنف المتزايد والفجوة الكبيرة في تمويل المساعدات يعترضان سبيل تحسين الوضع الرهيب الذي يواجهه الأطفال السوريون. وأشار إلى أن عدد اللاجئين الفارين من العنف هناك بلغ مليونا الآن بعد أن كان توقع مفوضية شؤون اللاجئين أنه قد يصل هذا العدد في يونيو/حزيران.

وقال المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في مقاله بصحيفة ذي غارديان، إن الوصول لهذا العدد بعد عامين من بداية الصراع مثال واضح على هذه الأزمة الصارخة التي تجلب الخوف والألم والمعاناة على نطاق واسع.

وأضاف ديفد بول أن الوضع داخل سوريا لا يقل سوءا عنه في المخيمات، إذ أن القتال يشتد وأكثر من أربعة ملايين شخص، نصفهم من الأطفال، بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة. وفي الدول المجاورة (الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر) تكافح الحكومات والمنظمات الإنسانية، بما فيها اليونيسيف، لتلبية الاحتياجات الأكثر أهمية للاجئين.

وأشار إلى أنه مع اقتراب هذه الأزمة من عامها الثالث تزايد توافد اللاجئين عبر الحدود، فصار العدد اليومي أكثر من سبعة آلاف يسافرون تحت جنح الظلام.

وبعد زيارته لمخيم الزعتري المكتظ بالأردن، بدا له واضحا مدى المعاناة التي يتعين على الأطفال مكابدتها من العنف الذي يشهدونه والمآسي الناجمة عنه ومعاناة الآخرين من حالات السعال والالتهابات الرئوية والعدوى التنفسية.

الوضع داخل سوريا لا يقل سوءا حيث يشتد القتال، وأكثر من أربعة ملايين شخص نصفهم على الأقل من الأطفال، بحاجة لمساعدة إنسانية عاجلة

ويرى المسؤول الأممي أن حجم الأزمة التي يواجهها أطفال سوريا تتطلب استجابة ضخمة من المنظمات الإنسانية الدولية. وأشار إلى الجهد الكبير الذي تبذله اليونيسيف لتأمين المواد الغذائية والخدمات لأكثر من عشرة ملايين شخص في سوريا، ولكنهم رغم هذه الجهود الجبارة يواجهون عقبتين خطيرتين، إذا لم تعالجا على وجه السرعة فستزيد المعاناة ويستمر تدفق الأطفال اللاجئين البائسين.

العقبة الأولى هي تزايد العنف في سوريا، حيث قتل سبعون طفلا في حوادث متفرقة الشهر الماضي بسبب الصواريخ التي ضربت المناطق السكنية في حلب، ومات عشرون آخرون من انفجار قنبلة في مدرسة بدمشق.

والعقبة الثانية هي النقص المزمن في التمويل الذي يهدد بترك الكثير من الأطفال السوريين بدون توفير المساعدة الضرورية.

ويعتقد المسؤول أنه إذا لم تُسد ثغرة التمويل المقدرة بنحو 80% في القريب العاجل فإن اليونيسيف سوف تضطر لتقليص التدخلات المنقذة للحياة. وعلى سبيل المثال فإن إمدادات الكلور لمياه الشرب النظيفة في سوريا ستدوم لشهر واحد فقط حتى نهايته ما لم تتوافر الأموال لشراء المزيد.

وبرنامج التطعيم المزمع لشهر أبريل/نيسان، لكي يصل إلى مليوني شخص، قد لا يصل إلى أولئك الذين هم بحاجة إليه. وبدون هذه الإمدادات الحيوية يمكن أن يتعرض ملايين الأطفال لخطر الأمراض القاتلة.

ونبه المسؤول إلى أنه عقب أي كارثة مفاجئة كزلزال أو تسونامي يكون رد المجتمع الدولي سريعا وفعالا، ويُحشد لمثل هذه الكوارث السخاء الشعبي وتتدفق الأموال وتُتخذ القرارات السياسية الرفيعة لضمان وصول الإغاثة إلى المحتاجين بأسرع وقت ممكن. بينما الوضع في سوريا ليس كارثة طبيعية بل هو أزمة، ومعاناة الأطفال هناك ليست أقل شدة، لكن المطلوب للبقاء حيا يتطلب عملا فوريا.

المصدر : غارديان