وحدة صينية وراء القرصنة على أميركا

مقر وحدة أمن الحواسيب بالجيش الصين في شنغاهاي - صحيفة نيويورك تايمز
undefined

أوردت صحيفة نيويورك تايمز اليوم الثلاثاء أن شركة متخصصة في أمن الحواسيب  بالولايات المتحدة، تعتقد بأن وحدة تابعة للجيش الصيني هي المسؤولة عن الهجمات الإلكترونية التي تتعرض لها الشركات والمنظمات والهيئات الحكومية الأميركية.

وقالت الصحيفة إن دراسة تفصيلية "نادرة" من 60 صفحة تعقبت لأول مرة أفرادا ينتمون لأكثر جماعات القرصنة الإلكترونية الصينية تعقيدا والمعروفة لدى كثير من ضحاياها داخل الولايات المتحدة باسم "طاقم التعليقات" أو "مجموعة شنغهاي"، فقادتها تحرياتها إلى أبواب مقر الوحدة 61398 التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني.

ولم تتمكن شركة "مانديا نت" لأمن الحواسيب التي أجرت الدراسة لحساب نيويورك تايمز، من تحديد هويات القراصنة داخل المبنى المكون من 12 طابقا في أحد أحياء مدينة شنغهاي. غير أن تحرياتها تُعد حجة في هذا الموضوع، إذ لا يوجد تفسير آخر مقبول منطقياً يبين سبب انطلاق كثير من هجمات القرصنة من منطقة واحدة صغيرة نسبياً.

وقال مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي كيفن مانديا في مقابلة الأسبوع الماضي "إما أن تكون تلك الهجمات تنطلق من داخل الوحدة 61398، أو أن من يديرون شبكات الإنترنت الخاضعة لأشد أنواع الرقابة في العالم لا يعثرون على أثر لآلاف الناس الذين يشنون تلك الهجمات من ذلك الحي بعينه".

وتقول شركات أمنية أخرى ظلت تتعقب "طاقم التعليقات" إنها هي الأخرى تعتقد بأن هذه المجموعة تشرف عليها الدولة، وإن تقريرا أصدرته أجهزة الاستخبارات الأميركية البالغ عددها 16 وكالة، أورد حجة قوية مفادها أن العديد من جماعات القرصنة تلك إما يديرها ضباط في الجيش أو أنهم متعهدون يعملون لصالح جهات كالوحدة 61398.

وزودت شركة مانديا نت صحيفة نيويورك تايمز بنسخة من الدراسة حيث استعانت الأخيرة بخبراء من داخل وخارج الحكومة الأميركية للتحقق من وجود علاقة بين جماعات القرصنة والجيش الصيني.

وبينما تمكنت جماعة "طاقم التعليقات" من سحب كميات هائلة من البيانات (تربايتات) من شركات مثل كوكا كولا، ظلت تركز على نحو متزايد على الشركات العاملة في مجال البنيات التحتية الحيوية في الولايات المتحدة، خاصة في ما يتعلق بشبكات الطاقة الكهربائية وخطوط الغاز ومشاريع المياه.

كما هجمت الوحدة 61398 الصينية على شركة آر.أس.أي الأميركية لأمن الحواسيب التي توفر شفراتها الإلكترونية حماية لقواعد البيانات الحكومية والخاصة.

وفي اتصال للصحيفة بمسؤولين في السفارة الصينية بواشنطن أمس الاثنين، أكدوا أن حكومة بكين لا تتورط في أعمال القرصنة الإلكترونية، وهي تعتبر هذا النوع من النشاط عملا غير مشروع.

ووصفوا الصين بأنها هي نفسها ضحية للقرصنة الإلكترونية، مشيرين إلى أن هناك العديد من مجموعات القرصنة تنشط داخل الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأميركية تعتزم الشروع في تطبيق إجراءات دفاعية أكثر جرأة ضد القراصنة الصينيين اعتبارا من اليوم الثلاثاء.

المصدر : نيويورك تايمز