الغرب يشدد حربه الاقتصادية على إيران

epa03144444 An Iranian couple window shopping in front of a jewelry shop in a bazaar in Tehran Iran, 14 March 2012. According to media reports, a lot of Iranians change their Rials into gold, as the Iranian currency lost almost half of his value against the US Dollar in the last three months due to economical sanctions imposed by the international community such as Europe and USA in relation with the Iranian nuclear program development. EPA/ABEDIN TAHERKENAREH
undefined

قالت صحيفة أميركية إن الغرب زاد الأربعاء من وتيرة ما سمته الحرب الاقتصادية على إيران بفرضه قيودا جديدة، بغرض إجبار الجمهورية الإسلامية على القبول بما يرقى لشكل من أشكال تجارة المقايضة بالنفط، إذ لم يعد ممكنا بعد اليوم إيداع عائدات النفط في حسابات داخل إيران.

ووصف مسؤول كبير بإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما هذه الخطوة الأخيرة بأنها "عمل ذو مغزى لزيادة الضغط" على طهران، وهو ذات المنطق الذي ظلت الإدارة تردده بأن أمام المسؤولين الإيرانيين الاختيار بين التمسك ببرنامجهم النووي وبين إنعاش عائداتهم النفطية التي تُعد بمثابة "شريان الحياة الاقتصادي" للبلد.

واستطردت صحيفة نيويورك تايمز قائلة إن المسؤولين الأميركيين في واشنطن ليسوا على ثقة كبيرة من أن ثمة احتمالا كبيرا أن تُرغم العقوبات الصارمة الجديدة المرشد الأعلى في إيران، آية الله علي خامنئي، على إبرام صفقة يقول معظم الأميركيين والأوروبيين، بل حتى بعض الإسرائيليين، إن من شأنها أن تنزع فتيل الأزمة.

واعترفت الصحيفة أن العقوبات السابقة لم تسفر عن احتجاجات شعبية على ارتفاع الأسعار أو تقود إلى معارضة جادة للحكومة الإيرانية. وقالت إن شوارع العاصمة طهران تشهد حركة بناء دائبة وهي تعج بإعلانات للدعاية لآخر صيحات أجهزة الحاسوب اللوحي والغسالات الكورية الجنوبية مثل سامسونغ وإل جي، كما أن المتاجر مليئة تماما بالسلع والمطاعم والأماكن الجديدة لبيع الوجبات السريعة، تفتح أبوابها كل يوم ولا يعوزها الزبائن.

من جانبها، رأت صحيفة واشنطن تايمز أن أمام أوباما فرصة أخيرة لوقف إيران عند حدها، خاصة وأنها "تحث الخطى" للوصول لما تسميه "خط النهاية" في السباق النووي.

وتساءلت الصحيفة في تقرير للكاتب نواه بيك: لماذا تتحدى إيران بجرأة الآن المجتمع الدولي وبطريقة لا تترك كبير وقت للتصدي لطموحاتها النووية؟

وقال بيك إن فريق الأمن القومي الأميركي في أكثر حالاته عقماً، ذلك أن غاري سامور -أبرز راسمي السياسة التي تُعنى بأسلحة الدمار الشامل والعضو الأساسي في فريق أوباما لتفاوض مع إيران- سيغادر منصبه.

كما أن جون كيري لا يزال في بواكير أيامه في منصبه كوزير للخارجية، وتشاك هاغل -الذي تصفه الصحيفة بأنه خيار إيران المفضل لمنصب وزير الدفاع لتبنيه آراء مناوئة لإسرائيل ومؤيدة لطهران- أمامه فرصة طيبة لكي يوافق الكونغرس على تعيينه.

وتابع بيك قائلا إن باقي العالم منشغل باقتصاديات منطقة اليورو والمشاحنات بين اليابان والصين، وبنظام الحكم في كوريا الشمالية، وبانفجار الأوضاع في مصر وسوريا.

وحتى لو لم تكن القوى العالمية العظمى مشغولة تماما، فهي تفتقر إلى الحماس والرغبة في مواجهة إيران بالطريقة التي قد تجعلها تُوقف برنامجها النووي، بحسب الكاتب.

وخلص الكاتب إلى أن من الأفضل حل النزاعات سلميا، ولذا فإن الأسلوب الأنجع للخروج من الطريق المسدود يكمن في المحادثات الدبلوماسية. ومع ذلك فهو يستطرد قائلا إن هذا الأسلوب الذي جُرِّب لنحو عقد من الزمان لم يتمخض عن نتائج.

وقال إنه كلما اقتربت إيران من خط النهاية في السباق النووي، فإنها تُحبذ التفاوض وتماطل من أجل كسب مزيد من الوقت.

وختم بيك مقاله بالتساؤل: هل سينتظر أوباما حتى يرى إيران تتهور للحد الذي يجعلها تلوي يد إسرائيل وتُشعل أوار الحرب العالمية الثالثة، أم أنه سيبادر إلى التحرك؟ ويعلِّق قائلا: إن الوقت قصير.

المصدر : نيويورك تايمز + واشنطن تايمز