صحف تعلق على معاناة السوريين

Syrian refugees take part in a demonstration at the Zaatari refugee camp, near the border with Syria, calling for the international community to arm the rebel Free Syrian Army on February 22, 2013. Jordan says it is hosting around 380,000 Syrian refugees, including some 83,000 in Zaatari, which has seen frequent protests, mainly over poor living conditions. AFP PHOTO / KHALIL MAZRAAWI
undefined

تناولت صحف أميركية الأزمة السورية المتفاقمة، وقالت إحداها إن السوريين يعانون في مخيمات اللجوء، وحذرت من وصول الأسلحة النوعية إلى أيادي تنظيم القاعدة في سوريا، وقالت أخرى إن أطفال سوريا بحاجة للتطعيم ضد شلل الأطفال، وإن الروس التقوا عم الأسد للحث على السلام في البلاد.

فقد أشارت صحيفة واشنطن تايمز إلى أن السوريين الذين فروا من نيران "الحرب الأهلية" التي تعصف ببلادهم منذ أكثر من عامين يعانون في المخيمات التي لجؤوا إليها في دول الجوار، كما هو حالهم في الأردن.

وأوضحت الصحيفة أن اللاجئين السوريين يعانون في مخيم الزعتري شمالي الأردن من الازدحام وانتشار الجريمة، وأنهم في نفس الوقت يشكلون ضغطا على موارد الدولة المضيفة.

وأضافت أن اللاجئين السوريين يروون قصصا تبعث على الرعب والحزن والألم، وخاصة أولئك الذين فروا من مناطق شهدت هجمات بالأسلحة الكيميائية أو كانت خاضعة للحصار من جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

اللاجئون السوريون بمخيم الزعتري شمالي الأردن يعانون جراء الازدحام وانتشار الجريمة، وفي نفس الوقت يشكلون ضغطا على موارد الدولة المضيفة

مخيم الزعتري
ونسبت الصحيفة إلى كيليان كلاينشميت وهو أحد مديري مخيم الزعتري، وهو أحد المحاربين القدامى من مجموعة الأزمات الإنسانية الدولية، القول إنه يحاول تجنب الاستماع للقصص التي يرويها اللاجئون السوريون، وذلك لكونها مؤلمة ومروعة وتقشعر لها الأبدان.

وقالت الصحيفة إن بعض السوريين يفرون من مناطق في بلادهم شهدت انتشارا كبيرا لداء شلل الأطفال، وإن هذا الداء يهدد بنقل العدوى إلى الأطفال الذين لم يسبق لهم تلقي التطعيم المناسب.

وأضافت أن مخيم الزعتري الذي وصفته بأنه أحد أكبر مخيمات اللجوء بالعالم يضم أكثر من مائة ألف لاجئ سوري، وأنه يعاني تحديات أمنية، وأنه يشكل مرتعا لما سمتها شبكة الجريمة المنظمة، وذلك برغم نفي مسؤولين أردنيين. وقالت إن المخيم كان إلى وقت قريب مسرحا لأعمال شغب شبه يومية احتجاجا على الظروف البائسة.

وأشارت الصحيفة إلى أن التقارير الأممية تقدر بأن أكثر من مليوني سوري غادروا بلادهم إلى الدول المجاورة والخارج، وأن معظمهم التجأ إلى الأردن وتركيا والعراق ولبنان ومصر، مضيفة أن الأردن يستضيف أكثر من نصف مليون من اللاجئين السوريين، وأن هؤلاء يعيشون في مخيمات مكتظة أو بمدن وبلدات ينافسون سكانها المحليين على الوظائف والرعاية الطبية والموارد الشحيحة.

شلل الأطفال
وفي سياق متصل، أشارت نيويورك تايمز إلى أن شلل الأطفال ينتشر بشكل خطير بين أطفال سوريا، وأن منظمة الصحة العالمية تنافح لوقف زحف هذه الداء الخطير في البلاد والمنطقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن جهود المنظمة لتطعيم الأطفال ضد الشلل قد تكون صعبة بالمناطق غير الخاضعة للنظام، وسط انتقادات من جانب منظمات الإغاثة الدولية للنظام السوري جراء منعه وصول المساعدات الإنسانية إلى تلك المناطق.

وأضافت أن أكثر من تسعة ملايين من السوريين أو ما يشكل قرابة 40% من سكان البلاد فروا من ديارهم بسبب الحرب، وذلك إما على شكل مشردين بالداخل أو لاجئين بالدول المجاورة.

يُشار إلى أن شلل الأطفال هو أحد الأمراض الفيروسية المعدية التي تهاجم الخلايا العصبية بالنخاع الشوكي، ويمكن أن تؤدي إلى الشلل وحتى الموت. وتنتشر أكثر الإصابات بصفوف الأطفال ونادرا ما يتأثر به البالغون.

واشنطن تايمز أشارت إلى أن أسلحة نوعية بدأت تتدفق لسوريا وأنها تثير المخاوف الأمنية لدى الغرب وتتمثل بصواريخ مضادة للطيران تطلق من على الكتف وتقدر بالعشرات

أسلحة ضد الطيران
وفي تطور يتعلق بالجانب العسكري من الأزمة السورية، أشارت واشنطن تايمز، في تقرير منفصل، إلى أن أسلحة نوعية بدأت تتدفق إلى سوريا تثير المخاوف الأمنية لدى الغرب، موضحة أنها تتمثل في صواريخ مضادة للطيران تطلق من على الكتف وتقدر بالعشرات.

وأضافت الصحيفة أن هذه الصواريخ موجودة فيما سمتها ترسانات الإسلاميين وتلك التابعة للجيش السوري الحر، وأن الغرب يخشى من وقوع هذه الأسلحة بأيدي تنظيم القاعدة، وبالتالي استخدامها ضد الطائرات المدنية فوق أجواء بعض المطارات المكتظة بالمسافرين.

رفعت الأسد
في الجانب السياسي، تحدثت نيويورك تايمز عن مسؤولين روس التقوا شخصيات سورية معارضة من بينها رفعت الأسد عم الرئيس السوري، وذلك في محاولة من جانب موسكو لإيجاد طريق للخروج من مأزق مؤتمر جنيف الثاني إذا ما كان سينعقد من الأصل.

وأضافت الصحيفة أن الاجتماع بين رفعت الأسد وميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي يلقى انتقادات من جانب المعارضة السورية، والتي تنظر لرفعت بوصفه "جزار حماة" في إشارة إلى القمع الدموي لانتفاضة المدينة عام 1982.

ونسبت الصحيفة إلى سوار الأسد نجل رفعت القول، في مقابلة تلفونية، إن والده يرغب بحضور المؤتمر بوصفه شخصية معارضة للنظام، موضحة أن رفعت أُجبر على مغادرة سوريا عام 1984 إثر محاولته قيادة انقلاب على سلطة أخيه حافظ الأسد.

أحمد الجربا: الائتلاف السوري لن يشارك في جنيف اثنين إلا بضمانات بنقل السلطة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، إضافة إلى جدول زمني واضح ومحدد للتنفيذ، وعدم حضور إيران للمؤتمر

وأضافت أن سوار أشار إلى أن والده لا يطمح لأن يكون رئيسا لسوريا، وأن سوار دعا إلى تسليم السلطة بشكل تدريجي في إطار مجلس انتقالي يضم أعضاء من المعارضة والنظام، وأضاف أن والده قد يلتقي مسؤولين أميركيين.

ضمانات
يُشار إلى رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا قال إن الائتلاف لن يشارك في جنيف اثنين إلا بضمانات بنقل السلطة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، إضافة إلى جدول زمني واضح ومحدد للتنفيذ، وعدم حضور إيران للمؤتمر.

وجاءت تصريحات الجربا بكلمة ألقاها في القاهرة باجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن الأزمة السورية قبل أيام، والذي قال "لا جنيف 2 من دون وضوح في هذا الهدف وهو رحيل الأسد مقرونا بجدول زمني محدد ومحدود، ولا لحضور إيران على طاولة التفاوض" مما يؤدي إلى مزيد من الارتباك في المحادثات المقترحة وموعدها.

كما طالب الجربا خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع "بقرار واضح بمد الشعب السوري بالسلاح لمواجهة احتلال وعدوان يزداد شراسة ساعة بعد ساعة، ونتعهد بل نحن على استعداد لتقديم كل الضمانات ألا يصل هذا السلاح إلى الأيدي الخطأ".

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية