المرحلة التالية بحرب مالي هي الأصعب

This handout photo of a video grab provided by the SITE Monitoring Service on January 10, 2013 and posted on January 9 on jihadist forums by a group calling itself "al-Sahara Media Foundation" reportedly shows al-Qaeda in the Islamic Maghreb (AQIM) fighters preparing for war in northern Mali. Malian troops exchanged fire on January 9, 2013 with armed Islamist groups that have been occupying the country's vast desert north for nine months and appear to be trying to push farther south. The latest clashes, which a resident said included heavy-weapons fire, came less than 48 hours after the west African nation's army put down an attempted Islamist attack on the same town, Konna, which is located near the edge of the government-controlled zone and the regional capital of Mopti, the gateway to the south. AFP PHOTO / SITE Monitoring Service
undefined

قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه مثلما اعتصم مسلحو القاعدة من قبل بجبال تورا بورا في أفغانستان، فإن المسلحين الإسلاميين بمالي يلجؤون الآن إلى المنطقة الواسعة الوعرة شمال البلاد، التي أصبحت رمزا للتحديات المستمرة بوجه الجهود الدولية لإعادة الاستقرار إلى منطقة الصحراء الكبرى.

ونسبت إلى مسؤولين عسكريين ومحللين ومقاتلين محليين قولهم إن طرد القوات الفرنسية للمليشيات المسلحة من تمبكتو ومدن الشمال الأخرى في فترة قصيرة الشهر الماضي كان هو الجزء الأسهل في استعادة مالي من المسلحين الإسلاميين، "والآن يتركز الانتباه على أكثر سلسلة جبلية قسوة في أفريقيا، جبال أدرار أفوغاس المجهولة لدى معظم الناس".

ونقلت عن باكاي آغ حامد أحمد المتحدث باسم مقاتلين من الطوارق مرافقين لقوات تشادية غادرت مدينة كيدال متجهة إلى أدرار أفوغاس، "هذه الجبال صعبة للغاية بالنسبة لقوات أجنبية".

وأضاف باكاي التابع للـحركة الوطنية لتحرير أزواد -في مكالمة هاتفية من كيدال- "التشاديون لا يعرفون الطرق عبر جبال أفوغاس".

وقالت الصحيفة إن هذه المنطقة الممتلئة بالكهوف والجبال الوعرة التي عُرفت على أنها طريق لبدو الطوارق منذ زمن طويل، ستكون مسرحا للمرحلة التالية والأصعب من الحرب بمالي.

خبير من السوربون:
المسلحون ظلوا لسنوات يشيدون مرافق لهم بالمنطقة ويعدون الكهوف ويخزنون الطعام والأسلحة والوقود، لكن أماكن لجوئهم بالضبط لا تزال مجهولة

وأشارت إلى أنه من الممكن أن تكون القوات الفرنسية الخاصة قد بدأت عمليات لها في أفوغاس، مثل الاستطلاع والإعداد لعمليات إنقاذ للرهائن الفرنسيين الذين يُعتقد أنهم محتجزون في المنطقة، لكن العبء القتالي الأكبر سيقع على عاتق القوات الأفريقية.

ونقلت عن مسؤولين عسكريين فرنسيين قولهم إن السير من بئر إلى أخرى ومن قرية إلى أخرى هي مهمة ستقوم بها القوات الأفريقية. ونقلت عن غربيين سافروا في هذه المنطقة المحاذية للجزائر قولهم إنها تختلف عن أفغانستان في كون جبالها معتدلة الأحجام نسبيا "لكن ظروفها القاسية تجعل منها قلعة أو حصنا طبيعيا كبيرا به مخابئ لا حصر لها".

وقال الكولونيل ميشيل غويا بمعهد الأبحاث الإستراتيجية بالأكاديمية العسكرية الفرنسية إن "المنطقة واسعة جدا ومعقدة تتطلب قوات لإغلاقها وأخرى لشن الغارات، وهذا سيستغرق وقتا طويلا".

وقال ملحق عسكري غربي في العاصمة المالية باماكو إن عدد المسلحين الإسلاميين مثار جدل، إذ يقول بعض الناس إنهم حوالي بضع مئات بينما يقول آخرون إنهم عدة آلاف. وأشار إلى أنهم انتشروا الآن على مسافات بعيدة وأخفوا أنفسهم أكثر.

وأضاف بأن الفرنسيين قاموا بغارات جوية قليلة على المنطقة مؤخرا، مما يشير إلى أنهم لم يجدوا إلا القليل من الأهداف للهجوم عليها.

وذكر بيير بويلي الخبير بالمنطقة من جامعة السوربون إن المسلحين خبيرون بأساليب الحياة في الجبال، حيث يزودون أنفسهم بالطعام من البدو الذين يمرون بالمنطقة ويحصلون على الماء من الآبار الكثيرة والبرك. وأضاف أن مصادر المياه المذكورة ستكون فرصة للفرنسيين والقوات التشادية تمكنها من مراقبة المسلحين دون عناء كبير.

وقال مسؤول عسكري فرنسي كبير إن الآبار والبرك عبارة عن برج مراقبة في كل أنحاء الصحراء. وأشار إلى أن المسلحين ظلوا لسنوات يشيدون مرافق لهم بالمنطقة ويعدون الكهوف ويخزنون الطعام والأسلحة والوقود، "لكن أماكن لجوئهم بالضبط لا تزال مجهولة".

ومع ذلك لا يزال هناك جزء من المسلحين لم تستطع القوات الفرنسية إخراجهم من مدن الشمال التي ادعت أنها حررتها.

وكان الجنرال كارتر أف هام قائد القوات الأميركية في أفريقيا قال -في حديث له بواشنطن الشهر الماضي- إن أقصى ما يمكن عمله ضد المسلحين هو السيطرة عليهم وتفريقهم.

المصدر : نيويورك تايمز