مسؤول سابق يهاجم سياسة أوباما بأفغانستان
انتقد مستشار سابق بوزارة الخارجية الأميركية أسلوب إدارة الرئيس باراك أوباما في تناول قضايا السياسة الخارجية، مشيرا إلى ما يعتمل داخلها من صراعات "مدمرة" على النفوذ وسجال حول السياسات، وهو ما يُفَنِّد مزاعم البيت الأبيض بأن إدارته للحرب الأفغانية تُعد إنجازاً حيوياً.
ورد هذا الهجوم في كتاب بعنوان "بلد يمكن الاستغناء عنه" من تأليف والي نصر -الذي عمل خبيرا في السياسات بوزارة الخارجية- ومن المقرر أن يُنشر الشهر المقبل.
والكتاب يتألف في جزء منه من مذكرات دبلوماسية وفي البعض الآخر من تحليل سياسي، وهو عبارة عن رصد عام للشؤون الخارجية في عهد إدارة أوباما.
ويصف نصر في كتابه تعامل البيت الأبيض فيما يتعلق بالسياسة الخارجية بأنه مفرط في الحذر وأحيانا في حِلٍّ من أي التزام وأحيانا أخرى مُسَيَّس، وهي مقاربة يؤكد المؤلف أنها أدت إلى تراجع عام للنفوذ الأميركي بالخارج.
وترجح صحيفة نيويورك تايمز أن تُحظى فصول الكتاب المتعلقة بأفغانستان وباكستان باهتمام خاص لأنها تغطي فترة العامين التي تمكن فيهما نصر من الاطلاع عن كثب على آليات رسم السياسة في إدارة أوباما بوصفه كبير مستشاري ريتشارد هولبروك موفد الرئيس الأميركي الخاص آنذاك لأفغانستان وباكستان.
صحيح أن الصراعات من أجل النفوذ توجد في كل الإدارات -يقول الكتاب- لكن تلك التي تحدث بين ما يصفهم نصر في كتابه بالمعاونين ذوي الميول السياسية في البيت الأبيض ووزارة الداخلية، تُعد ذات طابع مؤذٍ خصوصاً لأنها تركز على القرارات المتعلقة بصراع أفغاني أطلق أوباما عليه يوماً تعبير "حرب الضرورة".
وقد أخذت بعض الصراعات الداخلية في إدارة أوباما شكل المناورات البيروقراطية. وقد أبعد معاونو أوباما -كما يقول نصر في كتابه- هولبروك من اجتماع بالفيديو عقده الرئيس الأميركي مع نظيره الأفغاني حامد كرزاي، كما أقصوه من رحلة رئاسية إلى كابل مما زعزع مصداقيته لدى الأفغان.
وبعد وفاة هولبروك عام 2010، أكد مسؤولو البيت الأبيض بوضوح أن جون بوديستا -كبير موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون- ليس مقبولا لديهم لتولي منصب الموفد الخاص لأفغانستان وباكستان. فقد كانت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون تنظر إليه على أنه الرجل المناسب للمنصب.
يقول نصر في كتابه إن بوديستا اعتُبر أعلى مستوى من المنصب، وسيكون من الصعب على مسؤولي البيت الأبيض ترويضه.
ويضيف المؤلف قائلا "المعارك الداخلية شائعة في كل إدارة، لكنها ظلت أشد ضراوة في بيت أوباما الأبيض. وقد ساور مخضرمو حملة أوباما الانتخابية من المقربين له الشكوك إزاء (وزيرة الخارجية) كلينتون. وحتى بعد أن برهنت على قدراتها كعضو فاعل في الفريق فقد ظلوا يتخوفون من شعبيتها ومن إمكانية أن تطغى صورتها على الرئيس.