الحل السياسي بات ملحا في سوريا

أجزاء من دير الزور بسوريا تتحول إلى مدينة أشباح
undefined
تساءلت غارديان في بداية مقالها بالشأن السوري عن كيفية إنهاء إراقة الدماء هناك، وقالت إن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف ما وصف بأنه مركز عسكري للبحوث العلمية يظهر مدى تفجر هذا الصراع، وقالت إن الحل السياسي بات أمرا ملحا الآن.

وأشارت الصحيفة إلى أن الدوافع وراء الهجوم الإسرائيلي على سوريا الأربعاء ما زالت غامضة مثل طبيعة الهدف. لكن هناك أمرين يبدوان جليين. فقد كان الهجوم يتعلق بحرب إسرائيل الطويلة مع حزب الله في لبنان وليس أي رغبة للتدخل بالقتال في سوريا. ومع ذلك كان الهجوم تذكرة أيضا بأن الاضطرابات في سوريا لها عواقب خطيرة لا يمكن التنبؤ بها في المنطقة.

وقالت إن إيجاد حل سياسي قابل للحياة صار أكثر إلحاحا. ولهذا كان من الجيد سماع أن معاذ الخطيب، الذي يقود الائتلاف الوطني السوري يؤيد الآن مباحثات مع نظام بشار الأسد. وهذه ليست وجهة نظر الزعماء الفرنسيين أو البريطانيين أو الأميركيين أو معظم زملاء الخطيب السوريين، الذين يتحدثون بعبارات غامضة عن نتائج سياسية لكنهم يعنون فقط استسلام الأسد من جانب واحد. 

وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الجماعات المدنية التي رفضت النزاع المسلح كانت بنفس التشاؤم بالاجتماع الذي عقد في جنيف. وهذا التشاؤم هو صوت النخبة المثقفة العلمانية في سوريا التي تعارض التدخل العسكري الخارجي وتفضل وقفا لإطلاق النار وحلا تفاوضيا بناء على الأطر التي يحاول الأخضر الإبراهيمي التوسط فيها. ولأنهم لا يؤيدون التوجه الغربي فإنهم يميلون لأن يتم تجاهلهم من قبل الساسة الأجانب.

صراع إقليمي
وفي سياق متصل أشارت إندبندنت بافتتاحيتها إلى ما قاله نظام الأسد بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية خرقت المجال الجوي السوري وقصفت منشأة علمية بحثية. ووفق مصادر أمنية غربية فإن الهجوم كان ضد قافلة من الأسلحة الثقيلة المتطورة المتجهة إلى لبنان وحزب الله. لكن إسرائيل نفسها لم تقل شيئا وكذلك الولايات المتحدة. وقالت إن الشيء الواضح في خضم هذا الغموض والاضطراب هو خطر امتداد الحرب الأهلية السورية إلى صراع إقليمي.

وقالت الصحيفة إن الوضع داخل البلد مخيف بما فيه الكفاية. ورغم أن قبضة النظام تضعف فإن القتال يزداد دموية، وهناك أكثر من أربعة ملايين مدني نزحوا من منازلهم. وليس أقل خطرا إشارات التوتر القادمة من الدول المجاورة. فهناك آلاف اللاجئين يستمرون في تدفقهم إلى الأردن وتركيا ولبنان.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من غير المحتمل أن تكون الضربات الجوية الإسرائيلية سببا في ترجيح كفة الميزان لأن النظام السوري تحت ضغط كبير يمنعه من الثأر. وقد لا يستجيب أيضا حزب الله فورا نظرا لأن الهجوم لم يكن بالأراضي اللبنانية. وعلى الساحة الدولية روسيا، أحد حلفاء دمشق القليلين الباقين، لحسن الحظ، قيدت إداناتها للقنوات الدبلوماسية. ومع ذلك فإن هذه الملاحظات لا تنفع ولا تشفع.

وختمت الصحيفة بأن أحداث هذا الأسبوع لا تؤكد فقط على ميزان القوة الهش بالمنطقة. ومسألة قافلة أسلحة في طريقها لحزب الله -إذا كانت هذه هي الحالة فعلا- هي محاولة جلية لقلقلة هذا الميزان. والتوقعات أبعد من أن تكون مشجعة.

المصدر : الصحافة البريطانية