مهمة عسيرة تنتظر كيري بسوريا

A group of the Free Syrian Army (FSA) attend an opposition conference in Damascus, Syria, 26 September 2012. According to media sources, a group of soldiers and officers from the FSA showed up at an opposition groups conference in Damascus and announced laying down their arms and joining reconciliation efforts in Syria. Representatives from 28 opposition groups met in Damascus to discuss means of finding a peaceful solution to the Syrian crisis and launching a national dialogue among different factions.
undefined

قالت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مصادر من ثوار سوريا إن أنجع وسيلة يمكن للولايات المتحدة أن تضطلع بها في ذلك البلد الذي يشهد انتفاضة شعبية، تكمن في تدريب المئات من قوات المغاوير وتسليحهم جيدا، وتزويدهم بقدرات للقيادة والتنظيم التي يفتقر إليها الجيش السوري الحر.

وأضافت الصحيفة أن من شأن تلك القوات شبه العسكرية والمنظمة -كتلك التي أشرفت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) على تدريبها في العراق ولبنان وأفغانستان- أن تُحوِّل ميزان القوة في الأرض، بعيدا عن جيش الرئيس السوري بشار الأسد وعن جبهة النصرة "المتطرفة".

وكتب الصحفي ديفد إغناتيوس في تقرير نشرته الصحيفة اليوم أن السياسة الأميركية الخاصة بالتعامل مع ما سمَّاها بالكارثة السورية، ظلت مهملة لعدة أشهر انتظارا لما ستسفر عنه انتخابات الرئاسة، ومن ثم تعيين وزيري خارجية ودفاع ومدير للسي آي أي جدد.

واعتبر الكاتب وزير الخارجية الجديد جون كيري بمثابة الشخصية القادرة على الأرجح على صياغة سياسة أميركية أكثر وضوحاً وأشد صرامة.

وقال إن أول مهمة ينبغي على كيري الاضطلاع بها كوزير للخارجية تلك التي تُعنى برسم سياسة متماسكة إزاء سوريا، حيث ثبت أن العقوبات الأميركية على هذا البلد لم تؤت ثمارها، وأن القتال حول دمشق وصل إلى طريق مسدود، والاقتصاد ينهار بينما تتجه الأمور نحو انقسام البلد على أساس طائفي.

وأشار إغناتيوس إلى أن هذه النظرة المتشائمة للأوضاع مبنية على أحدث تقارير قدمتها قوات المعارضة العاملة ضمن صفوف الجيش السوري الحر إلى وزارة الخارجية الأميركية.

وأوضح أن النظام يسيطر على وسط العاصمة دمشق وضواحيها الشمالية، أما الضواحي الشرقية والغربية والجنوبية فهي تحت قبضة الجيش السوري الحر.

غير أنه حذر من أن الفساد متفشٍ في الضواحي الجنوبية المحررة، ونقل عن تقرير موجز للخارجية الأميركية أن كتائب الجيش الحر تجند مقاتلين تشتريهم بالمال، "وهذا ما تفعله جبهة النصرة لزيادة أعداد مناصريها، إذ بات الناس الآن سوقا مفتوحة، فكل طرف يدفع المال يستطيع أن يروِّج لفكره… ومن السهل أن تُجنِّد الناس لأمر ما لم يكن ليجرؤوا على فعله من قبل".

وطبقا لإغناتيوس فإن العقوبات الاقتصادية على سوريا جاءت على ما يبدو بنتائج عكسية تماما، كتلك التي طُبَّقت على العراق في تسعينيات القرن الماضي، وهي عقوبات طالت الفقراء والطبقات الوسطى من المجتمع وساعدت الموالين للنظام كي يصبحوا أكثر ثراءً.

واستشهد الصحفي الأميركي في تقريره بتصريح لأحد مصادره السورية، جاء فيه أن "العديد من الناس فقدوا الآن الأمل في كل شيء، فهم يكرهون الأسد ويكرهون بالمثل الجيش السوري الحر. كل ما يريدونه هو إيجاد مخرج لهم" من المأزق الراهن.

المصدر : واشنطن بوست