أميركا تطالب الصين بوقف تجسسها

عمل تصميم فني عن حرب إلكترونية بين الصين والولايات المتحدة
undefined

في مطالبة مباشرة وعلنية غير عادية، دعت واشنطن بكين إلى وقف عمليات تجسسها المستمرة لسرقة الأسرار التجارية من كمبيوترات الشركات الأميركية، والانخراط في مفاوضات لإنشاء ضوابط للسلوك في الفضاء الإلكتروني.

وتناولت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست اليوم هذا الموضوع بالتغطية والتعليق، حيث قالت واشنطن بوست إن هذه المطالبة تُعتبر أول جهد علني من إدارة الرئيس باراك أوباما لمساءلة الصين عما يصفه مسؤولون بأنه حملة تجسس تجاري مكثفة استغرقت عاما كاملا.

ونقلت الصحيفتان عن مستشار الأمن القومي الأميركي توماس أي دانيلون قوله إن الشركات الأميركية تتحدث عن قلقها الكبير والمتزايد من سرقات متطورة للمعلومات التجارية السرية والتقنيات المملوكة لها عبر هجمات إلكترونية غير مسبوقة.

وقال دانيلون إن على الصين الاعتراف بالمخاطر التي تشكلها هذه النشاطات لسمعة الصناعة الصينية والعلاقات الثنائية. وأوضح أن البيت الأبيض يطالب الصين بثلاثة أشياء: الاعتراف العلني بأن هذه القضية ملحة، والالتزام بوقف الهاكرز في الصين، والموافقة على المشاركة في مفاوضات لإنشاء معايير دولية.

الأسلحة النووية الأميركية التي طُورت لمجابهة تفجير ذري خلال الحرب الباردة، ربما لا تستطيع مجابهة هجوم إلكتروني كبير

وأشار دانيلون إلى أن أعدادا متزايدة من الشركات الأميركية تعيد التفكير في استثماراتها بالصين. وقالت واشنطن بوست إن هذه التصريحات لافتة للانتباه، لأن المسؤولين بالبيت الأبيض ظلوا مترددين في وصف الصين -أو أي دولة أخرى- بأنها سيئة السلوك في الفضاء الإلكتروني، لتفادي إثارة عداوة شريك تجاري مهم وقوة عالمية لها اعتبارها.

ومن جهة أخرى، نشرت واشنطن بوست افتتاحية قالت فيها إن الولايات المتحدة ليست مستعدة لحرب إلكترونية.

ونقلت الصحيفة عن تقرير لمجلس العلوم الدفاعية "ديفنس سينس بورد" بشأن الصراع الإلكتروني تلميحا إلى أن الأسلحة النووية الأميركية التي طُورت لمجابهة تفجير ذري خلال الحرب الباردة، ربما لا تستطيع مجابهة هجوم إلكتروني كبير.

وقالت الصحيفة إنه لمن المقلق أن تدخل الولايات المتحدة عصر الصراع الإلكتروني بوضعها الراهن. وأضافت أن أوباما وقع على عقيدة جديدة لكنها ظلت سرية، كما أن هناك تقديرا استخباراتيا جديدا للتجسس الإلكتروني وتكاليفه الاقتصادية، لكنه ظل في طي الكتمان. وأن معظم برامج الهجوم الإلكتروني يُتكتم عليها تماما من قبل الاستخبارات.

وأضافت أن السرية مطلوبة في بعض العمليات، لكن الجمهور يرغب في إجراء حوار غني بالمعلومات وحيوي حول السياسة المطلوبة في هذا المجال الذي يتمدد بلا توقف.

هل ستكون هناك تضحية أو تكلفة عامة؟ من يقرر شن هجوم إلكتروني؟ وتحت أي ظروف؟ هذه الأسئلة من النوع الذي يجب أن تتحدث عنه الإدارة والكونغرس للشعب الأميركي.

واختتمت افتتاحيتها بقولها إنه يجب ألا ينتظر الناس وقوع كارثة حتى تتم مخاطبة نتائج السياسات المتصلة بالحرب الإلكترونية.

المصدر : نيويورك تايمز + واشنطن بوست