ماذا يعني فوز كينياتا لأفريقيا؟

Supporters of Kenyan presidential candidate Uhuru Kenyatta touch his picture on an election poster as they celebrate upon learning of his victory in Kenya's national elections on March 9, 2013 in Kiambu, north of Nairobi- getty images
undefined

قالت مجلة تايم الأميركية إن فوز أوهورو كينياتا ورفيقه المرشح لمنصب نائب الرئيس ويل روتو بالانتخابات الرئاسية في كينيا يعني الكثير بالنسبة لاستقلال القرار الأفريقي وسيادة القارة ومواجهتها للضغوط الغربية والتدخل الخارجي.

وأشارت المجلة في تقرير لها من كينيا إلى أنه في حالة استتباب الأمر لكينياتا بتجاوز الطعون التي سيرفعها ضده منافسه رايلا أودينغا، فإن فوز كينياتا سيمثل التعبير الأكثر قوة حتى اليوم لتجدد روح الثقة بالنفس في أفريقيا والتي كان صداها يتردد قبل نصف قرن مع حركة التحرير لنيل الاستقلال التي قاومت الاستعمار.

وقالت إن كلا من كينياتا وويل متهمان ضمن أربعة أشخاص من قبل المحكمة الجنائية الدولية بقيادة العنف القبلي الذي أعقب انتخابات 2007-2008 الرئاسية. ومن المقرر أن تبدأ محاكمة كينياتا أمام المحكمة في لاهاي يوم 9 يوليو/تموز المقبل، وروتو يوم 28 مايو/أيار.

ورغم أن كينياتا وروتو أعلنا أنهما سيمثلان أمام المحكمة، وأن كينياتا ظل يؤكد حتى أمس السبت أنه سيتعاون مع المؤسسات الدولية، فإنه قال أيضا إن واجباتهما الرسمية ستمنعهما من الذهاب إلى لاهاي معا باستمرار، وهي إشارة تعبر عن ضعف اهتمامه بالمحكمة.

الغالبية العظمى من التهم التي وجهتها المحكمة الجنائية الدولية طالت زعماء وشخصيات أفريقية، الأمر الذي عزز لدى الأفارقة الشعور بأن هذه المحكمة منحازة ويجب الوقوف في وجهها

كذلك قال كينياتا عبارة مشحونة في خطاب له "نتوقع أن يحترم المجتمع الدولي إرادة الديمقراطية والسيادة للشعب الكيني. إن نجم أفريقيا يسطع حاليا بقوة وإن مصير قارتنا بيدنا الآن".   

وأوضحت المجلة أن الغرب ينظر إلى فوز كينياتا كلغز محيّر. وكان السكرتير المساعد للشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الأميركية جوني كارسون قد حذر قبل الانتخابات الكينية من أن "الخيارات ستترتب عليها نتائج" وهو تصريح اُعتبر على نطاق واسع كتوصية للناخبين بالتصويت لأودينغا.

وسبق لبريطانيا أن حذرت من أنها ستقلل إلى أدنى حد ممكن اتصالاتها الرسمية بكينياتا إذا أصبح رئيسا، كما فعلت مع الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي.

وقالت المجلة "في الواقع إن كينيا تنظر إلى نفسها باعتبارها مهمة للغرب الذي لم يعد يستطيع إملاء أوامره عليها" خاصة وأنها أصبحت قوية نسبيا خلال العشر سنوات الماضية بفضل التطور التكنولوجي واستقرار اقتصادها والجيل الجديد من رجال أعمالها الناهضين.         

وأضافت بأن مكانتها كمحور للتجارة بشرق أفريقيا تعززت مؤخرا بالاكتشافات الأخيرة لاحتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي والنفط، فضلا عن أنها مركز أساسي للهيكل الأمني الأميركي والأوروبي في أفريقيا قريبا من الصومال حيث يوجد المسلحون الإسلاميون والقراصنة.

ويعتمد الغربيون على كينيا أيضا بطرق أخرى. فالعاصمة نيروبي هي الخيار المفضل لكثير من موظفي المجتمع الدولي بشرق أفريقيا والمؤتمرات الدولية.

وإذا أصر الغرب على الابتعاد عن كينيا، فإن كينيا لن تفتقده الآن كما يمكن أن تفتقده في الماضي. فهناك الدبلوماسيون ورجال الأعمال الصينيون، الهنود، والشرق أوسطيون، ومن أميركا اللاتينية.

ونقلت تايم عن غينادي فرايزر، السكرتيرة المساعدة التي سبقت جوني كارسون في منصبه، تصريحا يدل على روح التنازل والرغبة في التعاون مع كينياتا.

قالت فرايزر في نقاش عام بمعهد بروكينغز بواشنطن إنها شعرت بالقلق من التصريح "الطائش وغير المسؤول" لكارسون والذي وصفته بالتدخل في الانتخابات الكينية. وأضافت بأن تهمة المحكمة الجنائية الدولية ضد كينياتا ضعيفة واعتمدت على الأقاويل.

ولم تكتف فرايزر بذلك، بل زادت بأن الجنائية الدولية نفسها "مؤسسة تتأثر بالضغوط من خارجها، خاصة من الغرب" وهو قول كان من الممكن أن يقوله كينياتا.

ولفتت تايم الأذهان إلى أن الغالبية العظمى من التهم التي وجهتها المحكمة الجنائية الدولية طالت زعماء وشخصيات أفريقية، الأمر الذي عزز لدى الأفارقة الشعور بأن هذه المحكمة منحازة ويجب الوقوف في وجهها.      

المصدر : تايم