أوباما يحمل "خطة محدثة" للمبادرة العربية

Palestinian activists hold up a shoe during a protest against the upcoming visit of US President Barack Obama (portrait) to the West Bank city of Bethlehem on March 18, 2013. Obama's three-day visit to Israel and the Palestinian territories will begin on March 20, Israel said, in the first official announcement of the much-anticipated visit. AFP PHOTO/MUSA AL SHAER
undefined

عوض الرجوب-رام الله

ذكرت صحيفة يديعوت الإسرائيلية اليوم أنه رغم محاولة الإدارة الأميركية تخفيض مستوى التوقعات في كل ما يتعلق باستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أن زيارة الرئيس باراك أوباما للمنطقة "تجلب تحت جناحيها خطة أولية مُحدثة على أساس مبادرة الجامعة العربية".

وأضافت الصحيفة أنه رغم تشاؤم الرئيس الأميركي من إمكانية إحداث اختراق دراماتيكي في الملعب الإسرائيلي الفلسطيني في السنتين القادمتين، نجح وزير الخارجية الجديد جون كيري في إقناعه بإعطاء فرصة لهذا التوجه.

ضوء أخضر
وبحسب الصحيفة، فقد قال كيري لأوباما إن الزمن ضيق، وإن الحوار الإسرائيلي الفلسطيني سيُحسن مكانة الولايات المتحدة في العالم الإسلامي، ويفتح الطريق لاتخاذ قرارات في المسألتين الإيرانية والسورية على حد سواء، مضيفة أن "الرئيس اقتنع وأعطى الوزير المفعم بالحوافز ضوءا أخضر".

جون كيري أوضح للفلسطينيين أنه، خلافا للوثيقة الأصلية التي تحدثت عن حدود 67 كأساس للمفاوضات، سيتعين عليهم أن يقبلوا مثلا بمبدأ تبادل الأراضي، بمعنى الاعتراف بالكتل الاستيطانية، وبحث حلول بديلة لمسألة اللاجئين والسيطرة في القدس القديمة وغيرها

وسيزور الرئيس الأميركي إسرائيل بصفته "مُليّنًا"، فهو سيتحدث -تتابع يديعوت- عن الإمكانيات الرائعة الكامنة في المسيرة السلمية لكل شعوب المنطقة، فيما أن كيري سيعود للمنطقة بعد انتهاء زيارة أوباما ليواصل تسويق الخطة.

وقد أعطى أوباما -كما تؤكد الصحيفة الإسرائيلية- كيري تفويضا لإقناع الأوروبيين ودول المنطقة والشريكين، الإسرائيليين والفلسطينيين، بالدخول إلى المسيرة السياسية والبدء بتحقيقها، "وعندما يحصل هذا، سيضيف أوباما توقيعه الاعتباري على المسيرة ويجعلها مبادرة رئاسية".

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن كيري بدأ منذ بضعة أسابيع يتحدث عن المبادرة مع ممثلي الطرفين الذين وصلوا إلى واشنطن في إطار الإعداد لزيارة الرئيس إلى إسرائيل، واعتبرت الصحيفة أن المبادرة العربية "ليست إملاءً"، وأن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز عندما عرضها عام 2002 تحدث عن أن كل شيء مفتوح للمفاوضات.

كما أعلن كيري أن الخطة ستخضع لتكييفات في ضوء التطورات في العالم العربي، وأوضح للفلسطينيين -وفقا للمصدر نفسه- أنه خلافا للوثيقة الأصلية التي تحدثت عن حدود 67 كأساس للمفاوضات، سيتعين عليهم أن يقبلوا مثلا بمبدأ تبادل الأراضي؛ بمعنى الاعتراف بالكتل الاستيطانية، وبحث حلول بديلة لمسألة اللاجئين والسيطرة في القدس القديمة وغيرها.

وتنقل الصحيفة عن مصادر في وزارة الخارجية الأميركية قولها إن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أيضا لا يستبعد تماما بعض أجزاء الصيغة، بل أعرب عن الرغبة في الوصول إلى تفاهم مع السعودية ودول الخليج كعنصر في الترتيبات الأمنية الإقليمية لإسرائيل.

دعم عربي
وذكرت صحيفة يديعوت أن كيري عرض في السعودية على الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخطة مع التعديلات التي أدخلت عليها حتى الآن، وأنه طلب من السعوديين جعل مبادرة السلام العربية "خطة عمل، وناشدهم تعزيز السلطة وخلق ائتلاف عربي مع المصريين والأردنيين يعطيها الإسناد".

ووفق الصحيفة فإنه "فقط مع مثل هذا الإسناد يمكن للفلسطينيين أن يقدموا تنازلات"، مشيرة إلى أن كيري طلب أيضا من السعوديين تمويل البنى التحتية للدولة الفلسطينية التي ستقوم، وذلك لأن الولايات المتحدة ليست في وضع اقتصادي يسمح لها بعمل ذلك.

يديعوت تقول إن جون كيري عرض الخطة مع التعديلات على محمود عباس بالسعودية (الجزيرة)
يديعوت تقول إن جون كيري عرض الخطة مع التعديلات على محمود عباس بالسعودية (الجزيرة)

وتؤكد يديعوت أن كيري طلب من السعوديين بعض العطايا، "فمثلا إذا وافقت إسرائيل على قبول المبادرة والدخول في المفاوضات -برعاية الملك الأردني عبد الله الثاني أو برعاية أخرى- أن توافق الدول العربية على فتح السماء أمام الطيران التجاري لشركة العال".

وتقول الصحيفة إنهم في الخارجية الأميركية لا يستبعدون دعوة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس لإلقاء خطاب أمام الجامعة العربية أو إيماءة أخرى في الأسلوب، لكنها تضيف أن الأميركيين على علم بأن نتنياهو غير مستعد للحديث عن تسوية دائمة فورية، وغير قادر على قبول الخطة السعودية، حتى مع التعديلات، كاملها.

ومع ذلك قالت الصحيفة الإسرائيلية إنهم في وزارة الخارجية الأميركية يؤمنون بأنه يمكن إيجاد صيغة يمكن لنتنياهو أن يتعايش معها حتى دون أن يحطم الائتلاف الجديد الذي بناه، موضحة أن الأميركيين يعتقدون أنه يوجد في الخطة ما يكفي من الأفكار المهمة لأمن إسرائيل كي لا ترفضها رفضا باتا. وفضلا عن ذلك، فإن الرئيس أوباما سيحاول تليين الإسرائيليين.

المصدر : الجزيرة